حوار| وزير السياحة اليمني: قطر وجهت لنا طعنات من الخلف

وزير السياحة اليمني محمد قباطي
وزير السياحة اليمني محمد قباطي

أكد وزير السياحة اليمني محمد قباطي، إن هناك خطة تقوم بها الوزارة لتعزيز أهمية القطاع السياحي لليمن، وكيف أنه من شأنه أن يساهم في زيادة الدخل اليمني بشكل كبير، ما يسهم في تحسين الوضع الاقتصادي المتأزم بالبلاد، متمنيا أن تتوقف الحرب لتحقيق ذلك.


وأوضح وزير السياحة اليمني - في حوار أجرته معه بوابة أخبار اليوم - أن هناك وجها أخرا لليمن غير الذي يظهر في صورة الحرب، مشددا على أن ثلثي الأراضي اليمنية لا تعاني من الحرب في الأساس، وأنه هناك أماكن سياحية كثيرة داخل اليمن وبعيدة عن الحرب مثل جزيرة سقطرى، مؤكدا أنها جزيرة سياحية.


وقدم وزير السياحة اليمني، التهنئة للرئيس السيسي على توليه مهام البلاد بشكل رسمي بعد حفل التنصيب الذي أقيم له مؤخرا، مؤكدا أن العلاقات المصرية اليمنية ضاربة بجذورها في التاريخ، وأن مصر كان لها الدور الأساسي والهام لمساندة الشعب اليمني للخروج من مختلف الأزمات التي مر بها خلال الفترات الماضية. 


التدخل الإيراني في المنطقة، والأزمة الإنسانية، ووضع الآثار اليمنية وما خلفته ميليشيات الحوثي من دمار باليمن، وغيرهم من النقاط الهامة استعرضتها بوابة أخبار اليوم مع وزير السياحة اليمني محمد قباطي، المزيد في الحوار التالي:


في البداية، كيف تأثر القطاع السياحي في اليمن جراء الحرب الدائر في ظل الجرائم والانتهاكات المستمرة للحوثيين؟


من المؤكد أن قطاع السياحة قطاع هام على المستوى الاقتصادي والتنموي، وكان هناك تناقضات في السابق في التعامل مع هذا الملف، حيث إن النظام السابق كان يتأرجح بين فكرة تشجيع وتطوير السياحة وبين أن النظام يُضخم من ملف مكافحة الإرهاب، ومن هذا المنطلق تم التعامل مع القطاع السياحي كقطاع مهمش لفترة طويلة، ومع الانقلاب الحوثي تضاعفت الأمور أكثر نتيجة التدمير الذي حدث في البنية التحتية بشكل كبير. 

 

كيف يمكن أن نتحدث عن السياحة في اليمن مع الحرب والصراع المشتعل حتى الآن على الأرض؟


الجميع يعتقد أن اليمن، بلد ليس به سوى الموت والصراعات والحروب، ولكن الحقيقة أن هناك وجها أخرا لليمن في ظل أن ثلثي اليمن بعيد تماما عن الحرب بحكم المناطق التي تم تحريرها، وجزيرة مثل جزيرة سقطري، أحد أبرز الأمثلة على ذلك، فهي جزيرة سياحية بامتياز لما تحتويه من حيوانات ونباتات لا توجد في العالم، فهي فريدة من نوعها، وهي من أكبر الجزر العربية على الإطلاق، وبها قدرة على الجذب السياحي، وتزيد عن أربعة آلاف كيلومتر مربع.


ولو قارناها بجزر شبيهة في المحيط الهندي مثل جزر سيشل أو جزيرة موريشيوس، فهي أفضل لأنها تتمتع بقدرة على جذب السياحة أكثر من الجزيرتين على سبيل المثال، كما أن سقطرى تبعد عن البر اليمني بأكثر 350 كم2 وبالتالي هي جزيرة آمنة بعيدة عن مناطق النزاع في اليمن، كل ما في الأمر أن التصاق كلمة الحرب باليمن، أثرت على الوضع السياحي في البلاد.


وأتمنى أن تقف الحرب قريبا في البلاد حتى نستطيع أن نقوم بتنفيذ الخطة التي نأملها لتحسين الوضع السياحي بالبلاد، ومصر لها دور في تلك الخطة حيث إنني سبق والتقيت بوزيرة السياحة رانيا المشاط، على هامش اجتماعات منظمة السياحة العالمية التي احتضنتها شرم الشيخ، وأشكر مصر على ما قدمته من دعم ومساعدات لكوادرنا السياحية خلال الفترة الماضية.


وهناك خطة لإعادة تأهيل المدن السياحية التي عانت من الحرب، ونتوقع أن توقف الحرب سيساهم بشكل كبير في النهوض الاقتصادي، والآن العالم لديه التزام كبير تجاه الشعب اليمني، ونأمل أن يتم تقديم الدعم المادي والإنساني للشعب اليمن من أجل إعادة الإعمار.


