أكد رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة د. عمرو قنديل أن "الجذام" مرض خطير ومزمن ولكنه لا ينتقل بسهولة من شخص إلى آخر وتسببه إحدى أنواع البكتريا العضوية. وأوضح د. قنديل أن مرض الجذام عادةً ما يؤثـر على الجلد والأعصاب الطرفية والغشاء المخاطي المبطن للجهاز التنفسي وكذلك العيون وإذا لم يتم علاج الجذام فيمكن أن يؤدي إلى تلف دائم ومتزايد في الجلد والأعصاب والأطراف والعيون ويؤدي تأثـر بعض الأعصاب الطرفية إلى أنماط مميزة من الإعاقة. وأضاف أن مرض الجذام يمكن أن يظهر في صورة طفح أو حبة  جلدية ويمكن أن يكون أول علامة له في منطقة من التنميل أو عدم الإحساس بالجلد ويعتبر ظهور بقعة جلدية باهتة أو حمراء فاقدة للإحساس من العلامات المميزة للجذام. وأشار قنديل إلى أن من أكثر الطرق التي ينتقل بها المرض من شخص لآخر هي انتقال قطيرات من الغشاء المخاطي للأنف للشخص المصاب إلى جلد أو غشاء الجهاز التنفسي لشخص آخر  ، موضحا أن انتقال العدوى يأتي من الاختلاط الصيق أما الانتقال غير المباشر للمرض فيُعد احتمالاً بعيداً مشيرا إلى أن فتره حضانة المرض تـتـراوح من خمس إلى سبع سنوات ويمكن أن تـتـراوح بين تسعة أشهر وحتى عشرين سنة. وأكد قنديل أنه هناك علاج فعال لمرض الجذام مشيرا إلى أنه كلما بدأ العلاج مبكراً كلما كانت النتائج أفضل مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية أوصت باستخدام ثلاثة عقاقير في وقت واحد للعلاج وهي "ريفامبيسين وكلوفازيمين ودابسون" وأن المنظمة توفر العلاج مجاناً لكل مرضى الجذام في كل دول العالم وذلك من خلال منحة من شركات أدويه أمريكية.   وقال قنديل إنه لا يوجد أي داعي لعزل مريض الجذام طالما أنه يأخذ العلاج حيث أن نسبة كبيرة من المرضى لا ينقلون العدوى لغيرهم كما أن هناك دلائل تشير إلى أن انتقال العدوى يتوقف في معظم الأحيان بعد أول جرعة من العلاج ، مؤكدا أن العلاج المتعدد الأدوية لمرضى الجذام أتاح لهم فرصة التمتع بحياة طبيعية بدون أي قيود في العمل أو في الدراسة. وأضاف قنديل أن السبب الأساسي للتشوهات هو تلف الألياف العصبية وفقْد الأعضاء لوظيفتها وبالتالي يفقد الجلد الإحساس وتشل العضلات وينتج عن ذلك تقرح الجلد وتشوه بعض المفاصل مشيرا إلى أنه يمكن الوقاية من التشوهات بالتشخيص المبكر للمرض وبدء العلاج قبل حدوث تلف الأعصاب مؤكدا أنه توجد وسائل للجراحة التصحيحية يمكن أن تساعد على استعادة وظائف الأنسجة المختلفة وشكلها الطبيعي، وبذلك يتم تصحيح التشوهات، ويُستخدم العلاج الطبيعي أيضاً للحفاظ على الحركة وتقوية العضلات المصابة.   وأوضح قنديل أن طبيعة المرض وما يتعلق به من تشوهات مع عدم اكتشاف علاج لفتـرة طويلة من الأسباب المسئولة عن الوصمة الاجتماعية والتمييز ضد المرضى مشيرا إلى أنه بعد اكتشاف العلاج الفعال فلا يمكن التمييز ضد المرضى مؤكدا على ضرورة نشر الوعي بحقيقة المرض وفرص الشفاء أساسي في التعامل مع الخلاف مع المرضى. وكانت الدولة قد وضعت مرضى الجذام ضمن قائمة الحالات المستحقة للمعاشات الاستثنائية وهو ما أثار فضول القراء لمعرفة المرض وخطورته على المجتمع وهل هو معدي وكيف يتم التعامل مع الحالات المرضية .