شد وجذب

المشروع العربى الغائب

وليد عبدالعزيز
وليد عبدالعزيز

ماذا لو كان العرب اتفقوا على تأسيس قوة عربية مشتركة هدفها الدفاع عن مقدرات الأمة؟ وماذا لو كان العرب لديهم مشروع لتحقيق هدف او رؤية حتى لو كانت اقتصادية او اجتماعية؟ حال العرب لا يسر عدوًا ولا حبيبًا.. بعض الدول نجحت فى بناء اقتصاد قوى او جيش متطور والبعض الاخر اصبح محتلا وتحولت البلاد إلى مرتع للمرتزقة والغزاة.. انا وغيرى من ابناء جيلى سمعنا كثيرا عن مصطلح او كلمة القومية العربية ولكننا لم نفهمها لانها كانت عنوانا ليس له أى مدلول على ارض الواقع.. الجامعة العربية قد تكون من الكيانات التى تحاول ان تلملم ما تبقى من الدول العربية ولكنها لم تنجح نتيجة لتعنت البعض مما اضعف دورها ككيان عربى هدفه الاساسى هو لم الشمل وحل الخلافات داخل البيت الواحد.. منذ عام ٩٠ وبعد الغزو العراقى الاهوج لدولة الكويت الشقيقة بدأت الدول العربية تتساقط.. وتحولت العراق إلى مخزن كبير لتنظيم داعش الارهابى وبعدها تمزقت سوريا ثم اليمن وليبيا واخيرا لبنان التى تعانى من كل شىء.. ما أقوله يعرفه الجميع ولكن الذى يجب ان يعرفه الجميع ايضا ان سقوط أى دولة عربية اخرى فى المرحلة المقبلة سيعنى ضياع الامة المريضة لمئات السنين.. الرئيس عبدالفتاح السيسى له مقولة دائما ما يحرص على ان يرددها فى بعض اللقاءات وهى ان الدول التى تسقط من الصعب ان تقوم من جديد لان التدخلات الخارجية تعيد هيكلة الدول طبقا لرؤيتها.. ما اتكلم عنه هو مشروع عربى خالص النوايا.. مشروع للدفاع المشترك بجد دون ان نخوّن بعضنا البعض.. ومشروع اقتصادى يضمن للجميع على الاقل توفير احتياجات البلاد من المنتجات والسماح للمصدرين ورجال الاعمال بالتنقل واقامة المشاريع والدخول لاسواق الغير دون عراقيل.. دول الجوار مثل تركيا وايران وغيرها من الدول لديها مشروع احتلالى واضح وهو تفكيك الدول العربية والسيطرة عليها لاننا امة اضعفت نفسها بخلافات لا يمكن ان يقال عنها الا أنها صغيرة.. تشكيل قوة عربية مشتركة كان سيضمن للعرب مقعدا بين الكبار وكان كفيلا بإنقاذ دول من الاحتلال بدلا من الجلوس على مقاعد المتفرجين ونحن نشاهد بأعيننا احتلال دول عربية وتقسيمها إلى دويلات بهدف اضعاف الكيان المريض اكثر مما هو عليه الان.. مصر يا سادة كانت ولا تزال وستظل بيت العرب الكبير شاء من شاء وابى من ابى.. الجيش المصرى العظيم هو اول جيش عربى تحرك للمشاركة فى تحرير دولة الكويت الشقيقة بعد ان احتلتها دولة عربية وكانت السبب فى اطلاق شرارة تدمير بعض الدول.. مصر يا سادة عندما دعت لتكوين قوة عربية مشتركة منذ سنوات كانت على دراية انها ستتحمل العبء الاكبر فى اى خلاف لانها تمتلك اكبر جيش وطنى فى المنطقة ولكنها كانت تعرف دورها وحجمها الممتد على مر السنين.. من يتصورون من العرب انهم بعيدون كل البعد عما حدث للاشقاء فى سوريا او ليبيا او العراق فإنهم واهمون.. نحن نعيش فى عصر القوة.. والقوة ليس معناها غزو الدول ولكن مفهومها الحديث ان الكيان الذى يمتلك جيشا قويا يمتلك قوة ردع لا تسمح للغزاة بتحقيق اطماعهم.. العرب فى حاجة إلى مشروع جديد بعيدا عن القومية العربية التى دفنت بفعل فاعل لنصل إلى ما نحن فيه الان.. الاتحاد قوة وعلينا ان نبدأ بجدية فى احياء اى مشروع عربى مشترك يذكر الجميع اننا ما زلنا اشقاء حتى لو كان هذا المشروع رسائل على الواتس آب بعنوان صباح الخير والامل.. ستظل مصر البيت الكبير.. وسيظل الزعيم عبد الفتاح السيسى البطل الحقيقى الذى استجاب لشعبه وانقذ مصر من مصير التقسيم والاحتلال بفضل الجيش العظيم الذى يدافع عن مقدرات الدولة بكل جسارة ووطنية وشرف.. وتحيا مصر.