نقطة نظام

صناعة الأغنية فى مصر.. مافيا كبيرة

مديحة عزب
مديحة عزب

مديحة عزب

من بورسعيد وتحديدا من منطقة الزهور شارع عمر بن الخطاب عمارة 38 وصلتنى كمية أشعار باللغة العامية،غاية فى الروعة كلها إحساس وسمو وصدق فى التعبير ورقى فى المشاعر، لولا ضيق المساحة لكنت أفردت لها لتستمتعوا معى بجمالها، أرسلها لى صاحبها واسمه السيد عيد حسن ضمن رسالة مطولة تحمل تعليقا على مقالى المنشور بالأخبار منذ فترة فى ذكرى مرور 120 عاما على مولد المعجزة المصرية الخالدة أم كلثوم، وبداية ألتمس له العذر فى ذلك التأخير حيث إنه قد أرسلها لى بالبريد العادى (والذى ظننت أنه قد اندثر إلى الأبد فى ظل الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعى).. يقول القارئ العزيز السيد عيد حسن فى رسالته.. «أوافقك سيدتى فى كل الكلام الجميل الذى كتبته فى مقالك عن أم كلثوم وكل ما قيل عنها ولكن هل كانت تلك السيدة العظيمة لتكون كذلك لولا وجود عمالقة عظام معها من أساطين الموسيقى أمثال عبد الوهاب والسنباطى والقصبجى وزكريا والموجى والطويل وبليغ.. هل كانت لتكون كذلك دون وجود عمالقة عظام معها من ملوك الكلمة أمثال شوقى ورامى ومرسى وآل الشناوى وغيرهم الكثيرون.. وهل مصر لم يعد فيها مثل تلك المواهب الخالدة.. وكلنا نعرف أنه إذا كانت الأغنية تتكون من ثلاثة أضلاع فالمؤلف والملحن يمثلان ضلعين غاية فى الأهمية فيها بل نستطيع أن نقول أيضا إنهما الضلعان الأساسيان فى صناعة أى أغنية بجوار صوت المطرب.. صدقينى البلد دى مليانة مواهب وبالذات فى تأليف كلمات الأغانى لكن المشكلة أو قولى الكارثة مين اللى يكتشف الناس دى.. لقد تحولت صناعة الأغنية فى مصر إلى بيزنس ومافيا كبيرة قوى يصعب على أى شخص اختراقها مهما كان موهوبا ولديه فن يخاطب الوجدان ويرتقى بالذوق العام.. ومهما فعل فلن يستطيع أبدا أن يصل إلى صنّاع الأغنية لأنهم قد أغلقوا الدائرة عليهم.. وواقع الحال صار الآن ينبئنا بما نحن فيه من بشاعة سواء فى الكلمة المغناة أو اللحن المصاحب.. قبح وانحطاط وسفالة مفيش «أبدع» من كده.. وإلا فهمونى يا ناس إزاى انطلق علينا أمثال شفة وبيكا وشطة وشاكوش وغيرهم وكأن هناك من هو متسلط على المصريين ليفسد عليهم حياتهم وتضيع معه مفردات جيل كامل لا يسمع ولا يشاهد غير القبح.. «والله دى المفروض تبقى قضية أمن قومى يتحاكم فيها الجناة أمام محاكم أمن الدولة العليا».. ويستطرد القارئ العزيز: أنا أمامكم مثال حى لما أقوله، وبالمناسبة أنا راجل بسيط جدا من الناس المطحونة فى البلد دى، باكتب قصة وشعر وأغنية ودايرتى صغيرة قوى ومش عارف أخرج منها لكن كل ما كتبته وعرضته على معارفى قد نال الإعجاب والاستحسان، وأملى أن يصل ما أكتبه إلى صناع الأغنية فى مصر، ويا ريت يواربوا الباب المغلق عليهم حبة،عسى أن يدخل عليهم منه من يسهم فى إزالة الغيوم والسحب المخيمة على المصريين منذ فترة ويرتقى بالذوق العام من جديد».
وبدورى أرد على القارئ العزيز: لا تيأس.. فلا يأس مع الحياة وعليك بالسعى مرارا وتكرارا إلى شركات الإنتاج مباشرة ودعك تماما من الوسطاء والسماسرة الذين يجيدون لعبة السطو على مجهود الآخرين مقابل الفتات.. داوم على ذلك وستنجح بإذن الله فى الوصول لغايتك..
العرب أحفاد للمصريين
 من أبدع ما قاله الدكتور وسيم السيسى عالم المصريات إن العرب أحفاد المصريين حيث تزوج سيدنا إبراهيم من الأميرة هاجر المصرية وأنجب منها ابنه إسماعيل، ثم تزوج سيدنا إسماعيل من قبيلة جرهم المصرية والتى نزحت من مصر أيام الهكسوس إلى الجزيرة العربية، أى أنه قد تزوج أيضا من مصرية، وهكذا نشأت من سيدنا إسماعيل سلالة العرب جميعا من أصول مصرية نسبة إلى أمه وزوجته المصريتين، وعلى ذلك فالعرب هم أحفاد للمصريين ومصر هى أم الدنيا فعلا وليس قولا..
 ما قل ودل: كان يجب أن أرحل منذ لسعة الشوربة الأولى ولكنى شمرت ونطيت فى الحلة.