عين على الحدث

الموت واليأس يحاصر السوريين

آمال المغربى
آمال المغربى

فى الوقت الذى تتسارع فيه الأحداث فى محيط محافظة إدلب بين القوات الحكومية السورية ونظيرتها التركية لا سيما بعد الصدام المباشر وإصرار تركيا على تعزيز انتشارها العسكرى فى المحافظة بعد اشتباكات عنيفة بين الطرفين، تتفاقم ازمةالسوريين النازحين من مناطق القتال والعالقين بين هجمات قوات الأسد والقصف الروسى والمعارضة السورية والعوامل الطبيعية المميتة بعد أن تسببت المعارك فى شمال غرب سوريا فى موجة نزوح كبيرة قاربت المليون نازح، حسب الأمم المتحدة، وهو ما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة فى ظل موجة البرد القارس
وكالات الإغاثة تؤكد وجود 3 ملايين ونصف مليون سورى محاصرين فى مناطق القتال يعانون من البرد القارس والجوع ونقص الدواء فى المخيمات البدائية فمن لم يمت نتيجة القصف اصبح معرضا للخطر بسبب الظروف القاسية والعوامل الطبيعية حيث اضاف انخفاض درجات الحرارة حتى التجمد، المزيد من البؤس إلى السوريين النازحين فى شمال سوريا،
حيث وصل حجم النزوح فى سوريا فى الشهر الماضى إلى أكبر مستوياته فى الحرب التى دامت 9 سنوات ويلجأ الجزء الأكبر من النازحين إلى مناطق مكتظة أساسا بالمخيمات قرب الحدود التركية المغلقة فى شمال إدلب. ولم يجد كثيرون منهم خيما تؤويهم أو منازل للإيجار، فاضطروا إلى البقاء فى العراء أو فى سياراتهم أو فى أبنية مهجورة قيد الإنشاء وفى مدارس وجوامع.
وحذرت الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية عدة من تداعيات الوضع الكارثى خصوصاعلى الأطفال فى منطقة تؤوى أساسا ثلاثة ملايين شخص نحو نصفهم من النازحين. منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» تؤكد أن التصعيد أسفر عن «تشرد ما يزيد على 500 ألف طفل».. ادلب يوجد فيها نحو 20 ألف من المسلحين المعارضين للنظام السورى وفيها أيضا 3 ملايين مدنى هم ضحايا الحرب الدائرة حاليا فى ادلب فهم يعانون من تساقط القنابل والصواريخ على بيوتهم ومستشفياتهم ومدارسهم، وأسواقهم ويموت أطفالهم من البرد.
المجتمع الدولى يتعامل بشكل مخزى مع مأساة السوريين فى ادلب.. فرغم ان أزمة اللاجئين شمال سوريا تتفاقم بشكل لا مثيل له منذ أسابيع.. الا ان كل مايقلق الاوربيين فى ماساة السوريين هو الا تفتح تركيا حدودها امامهم حتى لايتوجهوا إلى اوروبا.. معروف ان تركيا، تستضيف حاليا 3.6 ملايين مهاجر سورى وتتلقى دعما ماليا من الاتحاد الأوروبى من أجل استضافتهم، وتهدد كل حين بفتح طرق الهجرة إلى أوروبا أمام المهاجرين السوريين، ما لم تحصل على دعم لبناء منطقة عازلة على الحدود السورية ضد المليشيا الكردية. وروسيا تعرف تلك المخاوف وتستعملها لتخويف الاتحاد الأوروبى ودفعه إلى قبول نظام الرئيس بشار الأسد، وضخ الأموال لإعادة بناء ما خربته الحرب فى سوريا. وحتى يحسم أحد طرفى الصراع لصالحه يدفع السوريين العالقين الثمن لحرب لم يختاروها وهو الموت نتيجة القصف أو البرودة!