التقاليد والخوف من العنوسة .. أسباب تؤدي إلى زيادة نسب الطلاق

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

يجبر بعض الأهالي في الريف والصعيد بناتهن على الزواج بأشخاص لا يرغبن فيها ودون موافقتهن، بهدف الحفاظ عليهن من العنوسة وأحيانا بسبب أولوية الارتباط بابن العم أو العمة.

 

وقالت خبيرة العلاقات الأسرية وتنمية المجتمع الدكتورة ندى الجميعي لـ "بوابة أخبار اليوم" بعض الأمثلة الواقعية لمشاكل أسرية، كانت نتيجتها الذهاب للمأذون للمرة الثانية، مشيرة إلى أن بعض العائلات تجبر بناتها على الزواج في بعض مدن الأرياف والصعيد، موضحة لقد عرض علي الكثير من قصص البنات المقهورات التي تجبر على الزواج من شخص لا تتقبله.

 

وسردت د. ندى التجمعي قصة فتاة طالبة بالجامعة انها دائمة الشكوى من خطيبها التي أجبرت عليه من قبل أهلها لأنهم لا يتزوجون غير الأقارب ولكنها كانت تحب زميلها الذي حارب الجميع من أجلها ولكنه أهين من قبل أهلها واستسلمت للواقع الأليم وأصبحت اتعس النساء حاليا وزوجة لا تحب زوجها ولا ترضى رغباته، مخططة للطلاق في أقرب وقت حتى تصبح حرة وتتخلص من قيود زوجها وأهلها. 

 

وأضافت د. ندى الجميعي قصة أخرى لفتاة كانت زوج أمها يتحرش بها فبدلا من أن تتخلص منه الأم قد تخلصت من بنتها باجبارها على الزواج من رجل يكبرها سنا وأصبحت الفتاة الجميلة التي تشبه العصفور الصغير مثل العجوز الابكم الأصم. 

 

وأشارت إلى أنه غالبا لا أستطع مساعدتهن الا بالحديث مع الأهل محاولة إقناعهم ولكن في بعض الأحيان لا أستطع لأن أسبابهم متاحة في اي وقت "ان معمولها عمل أو مريضة نفسيا" و لأن طريقة الأهل في الأجبار هي الضرب والإهانة وتجمهر العائلة عليها متهمين الفتاة انها تحب رجلا آخر واحيانا يأخذنها للكشف على عذريتها ومراقبتها طيل الوقت. 

 

وأضافت د. ندى الجميعي أن آخرون يعرضونها على الدجالين اعتقادا أن أحد من القرية قد فعل لها سحرا يجعلها تكره الزواج أو لا يستمر لها خطبة. 

 

وأوضحت أن بعض الناس يخافون من العنوسة ففي المناطق الريفية عندما تبلغ الفتاة الثامنة عشر عاما تبدأ حملة البحث عن عريس والخوف على مستقبلها الأسري الذي لا يكتمل إلا بالزواج من رجل يستطيع أن يفتح بيت تحت مقولة" أن الرجل لا يعيبه غير جيبه"، فكثيرا من الفتيات ذات تعليم عالي وعلى قدر كبير من الثقافة العلمية والاجتماعية تتزوج رجلا خرج من التعليم منذ الصغر وامتهن حرفة ويكسب الكثير من المال، فهذا للزواج غير متكافأ تماما لأن عقلياتهم مختلفة، وغير معنيين أن الفتاة لها حق القبول أو الرفض في حالة عدم الارتياح. 

 

وأشارت د. ندى الجميعي إلى أنه على الجانب الآخر في المدينة ومع الانفتاح الحضاري بدأت الفتاة تستعيد قوة اختياراتها حيث انها تستطيع أن تختار ما يتناسب مع تفكيرها تحت رعاية وإشراف الأهل وآخرين بإجبار الأهل على العريس التي حاربت من أجله ولكن هذا التفكير في المدينة سلاح ذو حدين لأن عقل البنت قبل سن الرشد لا يكون مكتملا فالحب بالنسبة لها لا يسمى غير حب المراهقة والتعود.

 

ونصحت د. ندى الجميعي الأهل بعدم إجبار الفتاة على الزواج، ولكن يجب تأسيس الفتيات علميا وعقليا وأخلاقيا ثم اتركوهن وتابعهم من بعيد، مضيفة أن الأم هي العمود الأساسي بالمنزل فعندما تصبح الأم أقرب صديقة للبنت لا تستطع أن تخطأ ابدا فهي لا تخبأ عليها شيئا ولا تأخذ قرار مصيري الا بالرجوع  إلى والدتها فلا تقع فريسة لضعاف النفوس من الرجال. 

 

وقالت د. ندى الجميعي لكل أب يجب أن تكون متسامح معها، فالبنت  تبحث دائما عن الحماية والسند الذي يحتويها.

 

جدير بالذكر أن استطلاع رأي من مركز بصيرة أنه بلغت نسبة المصريين الذين رأوا أن للمرأة حق رفض الزواج من شخص اختاره والديها من دون موافقتها 78% .