هكذا تغيرت حياة 60 مليون مصري.. في تجسيد حقيقي لمعنى العدالة الاجتماعية

حياة كريمة
حياة كريمة

 بقلم : محمد طلعت- مصطفى منير


◄د. إبراهيم مجدى: «حياة كريمة» غيرت سلوك المواطنين

◄د. دينا هلالى: المعني الحقيقي للارتقاء بالإنسان

على الرغم من الأزمة الاقتصادية التي تضرب العالم كله وبالتأكيد مصر من ضمنها إلا أن الدولة المصرية تعمل على حماية مواطنيها الأكثر احتياجًا من خلال برامج حماية اجتماعية ضخمة، لتساعدهم على الحياة الكريمة ومن أهم هذه البرامج المشروع القومي حياة كريمة الذي غير حياة ملايين المصريين ويغير كل يوم حياة ملايين آخرين من المصريين نحو الأفضل.

مفهوم الحياة الكريمة ليس مرتبطًا فقط بمبلغ مالي للأسر الأكثر احتياجًا بل هو أعمق واضخم من ذلك بكثير، فالحياة الكريمة هى تغيير من منظومة حياة سيئة عاشت فيها الأسر سنوات طويلة دون أن يحنو عليهم أحد من أنظمة سابقة تركتهم للحياة العشوائية في أماكن لاتصلح لحياة البشر.


تلك الحياة التي عاشها الملايين داخل عشوائيات خطرة وقرى أقل ما يقال عنها انها لا تصلح للحياة حتى جاء من يهتم بكل جدية بحياة الفئات الأقل حظًا في الحياة وهم ملايين تحت خط الفقر.


جاء من وضع على عاتقه مسؤولية هذه الأمة وخاصة الفئات الأقل حظا فكانت المبادرات الضخمة التي تقوم بها الدولة تحت رعاية القيادة السياسية وفرت حماية اجتماعية محترمة وخففت العبء عن هؤلاء المواطنين الاكثر احتياجًا فرأينا برامج حماية اجتماعية من خلال صرف معاشات تكافل وكرامة استفادت منها ملايين الأسر للحياة بكرامة دون الحاجة لأحد.


الدولة التي تحركت في ملف العشوائيات التي كانت أنظمة سابقة تخاف من مجرد ذكر أمره، استطاعت الدولة خلال السنوات السبع الأخيرة أن تقضي على العشوائيات الخطرة في كل ربوع المحروسة وأن تنقل ملايين الأسر من العشوائيات التي لاتصلح للحياة من الأساس وبالتأكيد لن تخرج للمجتمع إلا من يكره المجتمع الذي يعيش فيه بسبب ظروف حياته الصعبة في تلك الأماكن، لكن الحكومة المصرية بدعم كامل من القيادة السياسية تحركت في الملف الاكثر صعوبة وأنشأت مدن كاملة على أحدث الطرز العالمية ونقلت المواطنين المصريين الذين كانوا يعيشون في تلك العشوائيات لهذه المدن الجديدة مثل الاسمرات وبشاير الخير وغيرها من الأماكن الحضرية والتي تعتبر هى المعنى الحقيقي للحياة الكريمة فهذه المدن الجديدة بها المدارس والنوادي والأماكن الصحية والتعليمية على أعلى مستوى.


أما الاماكن التي تم هدمها وبناؤها من جديد في نفس أماكنها لقاطنيها مثل روضة السيدة التي كانت تسمى تل العقارب في منطقة. السيدة زينب وغيرها من الأماكن على مستوى الجمهورية التي بنيت على أحدث الطرز في نفس المكان وتمت إعادة قاطنيها مرة أخرى إليها بعد انتهاء أعمال البناء رأينا كيف تغيرت للأفضل وأصبحت اماكن أكثر رقيًا وصالحة للحياة وليس كما كانت مثل المقابر التي لا تخرج نبتا ولا حياة.