المليشيات الحوثية قامت بالعديد من الانتهاكات سواء الإنسانية أو المادية، ماذا عن الآثار اليمنية وما لحقها من خراب؟


هناك جرف حدث للآثار من خلال تدميرها بأفعال إجرامية من قبل المليشيات الحوثية بخلاف تهريبها، وقبل عدة أيام تم ضبط كمية كبيرة من الآثار ونحن نقول إن إيقاف مرة أو مرتين يقول إن هناك 10 مرات أخرى قد ذهبت، ونشعر أن اليونسكو لابد أن يكون لها دور فاعل للحفاظ على الموروث الثقافي والتاريخي اليمني..


يشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ويحتاج أكثر من 22 مليون شخص إلى المساعدة..فماذا عن الأزمة الإنسانية في اليمن؟


البعد الإنساني للأزمة اليمنية يتجلى في حرص الحكومة على تحرير مدينة وميناء الحديدة لأنه يستقبل 60 إلى 70 % من الواردات إلى اليمن بما فيها كل مواد الإغاثة والدواء، وتحرير الميناء سيحرم المليشيات أيضا من العتاد العسكري الذي يصل إليها عبر الميناء من إيران، وحرمانها أيضا من التمويل والدخل الكبير الذي تتحصل عليه بحكم سيطرتها على الميناء، وما يحصل من الحكومة الشرعية والجيش اليمني من تحركات لتحرير الميناء والمدينة هو طابع إنساني بدون شك للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية في اليمن.

 

بسط الإرهاب الإيراني نفوذه في اليمن منذ أكثر من عقدين من الزمن، وذلك بزرع الميليشيات الإرهابية وتمويلها مثل الميليشيات الحوثية.. كيف ترى ذلك؟


طبيعة الأزمة في اليمن، مرتبطة بتدخل إيران ونواياها الشريرة بأن يكون لها يد في المنطقة وهذا ما تحاول فعله من خلال تدخلها في جنوب شبه الجزيرة العربية، وإيران تبدي الآن استعدادها لعدم مساعدة المليشيات في مقابل مساعدتها في ملفها النووي، وإيران هي المسئولة الأولى والأخيرة عما يحدث في المنطقة، وهناك أجندة إيرانية يتم تنفيذها في المنطقة، والرئيس اليمني نبه إليها عام 2012 في جلسات الأمم المتحدة وقبل أن يحدث الانقلاب بعام ونصف.. والمأساة التي تعيشها اليمن الآن بسبب إيران، والمعركة العسكرية في اليمن تتم بإشراف من قاسم سليماني، قائد فيلق القدس وهو أحد أفرع الحرس الثوري الإيراني، وإيران هي من تدير المعركة الآن على الأرض.

 

ربما التحدي الأساسي الذي يواجه عملية السلام في اليمن هو تعنت جماعة الحوثي في المسار السياسي، كيف تقرأ ذلك؟


للأسف التعنت الحوثي هو أحد الأسباب الرئيسية لعدم الوصول إلى تسوية حتى الآن للأزمة اليمنية، فهم ظلوا يتلاعبون في المفاوضات رغم أننا قدمنا كحكومة شرعية الكثير من التنازلات في مختلف المفاوضات، ولكنهم كانوا يعبثوا بالمفاوضات لكسب الوقت للاستراحة أو لاستجماع القوي، والمجتمع الدولي ساهم في ذلك التعنت، وكان لابد أن يكون هناك دور ضاغط على تلك الميلشيات لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة، والتساهل مع إيران شجع الحوثيين على التعامل بهذا المنطلق.

 

كيف أثر موقف الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب ضد قطر على الملف اليمني؟


فيما يتعلق بقطر أصبنا بخيبة أمل لأنها ستعاني مما يحدث في المنطقة فهي جزء من الجزيرة، وأي اختراق من إيران سيؤثر على اليمن، وعلى قطر نفسها، ونشعر بأن هناك طعنات وجهت لنا من الخلف، وقطر من المؤكد أنها ستتضرر من هذا المشروع الإيراني الذي ينفذ في المنطقة.

 

ما المخرج برأيك من الأزمة اليمنية في ظل الحرب الدائرة هناك ومع مرور أكثر من سبع سنوات؟


الشرعية اليمنية قائمة على المبادرة الخليجية والجهود التي بذلت في الحوار الوطني الشامل، والشرعية هي التي تحمي كل تلك المخرجات وتلك الجهود بإشراف ودعم دولي كامل، ودعمها هو المخرج الوحيد من أجل تنفيذ التوافقات التي تم توقيعها، وهي الضمانة الحقيقة لاستعادة الدولة اليمنية الحديثة.

 

في الختام، كيف ينظر اليمن واليمنيون للدور المصري في الأزمة التي تعاني منها البلاد؟


في البداية أهنيء الرئيس السيسي، بهذا الظهور المهيب له في حفل تنصيبه، وأؤكد أن العلاقات المصرية اليمنية ضاربة بجذورها في التاريخ، ومصر كان لها الدور الأساسي والهام لمساندة الشعب اليمني للخروج من مختلف الأزمات التي مر بها، ومصر وجودها وتعاونها مع اليمن يمكن كتابة الكثير من المجلدات في هذا الموضوع، وعلى هذا الصعيد مصر تشعر بأهمية الدفع بالوصول إلى تسوية للأزمة اليمنية وهي بالفعل تسعى في هذا الاتجاه، والدور المصري سيحفظه التاريخ لأن هذا قدرها وليس اختيارها.