رأي

من يكتب التاريخ؟!

مايسة عبد الجليل
مايسة عبد الجليل

مايسة عبد الجليل

فتح مسلسل «ممالك النار» الذى يروى أحداث الصراع المملوكى العثمانى قضية أزلية قتلت بحثا وهى من يكتب التاريخ؟ وكيف للتاريخ أن يكون صحيحا بعيدا عن الأهواء والميول الشخصية والمذهبية والتزوير؟! وهل دخول العثمانيين لمصر كان إحتلالا وقد دخلوا بالخيانة والقتل أم كان فتحا لمصر وتمجيدا للعثمانيين كما جاء وعلمونا فى كتب التاريخ؟!


ولأن الشىء بالشىء يذكر فإنه فى أول محاضرة لنا عن السياسة والحكم فى مصر بكلية الاعلام وفى إشارة من الاستاذ المحاضر ألا نصدق كل ما ندرس فى كتب التاريخ قال: ليس كل ما كان قبل ثورة يوليو فى مصر خرابا وظلاما وليس كل ما كان فى الحكم الملكى فسادا وانحلالا ثم بدأ يحكى ويثير الكثير من النقاط المضيئة فى تاريخ ما قبل ثورة يوليو.. وأذكر أننى من جيل لم يعرف إلا أن الرئيس جمال عبدالناصر هو أول رئىس للجمهورية كما علمونا فى الكتب ثم فوجئنا بعدها أن أول رئىس لمصر هو محمد نجيب والذى حبس فى ڤيلا بالمرج ومسح باستيكة من كتب التاريخ ثم عاد إليها بعد وفاة عبدالناصر وعندها فقط علمنا ولأول مرة من هو اللواء محمد نجيب الذى كانت تغنى له العجائز «يا محمد يا نجيب يا رئيس الجمهورية يا».


أما الطامة الكبرى فقدجاءت فى فتى العرب صاحب حطين قاهرة الصليبيين محرر القدس صلاح الدين والذى جرده يوسف زيدان من بطولاته وألقابه وخلع عليه صفة الديكتاتور السفاح أكذوبة التاريخ.. أما قدماء المصريين فهم أشهر من قاموا بتشويه التاريخ وقد كان كل ملك منهم يمحو انجازات من سبقوه وينسبها لنفسه.. حتى التاريخ الإسلامى والخلفاء الراشدون لم يسلموا من التشويه.


الخلاصة أن التاريخ كما تقول القاعدة «لا يكتبه إلا المنتصرون».. أما أن يكتبه مؤرخ ثقة بعيدا عن الميل والهوى وإملاءات الحكام فيبدو أن هذا كله ضرب من الخيال.. ورحم الله أبى خفيف الظل الذى أقنع أخى الصغير أن جدنا هو من بنى الهرم وبرج القاهرة.