دقت ساعة الرعب والخوف والطوارئ.. والابتهال والدعاء والتودد إلي الله.
اقترب الميعاد، وقت يفر المرء من الاصدقاء، والاقارب، والاحباب، و كل متع الحياة، التليفزيون والمحمول، والسينما،.. لم يعد هناك وقت للضحك أو السعادة أو الفرح.
الكل استعد لمواجهة المصير الغامض ، الوحش الكاسر، البعبع الذي يؤرق كل مولود علي أرض مصر، المجهول الذي يخافه الجميع ويعمل له ألف حساب قبل أن يراه ، واثناء مقابلته وبعدها.
البعض يتسلح بالاسلحة التقليدية الفتاكة، واخرون يتسلحون بأسلحة غير مشروعة علها تساعده في اللقاء المصيري، وقلة يستطيعون ان يتفادوا المواجهة.. والجميع يتلاقون في انهم يبيعون ممتلكاتهم حتي لو وصلت إلي بيع ملابسهم استعدادا ليوم اللقاء العظيم .
عن الثانوية العامة اتحدث وكلي مرارة وحزن عن حال ابنائنا وأهالينا الذين يواجهون امتحان الثانوية العامة، ولا يوجد أي بلد في الدنيا يعمل أهلها ألف حساب للثانوية العامة كما يفعل المصريون.
وطبعا لا ألوم أحدا فهذا كأس دائرة علينا جميعا، بعد عام أن شاء الله سأكون أنا وأولادي ضمن هؤلاء المحاربين، وإنا ان شاء الله لمنتصرون.
الحكومات المتعاقبة هي التي فعلت بطلاب الثانوية العامة هذه الفعلة التي لن يغفرها الله لها.
واضعو الامتحانات يتفنون في تعقيد الاسئلة وبخاصة في المواد التي لن يستفيد منها الطلاب بعد تخرجهم، ويتباري كل واضع امتحان في صياغة اسئلة تعكس الامراض النفسية الناتجة عن عقد سببها شريك الحياة ـ ان كان أو كانت متزوجة ـ أو عقد العنوسة أو العزوبية لغير المتزوجين.
ثم يأتي دور المصححين الذين يقضون علي الطلاب بالضربة القاضية، أما زهقاً من مشاكلهم الشخصية، أو انتقاماً من سخطهم علي مكافأة الامتحانات، أو تعباً من شدة الحرارة في أماكن التصحيح، وفي كل الاحوال الضحية هو الطالب المسكين الذي لم يكف ثمن ما باعه أهله لإلحاقه بالنظام الأمريكي أوالانجليزي، الذي تكون فيه الامتحانات مخاطبة عقول وذكاء الطلبة لاحفظهم والذي يؤهلهم بسلاسة لكليات القمة التي يريدونها.
كل الاعيب الطلبة وابتكاراتهم في الغش تعكس حالة الرعب التي تملكتهم من بعبع الثانوية وليس الحل حبس الغشاشين. ولكن الحل في وضع نظام مناهج وامتحانات تتعامل مع مهارات الطلاب، وليس قدرتهم علي الحفظ، واختيار مدرسين علي درجة كبيرة من الكفاءة، والاهتمام بمنظومة التعليم بالكامل.
ارحمونا وارحموا أولادنا من بعبع الثانوية العامة.
آخر كلام
من يقتل بعبع الثانوية؟