رأى

مآذن الحق

مايسة عبدالجليل
مايسة عبدالجليل

كان من المشاهد المألوفة زمان فى معظم القرى المصرية مشهد مجاميع الاطفال وهم عائدون من «الكتاب»، يعلق كل منهم لوحه اللامع فى رقبته وقد خط عليه سيدنا ما تيسر من آيات القرآن الكريم وما وجب على الطفل حفظه وتسميعه فى اليوم التالى.. وهكذا وبهذه التربية لم نكن نسمع جملة «الدنيا جرى فيها ايه»، التى تجرى على ألسنتنا اليوم مع كل ما هو غير مألوف من حوادث القتل والسرقة والتحرش والاغتصاب.
ولهذا فقد كان من أسباب سعادتى ما صرح به وزير الأوقاف بمناسبة افتتاح المسابقة العالمية للقرآن والتى تجرى الآن من انشاء ٦٩ مركزا لإعداد محفظى القرآن ونحو ٢٥٠٠ مكتب تحفيظ وأكثر من ٨ آلاف مقرأة قرآنية مع انفاق ما يقرب من ٣ مليارات جنيه على عمارة بيوت الله وهو جهد مشكور ولكن اعتقد أن دولة بحجم مصر وسكانها الـ١٠٠ مليون نسمة فى حاجة إلى أكثر من هذا خاصة مع اغلاق الكثير من مراكز التحفيظ الأهلية لاسباب أمنية وكذا لمواجهة الهجمة الشرسة ضد القرآن والسنة وصحيح الدين وكى تظل مساجدنا تصدح مآذنها بالحق ليلا ونهارا.
واذا كان وزير الأوقاف قد حذر ممن حرفوا الكلام عمدا أو جهلا عن مواضعه فضلوا وأضلوا فإنه ليس أمامنا إلا التمسك بكتاب الله الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو المحفوظ بالأمر الإلهى إلى يوم القيامة خاصة وقد تجرأ البعض على السنة المشرفة افتراء على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بل وتجاوز البعض الآخر ولم يخش الله وهو يدعو لتعطيل العمل ببعض من آياته بسن قوانين تساوى بين الذكر والانثى فى الميراث متناسيا أن القرآن والسنة هما مصدر التشريع الرئيسي.. غفر الله لنا ولهم.