بدون تردد

من التحرير.. للتعمير «١»

محمد بركات
محمد بركات

إذا كنا نحتفل كل عام فى مثل هذه الأيام بعيد تحرير سيناء، فإن احتفالنا هذا العام له معنى خاص، أكثر دلالة وأعظم أثرًا من احتفالاتنا المعتادة فى كل عام.

احتفالنا هذا العام يأتى وقد خطونا بالفعل خطوات واسعة وأكثر عمقًا على طريق تعمير سيناء، وتنفيذ الخطة الشاملة للتنمية والتعمير بها على جميع المستويات الاقتصادية والإنسانية.

هذه الخطة التى تشهد تنفيذ وإقامة العديد من المشروعات القومية العملاقة، فى كل مجالات البنية الأساسية والخدمات والإنتاج.

والمعنى الكبير لما جرى ويجرى تحقيقه الآن على أرض الواقع فى سيناء، هو أنها بالفعل ملحمة غير مسبوقة من العمل والإنجاز.

هذه الملحمة تم خلالها بالفعل الربط الدائم لسيناء مع كل الجسد المصرى شرقًا وغربًا بخمسة أنفاق جديدة.

 ما جرى ويجرى فى سيناء من مشروعات قومية ضخمة فى كل مكان، وفى كل المجالات الزراعية والصناعية والعمرانية على شمولها وتنوعها، فى إطار خطة واضحة ومحددة، هو إنجاز ضخم يتعدى حدود التعمير المعهودة أو التنمية البسيطة والأولية أو حتى الضرورية، إلى ما هو أوسع وأشمل وأرحب وأعمق.

ما جرى ويجرى فى سيناء هو فى حقيقته وجوهره إنجاز هائل ومتغير جسيم وشامل، يفرض واقعًا جديدًا يتعدى حدود الرؤية المحدودة لتيسير وتحسين سبل الحياة الضرورية لأهلنا فى سيناء، ليصل فى هدفه ومقاصده إلى الآفاق الرحبة للتنمية الشاملة، التى تنتقل بمصر كلها وسيناء فى القلب منها إلى المستقبل المشرق، فى ظل الدولة المدنية الحديثة والقوية بإذن الله.

وفى هذا الإطار ودون أدنى مبالغة نقول، إن ما قامت به الدولة من تنفيذ للعديد من المشروعات التنموية بطول وعرض سيناء خلال السنوات الماضية، والتى بلغت تكلفتها ما يزيد على سبعمائة مليار جنيه، هو تجسيد حى للوعى الوطنى الكبير، بضرورة وأهمية حماية وتعزيز الأمن القومى المصرى فى عموم أبعاده واتجاهاته، خاصة من ناحية البوابة الشرقية لمصر، التى كانت ولا تزال وستظل موضع الاهتمام والترقب والرصد من عيون كثيرة حولنا، بعضها طامع والبعض الآخر متربص.

«وللحديث بقية بإذن الله» .