إنها مصر

عبور الأزمات

كرم جبر
كرم جبر

الدولة التي عبرت أزمات عاتية منذ عام 2011، قادرة بإذن الله تعالى، واصطفاف شعبها، أن تعبر إلى بر الأمان بأقل قدر من الخسائر.


أحداث جسام لو مرت بأغنى الدول في العالم، ما استطاعت أن تتجنب آثارها.. وهل نسينا؟


كانت مصر على شفا الانهيار، بعد انفجار الغضب والتمرد والعصيان والتخريب والحرق ومحاولة هدم مؤسسات الدولة، ولم يكن مقدراً لها أن تخرج من زلزال الجحيم العربي المسمى كذباً بالربيع قبل 25 أو 30 سنة.


انهارت المرافق والخدمات، وعمت الأزمات الطاحنة كل شيء، وكنا نسمع عن شهداء الرغيف وأنبوبة البوتاجاز، وعانت البلاد الأمرين في توفير السلع الأساسية، ولم نكن نجد الضروريات من الأدوية ومستلزمات الإنتاج.


ووقفت الدولة على أقدامها وسابقت الزمن، ودخلت في حرب مقدسة ضد الإرهاب اللعين الذي انفجر في سائر المدن، وسارت في نفس الوقت في التنمية والبناء، وتنفيذ إصلاحات اقتصادية ومشروعات كبرى، تمكنت بها من امتصاص التحديات والأزمات.


وقبل اقتطاف الثمار، جاءت كورونا بآثارها السلبية التي عمت العالم كله، واستطاعت مصر أن توازن بين الغلق والإجراءات الاحترازية، لإدراكها أن الغلق أكثر خطورة من الوباء.


وتحملنا شائعات كثيرة ومغرضة، كان الهدف منها التشكيك في قدرة الدولة المصرية، ولكنها وفرت الأمصال لمواطنيها، واعترف الجميع بعد ذلك بأنها اتبعت سياسات رشيدة.


وقبل أن نمتص الصدمة، جاءت حرب روسيا وأوكرانيا ليئن العالم كله من ويلاتها، وتدفع كل الشعوب فاتورتها الباهظة.


وتحركت الدولة المصرية بخطة مواجهة شاملة على كافة الأصعدة:


لم تسمح الدولة بحدوث أزمة في السلع الغذائية قبل حلول شهر رمضان الكريم، وفتحت عشرات الآلاف من المنافذ لتوفير السلع بأسعار مناسبة، وشددت الإجراءات الرقابية للتصدي لحالات الجشع والاستغلال، وأهمها تسعير رغيف الخبز الحر، لوقف زيادة سعره.


والخطوة المهمة هي ضم 450 ألفاً لمعاش تكافل وكرامة، لتمكين الأسر الفقيرة من مواجهة الظروف المعيشية الصعبة، بجانب رفع المرتبات وزيادة المعاشات ليشعر الجميع بأن الدولة تقف بجانبه.


وكان ضرورياً مواجهة انفلات الدولار وعدم تأثيره على السلع الغذائية ومستلزمات الإنتاج، وطبقت الدولار الجمركي لفترة زمنية محددة، وتعود الأمور بعد ذلك إلى مسارها الطبيعي.


يكفي أن نعلم أن دولة مثل الولايات المتحدة ارتفع سعر جالون البنزين إلى خمسة دولارات، وينادي البعض بترك وسائل المواصلات الخاصة والاكتفاء بالعمل ثلاثة أيام توفيراً للوقود.


العالم كله في أزمة، ونحن جزء منه، وندعو الله ألا تطول الحرب لنتنفس الصعداء.