الخروج عن الصمت

كى لا ننسى

محمد عبد الواحد
محمد عبد الواحد

بقلم/ محمد عبدالواحد

لم تعد العين تذرف دموعها من كثرة ما ابكاها عدو لا يعرف الرأفة ولا الرحمة ولا يفرق فى أدوات قتله بين شيخ مسن أو طفل رضيع.. كل ما يعنيه هى الأرض التى يطلق عليها يوميا أرض المعاد وكأنها انشودة تغنوا بها حتى تسال لها بحور الدماء.
سرقوا أغصان الزيتون ورفعوها وقالوا نحن دعاة سلام، ولكى لا تخلط الأوراق وننسى ما حدث ويخرج لنا على أثر هذا النسيان جيل يرى أن إسرائيل هى الحلم الذى لابد ان يهرب اليه بدلا من الغرق بعد معاناة الهجرة إلى الغرب ولمَ لا؟
هى من تسكن جوارنا وتمتلك كل أدوات الازدهار، عقول من يديرونها أصبحت تفكر الف مرة وهى تغسل جرائمها الدموية وتبدأ بمخاطبة عقول الشباب.
قنواتهم العبرية جعلوا منها برامج موجهة لكل الشعوب العربية.. ولم يكتفوا بذلك فبثوا قنوات عربية تدار بأموال وأفكار اسرائيلية، اقتحموا مواقع التواصل الاجتماعي وأقاموا صداقات عربية.
سبقوا الحدث بكثير كل ما يعنيهم هو إبرامه فى اتفاقية سلام.
وهنا أخاطب هذه الأجيال التى لم ترَ الايدى المخضبة بالدماء ولكنها ترى عقول وقلوب وايادى ممدودة بالسلام.
اناشد عقول الآباء والأمهات والأجداد: ذكِّروا أبناءكم دائما أن أراضينا العربية رويت بدماء شهدائها.
علموهم أن العدو مهما مددت له يد السلام يضمر لك عدم البقاء.
ذكروهم بالمذابح التى صرخت من هولها الطيور فى السماء.
ذكروهم بأن مذبحة دير ياسين 19 أبريل 1948 جاءت بعد ساعات من توقيع هدنة سلام استغلتها جماعة الارجون وشتيرن وانقضت على قرية دير ياسين التى تقع غرب القدس لاجبارهم على الفرار وعندما صمد أهالى القرية واشتبكوا فى القتال عززت العصابات خطوطها الدفاعية وقتلت 360 مواطنا من أهالى القرية واجبرت الباقى على الفرار وبنوا مستوطناتهم على انقاض ديار هجرها أهلها رعبا من كثرة إسالة الدماء.
احكوا لهم عن مذبحة أخرى وهى مذبحة كفر قاسم التى وقعت فى 29 أكتوبر 1956 التى نفذها حرس الحدود الإسرائيلى فى القرية وقتلوا 49 مدنيا منهم 23 طفلا.
للحديث بقية.