منطقة كشمير.. أرض النزاع «الأزلي» بين الهند وباكستان

علما باكستان والهند
علما باكستان والهند

منطقة كشمير، تلك المنطقة الواقعة بين دولتي الهند وباكستان، لا تزال تعتبر واحدة من أهم القضايا الدولية إشكاليةً في العالم، نظرًا لطول مدة نزاعاها، وعدم التوصل بعد إلى حلٍ جذريٍ ينهي الخلاف القائم بين نيودلهي وإسلام أباد.

ومنذ أن نالت الهند وباكستان استقلالهما عن بريطانيا عام 1947، لا تزال قضية كشمير تنخر في جسد العلاقات بين البلدين الجارين في شبه القارة الهندية.

هذا الصراع القائم على المنطقة أفضى إلى حربٍ طويلة الأمد بين عامي 1947 و1965، إضافةً إلى حرب أخرى عام 1999، وعُرفت بحرب كارجل، مع وجود مناوشاتٍ عسكريةٍ بين البلدين بين حينٍ وآخر في المنطقة.

واليوم بدأ البلدان في التصعيد جنبًا إلى جنبٍ، فشرعت الهند في ذلك حينما بفرض الحكم المباشر على إقليمي كشمير وجامو، وإنهاء الحكم الذاتي، الذي يتمتع به الإقليمان، في خطوةٍ استشاطت لها باكستان غضبًا.

باكستان قررت الرد الفوري على خطوة الهند، فقامت بطرد سفير الهند لديها، وعلقت التجارة بين البلدين، في وقتٍ عمت الاحتجاجات الشعبية أرجاء باكستان، وأجزاء كشمير، التي تخضع لباكستان.

وضعية كشمير

ومنطقة كشمير، ذات الغالبية المسلمة، مقسمةٌ بين ثلاثة بلدان، وتحظى الهند بالنصيب الأكبر من ذلك التقسيم، حيث تسيطر على 43% من مساحة المنطقة، وتحكم قبضتها على مناطق جامو ووادي كشمير ولاداخ ونهر سياتشين الجليدي، في حين تسيطر باكستان على 37% من منطقة كشمير، وتشمل آزاد كشمير وجلجت.

أما الصين فتحكم الجزء المتبقي، وتسيطر بكين حاليًا على مناطق ديمشوك ووادي شاكسجام ومنطقة أكساي شن، وتنازعها الهند في الأخيرة، وتدعي تبعيتها لها.

وتشهد منطقة كشمير "الخاضعة للهند" تمردًا انفصاليًا من قبل سكانها، الذي يشكل المسلمون غالبيتهم. ويسعى المسلمون هناك إلى الانفصال عن الهند والانضمام إلى باكستان، أو إقامة دولتهم المستقلة في كشمير.

آخر التطورات

والتطورات الأخيرة في المنطقة، والتي أدت لمرسوم رئاسي في الهند بإلغاء الحكم الذاتي في منطقة كشمير بدأت حينما زعم الجيش الهندي يوم الأحد الماضي أنه أحبط محاولة لفريق باكستاني يضم عناصر نظاميين من الجيش، إضافة إلى مسلحين، لعبور خط المراقبة الذي يفصل كشمير، ما أدى إلى مقتل بين خمسة إلى سبعة مهاجمين.

وعلى الجانب الآخر، نفت باكستان الاتهامات، وقالت إن لا أساس لها من الصحة، واتهمت الهند باستخدام قنابل عنقودية ضد مدنيين، ما أدى إلى مقتل شخصين أحدهما صبي في الرابعة من العمر، وإصابة 11 آخرين بجروح خطيرة. ونفت نيودلهي ذلك.

وعلى ضوء ذلك، فرضت الهند الحكم المباشر في كشمير، وهو ما جعل باكستان تصعد القضية دوليًا، حسبما قال رئيس وزرائها عمران خان، في خطواتٍ تهدم محاولات تقريب وجهات النظر بين البلدين فيما يتعلق بمنطقة كشمير، المتنازع عليها منذ أكثر من سبعة عقود.