العقيد حمدي مقلد يروي قصة أول شهيد في حرب أكتوبر

العقيد حمدي مقلد
العقيد حمدي مقلد
في مثل هذه الأيام من كل عام نحتفل بذكري عزيزة وغالية علي قلوبنا جميعا وهي ذكري انتصارات حرب أكتوبر المجيدة التي استطاع خلالها المقاتل المصري أن يقهر الصعاب ويمحو عار الهزيمة ويحقق أول نصر عسكري علي العدو الإسرائيلي يوم السادس من أكتوبر عام 1973. 


وفي إطار مرور الذكرى الـ 44 عام علي ذكرى نصر أكتوبر، كان لـ«بوابة أخبار اليوم» لقاء مع أحد أبطال القوات المسلحة الذين شاركوا في ملحمة العبور العظيم.. وهو العقيد حمدي مقلد والذي شارك في حرب يونيو 1967 وحرب الاستنزاف واختتمها بحرب أكتوبر المجيدة. 


حيث كان قائدا لوحدة الرادار واللاسلكي ومسئول التشويش على رادارات العدو ومن أعظم انجازاته عندما كان مشرفا على سرعة إعادة تجهيز الطائرات وإقلاعها، تم تقليل زمن هذه الفترة من 20 دقيقة إلى 10 دقائق فقط، وكانت الدقيقة الواحدة كافية أن تقطع طائرات العدو 15 كيلو متر داخل الأراضي المصرية. 


تحدث العقيد حمدي مقلد عن اللحظات الأخيرة قبل بدء حرب السادس من أكتوبر 1973، حيث قال: «لم نكن نعلم بساعة الصفر الخاصة بحرب السادس من أكتوبر إلا قبلها بساعة فقط لأن ولا أنسي أبد اللحظة التي جاء فيها المقدم مجدي كمال قائد السرب يزف لنا خبر بدء الحرب وأن ساعة الصفر ستكون بعد دقائق فقفزنا من الفرح وشاهدنا الطائرات تحلق فوق رؤوسنا متجهة إلى أرض سيناء». 


وكشف العقيد حمدي مقلد عن أن أهم البطولات التي كان شاهدا عليها، حيث قال: «أتذكر بطولة أول شهيد في حرب أكتوبر والذي استشهد في أول طلعة جوية، وهو الشهيد رائد طيار صبحى الشيخ أحد أبطال «السرب 42» قتال، التابع للواء «104». 


وأضاف: «كلف السرب بتدمير مطار "رأس نصرانى" الذي أصبح مطار شرم الشيخ الآن وانتقل السرب سرا في يوم 5 أكتوبر إلى مطار "وادى قنا" ليقترب من الهدف بحيث تمون الطائرات بدون خزانات أجنحة لتحمل قنابل أكثر وقبل الإقلاع يوم 6 أكتوبر وصلت لهم معلومات بطائرة خاصة أن هناك هدفا مهما وهو محطات إرسال هامة ومركز قيادة في رأس محمد يجب تدميره». 


وكشف:«أقلع السرب وعبر خليج السويس وانقسم نصف إلى "رأس نصراني" والآخر إلى منطقة "رأس محمد" وبدأ بتدمير اﻷهداف تدميرا شاملا». 


وفتح «مقلد» صندوق ذكرياته وتحدث عن بطولة أخرى للملازم أول طيار «مدحت عبد التواب» وهو أحد أبطال السرب 46 قتال جوي حينها، وهو السرب الذي ينتمي إليه العقيد حمدي مقلد حيث كان قائد أقسام اللاسلكي والرادار . 

وقد شارك البطل «عبد التواب» في جميع المعارك الجوية في نصر السادس من أكتوبر، بالإضافة إلي أنه قام بعملية إقلاع ثلاث مرات بالطائرة الخاصة به يوم 14 أكتوبر في أطول معركة جوية في التاريخ وهي «معركة المنصورة الجوية». 


وأكمل: «أصيبت طائرة مدحت عبد التواب في 21 أكتوبر، وانفجرت على ارتفاع منخفض وقام "عبد التواب" بالقفز بالكرسي من الطائرة ونزل في منطقة "الدفرسوار"، حيث كانت هناك اشتباكات شرسة بين دبابات العدو الإسرائيلي وعناصر من الجيش المصري في محاولة السيطرة على اﻷرض ولاحظ أحد رجال الصاعقة المصرية أن الطيار عبد التواب غير قادر على الحركة وأنه معرض لدانات الدبابات المعادية». 


وأشار إلى أنه: «ذهب لعبد التواب بطل الصاعقة المصري وحمله على كتفيه لمسافة ثلاث كيلو مترات حتى أوصله إلى نقطة إسعاف وإخلاء وقد حصل البطل مدحت عبد التواب على أعلى وسام عسكري نجمة الشرف العسكرية».