الامتناع عن شراء بعض السلع نظرا لارتفاع أسعارها بطريقة غير مبررة أمر طبيعى ويطبق فى جميع دول العالم المتقدمة والنامية .. فى بداية الألفية قامت العديد من دول العالم بتأسيس أجهزة رقابية لحماية المستهلك من الغش والجشع ومنحت هذه الأجهزة صلاحيات تضمن لها القوة والاستمرارية والتأثير على حركة البيع والشراء وضبط الأسواق .. فلسفة جهاز حماية المستهلك تقوم على كشف الشركات التى تتلاعب بحقوق المستهلك فى وسائل الاعلام أو تحيل من يتلاعب إلى النيابة لضمان استقرار الأسواق ..الجمعيات الأهلية ايضا كانت تلعب دورا فى توعية المستهلكين والحفاظ على حقوقهم ..
فى الدول التى تطبق سياسة الاقتصاد الحر القائم على العرض والطلب يكون المستهلك هو سيد السوق لأنه هو من يدفع الأموال مقابل الشراء ..فكر الجمعيات الأهلية كان قائما على حقوق المستهلك ولم تكن هناك تفرقة بين الاغنياء ومحدودى الدخل لأن الجميع يتعامل مع السوق ..ثقافة المقاطعة كانت أحد أهم أدوات ضبط الأسواق شريطة ان يشارك فيها الجميع لأن الهدف هو اجبار التجار على إعادة البيع بأسعار عادلة وعدم المغالاة فى هامش الربح ..منذ سنوات ونحن ننادى بتطبيق ثقافة المقاطعة لأن الأجهزة الرقابية وحدها لا تستطيع السيطرة على الأسواق الكبيرة ولكن المستهلك هو اللاعب الرئيس فى عملية البيع والشراء ..هنا يجب ان نتوقف عند الحملات التى انطلقت فى الأسواق على بعض السلع الغذائية والتى بدأت ثمارها تنضج لأن المستهلك استشعر انه يتعرض لعملية استغلال غير مبررة .. تكاتف المواطن مع الأجهزة الرقابية وتطبيق الاجراءات الحكومية سيعيد الاستقرار للسوق ..من المهم أن يتضامن الاغنياء مع محدودى الدخل لإحداث التأثير اللازم وإجبار التجار على خفض الأسعار بدلا من ان تتعرض السلع للتلف .. ومن المهم ايضا أن يشترى المستهلك الاحتياجات الضرورية فقط. القوى الشرائية هى المؤشر الرسمى لحركة السوق .. الدولة نجحت فى إعادة الاستقرار لسوق الصرف ..الخامات العالمية شهدت تراجعا كبيرا فى الأسعار ..التجار يحاولون الاستفادة القصوى من بيع السلع بأسعار مرتفعة جدا دون النظر إلى دخل وامكانيات المستهلك ..ثقافة المقاطعة أحد أهم الأساليب المتحضرة للإعلان عن رفض الاستغلال .. على التجار ضرورة إعادة النظر وبسرعة فى ثمن السلع المعروضة بالأسواق سواء كانت غذائية أو كهربائية لأن المستهلك هو سيد السوق وهو من سيتحكم فى الأسعار خلال الفترة القادمة .. قاطع .. مش هتموت من الجوع .. نقدر كلنا مع بعض نعيد الانضباط إلى الأسواق ونوقف الجشع والاستغلال وتحيا مصر
