إنها مصر

الخلطة الشيطانية !

كرم جبر
كرم جبر

كان مقررا أن تكون مصر فى قلب الجحيم العربى المعروف بالربيع، وبدأوا تجهيز الحرائق منذ عام 2005 وتهيئة مسارح الدول المجاورة المستهدفة، لتشتعل الحرائق فى كل دول المنطقة، بصورة هائلة لا يمكن السيطرة عليها، وعندما جاء الأشرار إلى مصر بعد 2011، ابتكروا «خلطة شيطانية» مأخوذة من تجارب الدول التى تم إفشالها وهدمها.
فتنة الحروب الدينية التى لا تنطفئ نارها، ولا تتوقف دماؤها، فأعادوا إنتاج ويلات الصراع الذى حرق أوروبا، فى حروب دينية امتدت ثلاثين عاما، فأكلت نصف الدول وأفنت ثلث الشعوب، فلماذا لا يشعلون مثلها فى مصر؟.. وتولى المعزول المتآمر وأهله وعشيرته تنفيذ المخطط بإعلان الجهاد فى سوريا، وإضفاء صبغة دينية على الحرب الدائرة هناك، ومحاولة إشعال فتن دينية مزدوجة، بين المسلمين والمسلمين، سنة وشيعة، وبين المسلمين والأقباط.
خطط الأشرار لإطفاء الشعلة وإخماد البريق، ليتسنى لهم استكمال مخطط ربيع الجحيم وديمقراطية الدماء، وإزهاق روح المنطقة بضربة قاضية، فماذا كان يحدث لو لاقدر الله، نجح مخطط إفشال مصر؟ من كان فى مقدوره أن يقف وسط الحطام العربى، ويصرخ مستنهضاً الهمم والعزائم، باعثاً فى النفوس الأمل؟، ومن كان فى استطاعته إعادة إحياء الأمل ولم الشمل؟
يعلم أهل الشر جيداً، أن مصر هى قلب العروبة النابض الذى تضخ منه الدماء، فإذا هبت فى أرضها ثورة، انتقلت نسائمها إلى الجميع، وإذا نشأت بها نهضة امتد شعاعها إلى كل دول المنطقة، مصر بتاريخها وحضارتها وثقافتها، وتضحياتها والحروب التى خاضتها دفاعاً عن العروبة، وبقدر حجمها ومكانتها تأتى المؤامرات التى تتعرض لها.
يعلم الأشرار جيداً أن مصر لها جيش قوى، فلماذا لا يتم تشتيت انتباهه وبعثرة قوته، فى حروب الشوارع والميادين، التى أشعلوها تحت ذريعة الثورة ؟، ولماذا لا يطلقون فى وجهه الهتافات المعادية والشعارات المسيئة؟، فتصدى لهم الشعب ورفض المساس بجيشه، لأن جنوده وضباطه، هم أبناء كل المصريين، وفلذات أكباد الأمهات والآباء المسلحين بحب مصر، وعشق ترابها ونيلها وعلمها.
أفشلت مصر مخططا رهيبا لتفكيك المنطقة وإعادة تقسيمها، وتحويلها إلى دويلات دينية، وبعد أن هيأ المعزول وأهله وعشيرته مسرح التنازل والتفريط، بإلغاء النص الوارد فى دستور 1971 الذى يحظر التنازل عن الأراضى، وأجرى تعديلا قانونيا يتيح له إدخال تعديلات على الحدود، ليتنازل عن أجزاء من التراب الوطنى، مقابل إعلان قيام دولة الخلافة الإخوانية فى مصر، فتصدى له الجيش والشعب وانتزعوا جماعة الشر، من فوق مقعد السلطة، قبل أن يضيع الوطن.
الحمد لله لنا وطن يقف الآن على قدميه، نافضاً عن جبينه بقايا التراب والدخان، مستعيداً عزته وكبرياءه ومكانته، ويسابق الزمن لبناء دولة عصرية حديثة، تكون قادرة على تلبية احتياجات شعبها.