نهار

سلامتك مراد منير..

عبلة الروينى
عبلة الروينى

للكاتب الجزائرى الراحل «كاتب ياسين» عبارة شديدة الدلالة (أنا مؤلف كتاب واحد، فى الأصل كان قصيدة، ثم تحولت إلى روايات ومسرحيات.. لكن هو دائما نفس العمل، الذى سأتركه كما بدأته)... وهى عبارة دقيقة إلى حد كبير.. والمقصود بالطبع ليس التكرار، ولا إعادة إنتاج الأعمال مرات أخرى.. لكنه الأسلوب، والشخصية التى تميز المبدع وتحمل توقيعه... ولعل هذا ما فعله دائما المخرج المسرحى مراد منير على امتداد مشواره الإبداعى... وكأنه كان يقدم مسرحية واحدة.. أحيانا تحمل عنوان (رأس المملوك جابر) أو (الملك هو الملك).. أو تحمل اسم (لولى) أو(ملك الشحاتين).. أو (على جناح التبريزى وتابعه قفة).... وأحيانا أخرى كان مراد منير يعاود تقديم نفس المسرحية (النص والإخراج) بممثلين مختلفين على امتداد سنوات مختلفة... مسرحية (رأس المملوك جابر) قدمها على مسرح الجامعة أواخر السبعينات، ثم قدمها على مسرح قصر ثقافة الريحانى بالثمانينات، ومرة ثالثة قدمها على المسرح القومى أواخر التسعينات وفى كل مرة قام مراد بإخراج المسرحية، احتفظت العروض بنفس الطزاجة، ونفس الحيوية، ونفس الحياة المفعمة بالبهجة والأسئلة... (فالاحتفال).. والاحتفال الشعبى تحديدا والمشاركة الجماعية، هو أسلوب المخرج مراد منير، وحيوية عروضه وحرارتها وتواصلها مع الجمهور، المشارك هو أيضا فى الحفل.... فى الاحتفال نكتشف قوة العلاقة وتأثيرها... علاقة المخرج بالممثلين.. وعلاقة الممثلين ببعضهم.. وعلاقتهم بالجمهور.. هى العلاقة جوهر الإبداع الذى ينفجر حيوية وحياة على المسرح...
وحين يأتينا خبر مرض مراد منير، ونقله إلى المستشفى مصابا بجلطة فى المخ.. نعرف أن عطلا أصاب البهجة وأوقف الاحتفال.