لم تقف برامج الحماية الاجتماعية عند المناطق العشوائية فقط بل تخطتها لأماكن أخرى لم يكن أحد يهتم بها على الاطلاق وهى القرى في المراكز والمحافظات المصرية المختلفة والتي يعيش بها أكثر من ٦٠ مليون مواطن، فالترع والأراضي الزراعية لم يحدث بها تغيير من أكثر من ٦٠ عامًا مع قوانين الإصلاح الزراعية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.


لذلك جاء اعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عن مبادرة حياة كريمة لتغيير حياة ٦٠ مليون مواطن من أهالي ريف مصر هو المشروع الأضخم للحماية الاجتماعية والاقتصادية لما يزيد عن نصف الشعب المصري من خلال تحويل هذه القرى لتجمعات ريفية مستدامة تتوافر بها جميع الاحتياجات التنموية بتكلفة إجمالية تبلغ نحو 52 مليار دولار.


هذه المشاريع التي تقوم بها الدولة تهدف لتحقيق تنمية مستدامة يتم من خلالها توفير كافة الخدمات الأساسية لأهالي الريف سواء صحية أو تعليمية أو طرق وأماكن استثمار وفي الصدارة من كل هذه الخدمات توصيل الصرف الصحي والمياه النظيفة للقرى الأكثر فقرًا واحتياجًا وهو الأمر الذي نجح في المرحلة الأولى للمشروع والذي أسهم بصورة كبيرة في تحسين كافة خدمات البنية الأساسية في تلك القرى.


وتسعى الدولة لتحويلها إلى تجمّعات ريفية مُستدامة تتوافر بها جميع الاحتياجات التنموية خلال ثلاثة أعوام وبتكلفة إجمالية تبلغ نحو 52 مليار دولار، فضلا عن تحقيق التنمية المستدامة بما في ذلك تحسين الوصول إلى الخدمات الأساسية، مثل الصحة والتعليم والمياه والصرف الصحي في أفقر القرى.


مشروع حياة كريمة تغطى ربوع مصر بالكامل سواء مشروعات جديدة بالأراضى الصحراوية أو تطوير الأماكن القديمة والقائمة والتي كانت تعانى من الإهمال وعدم التركيز عليها وهو الأمر الذي أسهم بصورة كبيرة في تغيير حياة ملايين المصريين في مختلف المحافظات، تلك المشروعات الضخمة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم ٢ يناير ٢٠١٩ عندما أعلن عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي قائلا «أوجه الدعوة لمؤسسات وأجهزة الدولة، بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني، وبرعايتى المباشرة.. لإطلاق مبادرة وطنية على مستوى الدولة لتوفير حياة كريمة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا خلال العام 2019.. تحيا مصر».تلك اللحظة الاستثنائية في تاريخ مصر قبل ثلاثة أعوام تقريبا ساهمت وغيرت حياة الملايين من المصريين من الفئات الأقل حظا ومازالت تغير في حياة الكثيرين من المصريين.

سلوك المواطن تغير

وبالحديث مع د. ابراهيم مجدى استاذ الطب النفسي أكد فى البداية؛ أن مبادرة «حياة كريمة» نجحت فى تحويل سلوك الكثير للافضل، فالعشوائية والتلوث والزحام يؤثر على سلوك الانسان العادى، فالعنف والجريمة مرتبط بالعشوائيات بشكل كبير، فالأماكن معدومة الخدمات تجعل الشخص يميل للجريمة او الخروج عن القانون بأي شكل من أشكال الإجرام، والعكس صحيح فالمناطق المليئة بالمساحات الخضراء والتى تعبر عن حضارة الانسان وتهتم بالخدمات وتكون اقل تلوثًا، تجد المجرم وقتها يتحول ويصبح اقل عنفًا، فما يحدث فى مبادرة حياة كريمة هو ارتقاء بحياة الانسان، فمن الطبيعى أن تجد هذا الانسان اكثر ايجابية وأقل عنفًا، وتبدأ هنا الاحلام تنمو بداخله سواء له أو لأطفاله، ويبدأ فى محاولة التفكير فى تحقيق تلك الاحلام .


