حريات

فايز بقطر

رفعت رشاد
رفعت رشاد

كانوا ثلاثة أصدقاء، فايز بقطر، جميل جورج وجلال السيد - مع حفظ الألقاب -  كان فايز قادمًا من أقاصى الصعيد بينما تجاور جميل وجلال فى منطقة شبرا - الخواجاتى - التى كان غالبية سكانها من اليونان والطليان والأرمن. كان الثلاثة يجتمعون كل يوم تقريبًا يتبادلون التذكر والذكريات خاصة مع الأستاذ موسى صبرى.


علاقتى بالأستاذ فايز كانت قائمة على تقدير من جانبه لجهودى التى أقوم بها فى النقابة كعضو بمجلسها وفى المؤسسة كعضو بمجلس الإدارة وكنت أحب فى الرجل بساطته وتواضعه ومواقفه الإيجابية مع الزملاء مسئولى مكاتب المؤسسة من الصحفيين فى المحافظات وهو كان رئيس قسم «خارج القاهرة» المعنى بمتابعة نشاط المحافظات.
فى المرة الأولى التى فزت فيها فى الانتخابات كان هناك تنظيم يساندنى مكون من فايز بقطر وجلال السيد، واستفدت من الأستاذ فايز فى الحصول على أصوات عدد كبير من الزملاء فى المحافظات وكان لا يخفى دعمه لى ومساندتى رغم توجيهات قيادات المؤسسة.


فى وقت ما قرر الأستاذ إبراهيم سعده رئيس مجلس الإدارة أن يجتمع مع قطاعات المؤسسة وإداراتها وإصداراتها الصحفية ، وعندما اجتمع مع محررى الأخبار فى قاعة الطابق السادس الكبيرة طلبت الكلمة وانتقدت بعض سياساته واستفدت من خبرتى فى ممارسة السياسة والخطابة فى الاستحواذ على تصفيق الحاضرين ، وكان يجلس فى الصف ورائى مباشرة الأستاذان فايز وجمال الغيطانى ، وسمعت بقطر يتحدث مع الغيطانى ويبدى سعادته بى كأحد تلاميذه المقربين إليه بعد كلمتى الموجهة للأستاذ إبراهيم سعده.


كان فايز رقيق الحال ولم يهتم، وبعد أن تقاعد تأخر صرف المعاش من النقابة فطلب منى أن أبحث عن سبب التأخير ، واكتشفت أنه كان فى حاجة للمعاش لكى يتمكن من الإنفاق على متطلبات بيته. لم يسافر فايز بقطر للخارج مرة واحدة ، وفى المرة الوحيدة التى تقرر فيها سفره حدثت له ظروف خاصة حالت دون سفره.