المكسيك.. بلد غريق في مستنقع العنف والإجرام ينشد طوق النجاة «المفقود»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

عامٌ يمضي وعامٌ يأتي ولا تزال المكسيك لا تعرف خلاصًا من دائرة العنف المتفشية بصورةٍ بالغةٍ في البلد، الذي يتوسط الأمريكتين، والذي يعاني غياب الأمن منذ سنواتٍ عديدةٍ.

أحدث حوادث العنف في البلاد كان مسرحها أحد سجون ولاية زاكاتيكاس المكسيكية، الواقعة شمال البلاد، حيث قُتل ستة عشر نزيلًا وأُصيب خمسة آخرون، في معركة اندلعت في السجن أول أمس الثلاثاء.

وتحفظت السلطات على أحد السجناء ومعه سلاح ناري، كما عثرت على ثلاثة أسلحة أخرى في السجن وسكاكين مختلفة.

وقالت حكومة الولاية في بيانٍ، في وقتٍ لاحقٍ، إنها عززت إجراءات الأمن في السجون بعد المعركة التي شهدها سجن بارونيل، والتي اندلعت في حوالي الساعة الثانية والنصف بعد ظهر الثلاثاء، مضيفةً أنها فتحت تحقيقًا لتحديد المسؤولين عن اندلاع الاشتباكات وكيف دخلت الأسلحة إلى السجن.

وباتت الواقعة تمثل ضربةً موجعةً لسجل الأداء الأمني في عهد الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، الذي يكافح من أجل مجابهة العنف المتصاعد في البلاد، والعمل على إدماغه، لكنه مع ذلك يواجه صعوبات جمة في سبيل تحقيق ذلك.

استهداف الشرطيين

وفي شهر ديسمبر المنقضي، أعلنت السلطات المكسيكية، مقتل 414 شرطيًا في البلاد خلال عام 2019، جراء هجمات إرهابية نفذتها عصابات تجارة المخدرات.

وقال وزير الأمن المكسيكي  ألفونسو دورازو إن ولاية غواناخواتو، هي أكثر المناطق التي يقتل فيها رجال الشرطة بالبلاد، مشيرًا إلى أنها شهدت مقتل 62 شرطيًا خلال سنة 2019.

تصريح الوزير المكسيكي جاء بعد نحو أسبوعٍ واحدٍ من مقتل اثني عشر شرطيًا في الولاية ذاتها، خلال هجماتٍ نفذتها عصابات تهريب المخدرات ضد أفراد الشرطة وقوى الأمن بالولاية.

ولم يسلم الصحفيون في البلاد من تلك الحوادث الإجرامية، وخلال عام 2019 لقى أحد عشر صحفيًا مصرعهم في حوادث عنف متفرقة.

الحرب على عصابات المخدرات

والمكسيك هي إحدى أكبر موردي الهروين في العالم، كما إنها أيضًا من مصدري مخدر المارجوانا. والبلاد بها أقوى عصابات المخدرات، ومن أبرزهم عصابتا "سينالوا" و"خاليسكو نيو جينراشن"، كما تنشط عصابات أصغر تتنافس للسيطرة على تجارة المخدرات ومزاحمة العصابتين الكبرتين.

ومنذ ديسمبر 2006 تشن السلطات حربًا ضد مهربي المخدرات. ودفع المكسيكيون ثمن تلك الحروب، فمنذ ذلك الحين لقى أكثر من 300 ألف شخص مصرعهم في حوادث عنف وقتل مرتبط أغلبها بالتعامل مع تجار المخدرات ومهربيها

ليس هذا فحسب، فإلى جانب القتلى، تُظهر الأرقام الرسمية فقدان أكثر من 40 ألف آخرين، إلى جانب ترك أكثر من 340 ألف شخص ديارهم بسبب أحداث العنف في أنحاء متفرقة بالبلاد.

وقد ذكرت وكالة الأنباء الألمانية في شهر نوفمبر الماضي أن المكسيك تشهد 100 جريمة قتل في المتوسط يوميًا، وهو ما يؤشر على سقوط أكثر من 36 ألف قتيلٍ سنويًا في جرائم قتل وعنف متنوعة.