ورأينا أن تلك المناطق التى فازت ودخلت ضمن المبادرة الرئاسية حياة كريمة» فى سعادة أكثر فالشهر الكريم له روحانيات خاصة واحتفالات العيد فما بالك بوجود حياة تليق بالمواطن المصري، ستجد المواطن الذي يساعد الآخرين أكثر هدوءًا وأكثر تفاعلا مع من حوله، فالمواطن أثناء دعائه يتذكر ما كان عليه فى العام الماضي و ينظر لحاله فيعلم قيمة الحياة والخير.

 ويضيف «مجدى» أن «حياة كريمة» ستكون عاملا أساسيا لانخفاض معدل الجريمة، حيث يبدأ الاشخاص برفض ونبذ الإجرام والمجرمين، فتجدهم رافضين فكرة تجار المخدرات أو البلطجية، فوجود المساحات الخضراء والملاعب سيجعل الاشخاص يخرجون طاقتهم في اشياء مفيدة كالرياضة والإبداع، وسنجد من المدن التى انتقل منها سكان العشوائيات انهم ابطال المستقبل وسنجد منهم الفنان والمبدع والرياضي، وينهى «مجدى» حديثه مؤكدًا أن «حياة كريمة» ستبث الامان فى حياة المواطنين ومن ثم النجاح فى كافة المجالات .

الأحلام تحولت إلى حقيقة

بالحديث مع الدكتورة دينا هلالى عضو مجلس الشيوخ و المعالج النفسي، بدأت حديثها مؤكدة أنه لابد وأن نواجه أنفسنا بما نشهده اليوم على ارض مصر فأحلامنا أصبحت حقيقة يسطرها التاريخ ويشهد عليها، كثيرًا ما كنا ننادي بالنظر إلى العشوائيات والتى كانت تعتبر كابوسًا مزعجًا.

وها هي العشوائيات أصبحت مدنا نتباهى بما هي عليه الآن، أصبحت حلمًا جميلا، بالطبع لم نكن نملك عصا سحرية لتحقق لنا كل هذه الانجازات ولكن باهتمام بالغ وخطوات لم يسبق لها مثيل من الرئيس عبد الفتاح السيسي أصبحت الاحلام حقيقة امام الجميع .


كما أضافت «دينا»؛ أن مبادرة حياة كريمة» هدفها الرئيسي هو التخفيف عن كاهل المواطنين بالمجتمعات الأكثر احتياجًا في الريف والمناطق العشوائية في الحضر، وتعتمد المبادرة على تنفيذ مجموعة من الأنشطة الخدمية والتنموية التى من شأنها ضمان “حياة كريمة” لتلك الفئة وتحسين ظروف معيشتهم .. فما يحدث من خلال «حياة كريمة» هو بناء إنسان للمستقبل وتحسين المستوى المعيشى والعمل على تطوير البنية الأساسية مما له عظيم الأثر على وصول التنمية والخدمات لكل جزء في مصر..

وهذا ما يعزز الانتماء لدى المواطنين والهوية المصرية الحقيقية لدى المستفيدين من المبادرة ومن حوله، فالمبادرة تخدم 60 مليون مواطن أي أكثر من نصف الشعب، فمن الطبيعي أن يكون المواطن أكثر إيجابية وحرصًا على الحفاظ على بلده .


وأضافت «هلالى»؛ أن خلال سنوات قليلة مقبلة ستقل الجريمة بشكل كبير، فما يحدث من تطوير الانسان والعمل على تحسين المستوى المعيشى سيخفض الجرائم، وسيجعل المواطنين يسعون بكل طاقتهم من أجل الوصول للاحلام والعمل على خدمة الوطن الذى يقدم لهم كل ما كانوا يتمنونه .

 

اقرأ ايضا | «حياة كريمة»: المبادرة تحمل العديد من الوعود لمناطق عانت التهميش| فيديو