عاجل

صباح الفن

«الباب الأخضر»

انتصار دردير
انتصار دردير

إذا فاتك أن تقرأ اسم مؤلف أو مخرج على عمل فنى فسوف تستنتجه بسهولة  إذا كان صاحب بصمة حقيقية، وصاحب مبدأ ورسالة فى أعماله، وهذا مابدا واضحا فى فيلم «الباب الأخضر» فسوف تكتشف مع تتابع المشاهد أن هذه الأفكار تخص الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، فالتمسك بالهوية المصرية طابع أصيل فى أعماله، وكشف الفساد والمفسدين رسالة طالما تبناها، والإصرار الذى يسكن شخصياته فى مواجهة الظلم والفساد يعكس إصراره الشخصى وايمانه المطلق بمسئولية مايكتبه، وبقدرته على إحداث تغيير إيجابى فى المشاهد.

من المشهد الأول لفيلم «الباب الأخضر» ستجد نفسك مدفوعا للتعاطف مع بطلته «عائشة» الريفية البريئة التى وضعت طفلها ثم راحت تبحث عن أبيه المختفى فى القاهرة، وأمام «الباب الأخضر» بمسجد سيدنا الحسين، حيث البشر من كل لون، تتفتح عينيها على عالم  لم تعرفه، وبشر لم تتصورهم، يزج بها فى الحبس ويوضع طفلها فى دار رعاية، لعدم وجود أوراق ثبوتية معها، هى لاتملك سوى قصاصة من صحيفة  قديمة تحوى صورة والد طفلها، وبالطبع لاتصدقها الشرطة، ويتم وضعها فى مستشفى للتأكد من سلامة قواها العقلية، يتكشف الأمر لطبيب مهزوم فى حياته، لكنه يتبنى قضيتها ويتصدى للفساد داخل المستشفى حتى يذهب ضحية له.

تقدم سهر الصايغ دورا صعبا نفسيا وجسديا، تتوحد مع الشخصية بملامح وجهها البرئ ويقدم الفنان إياد نصار أداء بارعا، ويتصدى المخرج رؤوف عبد العزيز ليقدم سيناريو الكاتب الراحل كما كتبه دون تغيير كلمة أو مشهد، بل ويقوم بانتاجه بنفسه، وقد وجد فريق العمل أنفسهم أمام سيناريو غير معتاد فى فكره وأسلوبه وحواره، سيناريو لايغفل أدق التفاصيل، وكشفت لى الإذاعية نسرين عكاشة ابنة الكاتب الكبير أنها وأسرتها كان شرطهم الوحيد ألا يتم إجراء أى تغيير على السيناريو، فيما عدا تحديث بعض المعلومات.

برغم من أزمة العثور على فيلم مصرى لتمثيلنا فى أى مهرجان سينمائى، فقد نجح مهرجان الإسكندرية فى دورته الـ 38 فى الكشف عن هذا الفيلم المهم، الذى يكتسب أهميته من اسم مؤلفه الكبير أسامة أنورعكاشة رحمه الله، حيث يعاد اكتشاف أعماله هذا العام، تليفزيونيا وسينمائيا، بعد 12 عاما من رحيله.