كلمة والسلام

جيل الفوضى التوكتوكية

سعيد الخولى
سعيد الخولى

تكهرب الجو فجأة وعلت الأصوات واتضح أنه شجار بالشارع الفرعى، تريثت مكانى حتى تنقشع الغمة، وهدأت الأمور قليلا حتى خرجت للشارع العمومى لأفاجأ أن الهدوء لم يكن إلا بسبب انتقال العركة إلى الشارع العمومى ووجدت مالايقل عن عشرين صبيا من سائقى التوكتوك هم بلطجية المعركة وقد خلعوا فانلاتهم وبيد بعضهم سنج ومطاوى يبارزون بعضهم بها والبعض الآخر يحاول فض العركة متقمصين دور العقلاء.. فريق يتقمص دور عبده موته والألمانى والأسطورة بدقائقهم وتفاصيلهم من حلقة الشعر إلى سلاسل الصدر وأنسيالات المعصم وعضلات البطون العجفاء،وكلهم صبية أكبرهم 14 سنة أوقفوا الشارع ومنعوا المرور به لخلاف بين اثنين منهم....يقولون إنه فتح بيوتا كثيرة وهذا ظاهره فيه بعض الصحة وباطنه فيه كل العذاب،فما فتح باب بيت بواسطة صبى إلا كان على حساب تعليم تسرب منه أو صنعة يدوية كان يتعلمها أو حرفة كان يمتهنها ولا تعطيه عائدا يوميا كبيرا،ناهيك عن ترويق المزاج بتعلم الإدمان وتهديد أمن السيدات والفتيات بالشوارع وخرق أى قواعد فى وجود رجل مرور لايملك وسيلة لردع التوكتوك،ولا نجنى من ورائه سوى مصائب كثيرة يتسبب فيها.!
لقد لعب التوكتوك بعقول التلاميذ وهم يرون زملاءهم وأترابهم يقودونه ويكسبون المال ويسمعون منهم عن مغامراتهم مع الناس والكيف و»‬المزز» وعفوا فى استخدام لفظ أحتقر استخدامه،لكنه يجسد أزمة آمال الأجيال الحالية فى المستقبل لنصبح أمة كل منى أبنائها امتلاك توك توك فكيف يكون مستقبل أمة ينتشر عدة ملايين من الصغار والفتية والشباب وقليل من الكبار ينشرون فى الشوارع فوضى ويضربون بكل القواعد عرض الحائط،قدوتهم الأسطورة ولغتهم كلها تفتقد الذوق على أقل تقدير وهم يتجرعونه ليل نهار من الأعمال الدرامية واللغة السوقية التى تسود حوارات بعض من يفترض فيهم أنهم مسئولون عن تربية الشباب وتكوينهم جسديا وروحيا.
لابد من تشريع يحدد سن من يحق له قيادة التوكتوك ويكون حاملا لرخصة قيادة يمكن من خلاله التحكم قليلا فى ضربهم لكل قواعد المرور وأبسطها وأخطرها السير عكس الاتجاه الذى يتسبب فى المدن فى حوادث كثيرة،وإخضاع سائقى التوكتوك للكشف عن الإدمان لديهم دوريا كل ستة أشهر مثلا،وهى أمور بديهية فى التعامل مع من يركب معهم الناس لتوصيلهم إلى بيوتهم ومقار أعمالهم والطلاب والطالبات إلى مدارسهم وجامعاتهم.