بدون تردد

«إسرائيل.. وقرارات القمة» (١)

محمد بركات
محمد بركات

هناك توافق عربى وإقليمى ودولى عام على أن الانعقاد الذى تم للقمة العربية الثالثة والثلاثين فى المنامة عاصمة البحرين، قد جرى وسط ظرف تاريخى دقيق، تمر به المنطقة العربية والشرق أوسطية، فى ظل العديد من التحديات والأزمات التى تحيط بالمنطقة، والانعكاسات السلبية للحرب اللاإنسانية المستمرة ضد الشعب الفلسطينى، والتى دخلت شهرها الثامن دون توقف، ودون مانع أو رادع.


ورغم الموقف الثابت للدول العربية الذى أعلنته القمة فى بيانها، بضرورة وقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وخروج قوات الاحتلال من جميع مناطق القطاع، ورفع الحصار المفروض عليه، وفتح جميع المعابر أمام إدخال المساعدات الإنسانية لجميع أنحاء القطاع،....، إلا أن إسرائيل مازالت تضرب عرض الحائط بكل هذه المطالب وترفض تنفيذ أى شىء منها.


وبالرغم من المطالبة الواضحة والقوية للقمة، بضرورة اتخاذ الإجراءات العاجلة لوقف إطلاق النار الفورى والدائم، وإنهاء العدوان وتوفير الحماية للمدنيين،...، فإن أحداً لم يستجب ولم يتحرك.
وللحقيقة يجب أن نقول إنه لاتوجد مفاجأة فى ذلك، فلم يكن أحد منا أو من غيرنا يتوقع أو يأمل ان تنصاع إسرائيل لمطالب القمة العربية، أو أن تستجيب لنداءات السلام الواضحة الصادرة عن القمة العربية، والتى ظهرت واضحة فى بيانها الختامى، فى التأكيد على الرؤية العربية للسلام فى المنطقة.
بل على العكس من ذلك كان التوقع لدينا ولدى غيرنا، هو أن إسرائيل ستستمر فى صلفها وتعنتها وعدوانيتها ولن تصغى لنداءات السلام، ولن تتفهم الحقيقة المؤكدة التى تقول بأن السلام والأمن والاستقرار فى المنطقة لن تتحقق، دون حصول الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة، فى ظل تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية تقوم على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضى المحتلة وفقاً لحدود «٤» الرابع من يونيو ١٩٦٧، فى الضفة الغربية وقطاع غزة، وعاصمتها القدس العربية.


وقد صدق توقعنا وما تزال إسرائيل تصر على رفض الاستجابة والانصياع لنداءات السلام، ولا تزال مستمرة فى عدوانها اللاإنسانى على غزة، والقيام بجرائم القتل والهدم والتدمير لكل مظاهر الحياة فى قطاع غزة، ولا تزال مستمرة أيضاً فى جرائم الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى، رغم ارتفاع أعداد الشهداء إلى أكثر من «٣٥» ألف شهيد وأعداد الضحايا والمصابين إلى مايزيد على «١٠٠» مائة ألف حتى الآن.
«وللحديث بقية»