من الأعماق

المقاطعة.. إصلاح وتأديب!

جمال حسين
جمال حسين

رغم اعترافنا بأن موجة الغلاء عالمية وضربت معظم دول العالم عقب تفشى وباء كورونا ثم الحرب الروسية الأوكرانية ثم حرب غزة فإن جشع التجار فى مصر شهد به القاصى والدانى.. أصبحت الشكوى عامة بسبب جشع بعض التجار.

خلال الفترة الأخيرة زادت الأسعار بشكل مبالغ فيه جدا.. فالمهم أن تنتفخ جيوب هؤلاء التجار الجشعين.. ورغم الهبوط الكبير فى سعر الدولار الذى كان الشماعة والحجة التى يبررون بها قيامهم برفع أسعار السلع حتى التى لا علاقة لها بالدولار من قريب أو من بعيد مثل الفجل والجرجير!!

ورغم قيام الحكومة بالإفراج عن الأعلاف ومستلزمات الإنتاج من الموانى فإن الأسعار لم تتراجع.. ورغم تراجع أسعار الدقيق ضربوا بقرارات خفض أسعار الخبز السياحى عرض الحائط واستمروا فى رفع أسعار اللحوم والأسماك والدواجن والحديد ومستلزمات البناء والملابس وكل شيء حتى الأدوية.. والشماعة جاهزة والحجج المعلبة حاضرة بأن السبب هو الدولار رغم هبوط سعره بدرجة كبيرة!!

وهنا كان لا بد من تلبية نداء الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى قال «السلعة اللى يرتفع سعرها بشكل مبالغ فيه ما تشتروهاش».

.. وانطلقت دعوات مقاطعة الأسماك عبر صفحات التواصل الاجتماعى من محافظة بورسعيد الباسلة بعد أن وصل سعر كيلو البلطى فى المدينة الساحلية إلى أكثر من ١٥٠ جنيها بعد أن كان سعره ثلاثين جنيها ولامس سعر كيلو الجمبرى الألف جنيه.. رفع الأهالى شعار «خليها تعفن» لتهذيب الأسعار وتأديب التجار ونجحت حملات المقاطعة فى بورسعيد نجاحا كبيرا مما شجع باقى المحافظات أن تحذو حذوها لتنتقل حملات المقاطعة إلى ١١ محافظة هى السويس والإسماعيلية والإسكندرية والشرقية وبنى سويف والدقهلية والغربية وأسيوط وسوهاج والقاهرة والجيزة وسط ترحيب كبير من الأهالى.

نجحت حملات مقاطعة الأسماك واضطر التجار إلى خفض الأسعار مما شجع رواد مواقع التواصل الاجتماعى لإطلاق مبادرات جديدة ضد اللحوم خاصة مع اقتراب عيد الأضحى، فى محاولة لإجبار الجزارين على خفض أسعارها.

وهناك مطالب بأن تمتد حملات المقاطعة إلى الدواجن والبيض وكل السلع التى فلت زمامها بفعل فاعل.. بالتأكيد نجحت حملات المقاطعة «خليها تعفن» واضطر التجار إلى تخفيض الأسعار خشية تعرضهم لخسائر كبيرة وأصبحوا يسترضون المواطنين للعودة لشراء السلع.

لذلك أتمنى استمرار تلك الحملات لردع كل من تسول له نفسه التلاعب فى قوت الشعب ولن يضيرنا شيء إذا عشنا شهورا دون تناول اللحوم والأسماك والدواجن.

ويبقى الأهم تفعيل أكثر لدور الأجهزة الرقابية مثل جهاز حماية المستهلك ومباحث التموين لمراقبة الأسواق والمخابز.

نعم نحن نستطيع بسلاح المقاطعة أن نقضى على جشع التجار وإعادتهم إلى رشدهم.