الخروج عن الصمت

كى لا ننسى «٢/٢»

محمد عبد الواحد
محمد عبد الواحد

بقلم/ محمد عبد الواحد

فى الاسبوع قبل الماضى خاطبت عقول الآباء والأمهات والاجداد ليبرهنوا بالدليل القاطع لابنائهم على أن عدوهم مازالت يده مخضبة بالدماء حتى لا ينخدعوا فى دعواهم للسلام، وقلت لهم  ذكروهم بالمذابح التى صرخت من هولها الطيور فى السماء
ذكروهم بأسرانا فى 67 الذين لم يرحموا قيودهم وقتلوهم بدماء باردة واحتضنتهم أرضهم وهى تئن.. قولوا لهم ما ذنب الأطفال الابرياء أن يقتلوا وهم زهور تتفتح كى تصبح براعم مسلحة بالعلم والإيمان وتسيل دماؤهم على مقاعدهم وتلطخ صفحات من كراريس كتبوا فيها بسم الله.. انها مذبحة مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركه بمركز الحسينية شرقية فى 8 أبريل 1970 التى راح ضحيتها 80 طفلا بين قتيل وجريح.

وتتوالى المذابح وتأتى أبشعها وهى مذبحة صبرا وشاتيلا فى لبنان التى عرفت بحرب الكتائب وقد أشرف على تنفيذها وزير دفاع إسرائيل ارييل شارون فى 16 سبتمبر 1982 بعد ان طوق منافذ المخيمات ونفذ جريمته التى أسفرت عن 3500 جثة من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ.. علموهم أن عدوهم زرع البغض والكره فى قلوب أبنائها فكونوا من أنفسهم عصابات مسلحة كان على أثرها مذبحة الحرم الإبراهيمى التى وقعت فى 25 فبراير 1994 الموافق 15 رمضان وفى فجر يوم من أيام الشهر الكريم قام المتعصب اليهودى باروخ جولدشتاين بفتح النار على المصلين فقتل 29 شهيدا وجرح 150 ولم يكن أميا بل كان طبيبا غرسوا فيه العنصرية فخضبت يده بالدماء.

لم يراعوا حرمة لمكان ولم يؤمنوا بأماكن اتفق العالم فيما بينه أنها أماكن أمان حتى ولو لجأ اليها انسان عتيد فى الإجرام، وتأتى الجريمة التى سميت بمذبحة قانا فى 18 ابريل 1996 بعد هروب الفلسطينيين من عناقيد الغضب التى نفذتها إسرائيل فى جنوب لبنان للاختباء بمركز قيادة فيجى التابع لليونيفيل وهى من مراكز حفظ السلام وبعد أن أمنت إسرائيل اختباءهم انهالت عليهم القذائف التى أدت إلى استشهاد 106 احتموا بمراكز سموها حفظا للسلام.
تذكروا أن من صنع كل هذه الجرائم لا يمكن أن يتحول فى يوم وليلة إلى حمامة سلام.

دماؤكم غالية فإن تناسيتموها سيظل من يمد يده يذكركم بها ليضع بداخلكم رعبا تهربون منه إلى أحضانه كى لا تُسال دماؤكم كما سالت دماء من سبقوكم من إخوانكم.