«واشنطن ‏‏بوست»: مدريد تسعى لطي صفحة الماضي بفرض ‏الوصاية على كتالونيا

علقت صحيفتا "واشنطن ‏‏بوست" الأمريكية و"فاينانشيال تايمز" البريطانية اليوم الأحد 29 أكتوبر على أحدث ‏‏المستجدات في أزمة إقليم كتالونيا الذي أعلن برلمانه يوم أمس الأول ‏‏انفصاله عن إسبانيا، وتساءلتا عن هوية الجهة التي أصبحت تدير الإقليم ‏المضطرب.‏

‏ وأشارت الصحيفتان إلى إعلان مدريد يوم أمس سيطرتها الكاملة على ‏كتالونيا وإقالة رئيسها وحكومتها وقادة - الشرطة المحلية ثم تحويل ‏جميع السلطات هناك إلى الحكومة المركزي، واعتبرتا أن إسبانيا تسعى ‏بذلك إلى طي صفحة الماضي وحسم أزمة الإقليم المضرب.‏

‏ وقد رفض هذا الأمر رئيس الإقليم كارليس بوتشيمون داعيا أنصاره إلى ‏‏"الاعتراض بشكل ديمقراطي على تطبيق المادة 155 من الدستور ‏الإسباني التي تضع المنطقة تحت وصاية مدريد.‏

‏ وذكرت صحيفة واشنطن بوست – في تقرير لها بثته على موقعها ‏الالكتروني- انه رغم اعتبار البعض لبيان بوتشيمون ‏المقتضب في هذا الشأن بأنه نوع من انواع المقاومة والتحدي- فإن الكثيرين من مؤيدي انفصال كتالونيا عبروا عن احباطهم ورغبتهم ‏في معرفة معناه.‏

‏ وأبرزت الصحيفة أن "برشلونة، عاصمة الجمهورية المنفصلة حديثا، ‏بدت يوم أمس هادئة إلى حد الملل، وذلك بعدما اخذ السكان نفسا عميقا ‏وقرروا انتظار ورؤية ما سيحدث خلال الأيام القادمة.‏

‏ كما أشارت الصحيفة الى أنه بموجب قرار مدريد، فإن أكثر من 140 ‏كتالونيا أصبحوا بلا مراكز قوة حاليا فضلا عن حل البرلمان واعلان ‏اجراء انتخابات جديدة في 21 ديسمبر القادم.‏

‏ واختتمت الصحيفة الأمريكية قائلة أنه حتى من بين أولئك الذين امتلأت ‏قلوبهم فخرا وفرحة عند سماع بيان الانفصال، كانت قلوبهم تستشعر أن ‏كتالونيا لم تصبح بعد ممهدة لأن تكون دولة منفصلة وأنها لا تزال بعيدة ‏عن هذا الأمر...فيما أعرب العديد عن قلقه مما قد يحمله المستقبل لهذا ‏الإقليم المضرب في شمال إسبانيا.‏

ومن جانبها رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن قرار مدريد ‏الاخير انما يهدف إلى طي صفحة أسوأ أزمة سياسية عاشتها إسبانيا منذ ‏‏40 عاما.‏

‏ وقالت الصحيفة –في تعليق لها بثته على موقعها الالكتروني- إنه من ‏منطلق الدعوة إلى إجراء انتخابات في غضون شهرين، فإن رئيس ‏الوزراء الإسباني ماريانو راخوي يريد أن يؤكد أن مدريد لن تفرض ‏الحكم المباشر على المنطقة طويلا.‏

‏ وحذرت الصحيفة من أن قرار مدريد يُخاطر بإشعال مواجهة خطيرة ‏مع كتالونيا، كما أن هناك مخاطر من أن يسعى الانفصاليون في كتالونيا ‏إلى مقاومة هذا القرار، فضلا عن أن بوتشيمون وأفراد حكومته ربما ‏يرفضون مغادرة مكاتبهم بحجة أنهم اصبحوا في حماية دولة مستقلة.‏

‏ وأضافت الصحيفة أنه بجانب تصويت بريكست وخروج المملكة ‏المتحدة من الاتحاد الأوروبي، فإن انفصال كتالونيا تسبب في موجة ‏اضطرابات اخرى غير مرحب بها داخل الاتحاد الأوروبي لاسيما مع ‏معاناة التكتل خلال الفترة الأخيرة من موجة اضطرابات شعبية غير مسبوقة.‏

ونقلت الصحيفة البريطانية عن دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي، ‏تكراره لموقف الاتحاد الأوروبي – والمجتمع الدولي بشكل عام- بشأن ‏عدم الاعتراف بكتالونيا المستقلة، لكنه أيضا حث مدريد على ضبط ‏النفس أثناء مساعيها لفرض الحكم المباشر والوصاية على الإقليم.‏