حديث «زنا المسلم» | ما بين الصحيح والموضوع

صورة موضوعية
صورة موضوعية

يتناول البعض أثناء التحدث عدد من الكلام مع نسبته إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، على أنه من الحديث إلا أنه يتضح بأنه موضوع أو ضعيف.


ومن هذه الأحاديث: عن عبد الله بن جراد، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله، هل يزني المؤمن؟ قال: «قد يكون من ذلك»، قال: يا رسول الله، هل يسرق المؤمن؟ قال: «قد يكون من ذلك»، قال: يا نبي الله ، هل يكذب المؤمن؟ قال: «لا »، ثم أتبعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذه الكلمة: {إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون} [النحل: 105].


وقال أستاذ الحديث بجامعة الأزهر محمد ليله، إن هذا الحديث أخرجه البغوي في معجم الصحابة (4/ 244) رقم 1732 وغيره، وهو حديث لا يثبت عن سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فهو على ضعفه الشديد إن لم يكن موضوعا، مخالف لعدة أحاديث صحيحة منها الحديث الذي في الصحيحين: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن». 


وأضاف  - في تصريح لبوابة أخبار اليوم - أن الحديث الأول جعل الكذب أشد من الزنا، والسرقة، وهما من الكبائر لاشك في ذلك، وأما الكذب فليس كله محرما وليس كله من الكبائر، بل منه المرخص فيه، ومنه ما هو مختلف فيه هل هو من الصغائر أم من الكبائر؟ ومنه ما هو من الكبائر.


وأوضح أن نفي الإيمان في الحديث الصحيح وفي الحديث الذي بعده نفي كمال لا صحة، أو يحمل على المستحل، أو بمعنى ليس من صفات أهل الخير والصلاح، وغير ذلك، مشيرًا إلى أن الحديث الأول ضعيف لكونه مرسلا أو معضلا كما قال السخاوي وغيره.


وقال الدكتور محمود الصاوي، وكيل كلية الدعوة بجامعة الأزهر، إن هذا الحديث ضعيف أو موضوع، وضعفه العراقي رحمه الله في الأحياء، والصحيح: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن» رواه البخاري في صحيحة.


وأضاف خلال تصريح لبوابة أخبار اليوم، أنه في حديث آخر قال النبي صلى اله عليه وسلم: «إذا زنى العبد خرج منه الإيمان فكان على رأسه كالظلة فإذا أقلع رجع إليه»، ومعناه أن المؤمن ينتقل أو يخرج من دائرة الإيمان إلى دائرة الإسلام.