تسريبات هيلاري كلينتون: سامح عيد: أمريكا تُوجّه الإرهاب ولا تواجهه

سامح عيد
سامح عيد

قال سامح عيد، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، إن تسريبات هيلاري كلينتون التى تم الكشف عنها بشكل رسمى مؤخراً وما تضمنته من فضائح بشأن قادة الجماعة الإرهابية الذين تآمروا على الوطن من أجل السيطرة عليه لصالح أجندات خارجية، لم يكن مفاجأة للمصريين، وتحديدا للمهتمين بالشأن السياسى المصري، لأن أمر الجماعة مفضوح علانية أمام الجميع.

مشيراً إلى أن العلاقات قديمة جداً بين تنظيم الإخوان الإرهابى والإدارة الأمريكية، وفى الفترة الأخيرة كان نظام الرئيس الأمريكى السابق أوباما متواصلاً معهم وحصل منهم على كافة الضمانات التى جعلت الإدارة الأمريكية السابقة تثق فيهم..  

وأوضح عيد أنه كانت هناك توافقات سياسية واقتصادية واجتماعية بين الإخوان وإدارة أوباما، وأن السفيرة الأمريكية لدى القاهرة كانت تذهب إلى منزل خيرت الشاطر منفردة، واجتمعت معه وحدها خلال إحدى الزيارات لمدة 4 ساعات فى منزله لأنها كانت تعرف أن أمر وقرار الجماعة فى يده، وكان التواصل مستمراً ودائماً بينهما ومع باقى قادة الجماعة الإرهابية.
وأضاف عيد أن علاقة الجماعة بأمريكا كانت واضحة جداً، وعقب ثورة 30 يونيو كانوا يصورون لقاءاتهم بشكل علنى داخل وزارة الخارجية الأمريكية، لافتاً إلى أن التسريبات ليست مفاجأة، ولكن القيمة المضافة أنها جاءت بشكل رسمى من الخارجية الأمريكية نفسها.

وهنا لن يجرؤ أحداً على الادعاء بأن العلاقات الأمريكية الإخوانية مجرد تحليلات وتكهنات وإنما هى معلومات مؤكدة وموثقة، لافتا إلى أن منطقة الشرق الأوسط مهمة بالنسبة للأمريكان، لذا يدعمون مثل هذه الجماعات ومارسوا ضغوطاً من أجلهم لأنهم يستفيدون من الأصولية.


وقال عيد، إن أمريكا توجه الإرهاب ولا تواجهه، تريده بعيداًعن أراضيها وفى نفس الوقت تستغله ضد غيرها، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ما زالت بحاجة للإخوان والأصولية، لأنها تريد تنفيذ تجربة الاتحاد السوفيتى مع الصين مجدداً، من خلال الأصولية والإسلام السياسي، بإثارة النزاعات والتحريض ضد الصين بشأن اضطهاد المسلمين، ومن ثم ينادوا: «حى على الجهاد فى الصين»، بعدما نجحت هذه التجربة من قبل فى روسيا، لذا تم التوافق بين الإدارة الأمريكية الحالية وجماعة «طالبان» فى أفغانستان، مؤكدا أن الإدارة الأمريكية واحدة، لا خلاف بين ترامب وأوباما، الكل ينفذ استراتيجية واحدة.
وأشار إلى أن توافق الإدارة الأمريكية الحالية مع مصر، أمر طبيعى لأن الإرادة الشعبية والسياسية المصرية فرضت نفسها، واستطاعت أن تفرض الاستقرار على الارض، حتى أصبح واقعاً أجبر أمريكا على التعامل معه.

وقال عيد، إن التسريبات أكدت محاولة الإخوان الخبيثة لاختراق الأجهزة السيادية المصرية، حيث حاولت تفتيت وزارة الداخلية لكنها لم تستطع ولم تتمكن، سواء عن طريق الضباط الملتحين أو ما قيل عن إعادة الهيكلة للوزارة، لأن جهاز الوزارة لم ينصاع لمثل هذه المؤامرات، فقد حصنت الداخلية نفسها بممانعة شديدة، وكذلك الجيش كان منيعاً.

وحاولوا أيضا مع جهاز المخابرات لكنهم فشلوا فى كل ذلك، ونجحوا بعض الشيء فى اختراق الجهاز الإدارى لبعض الوزارات والتى كانوا متواجدين فيها من قبل مثل التعليم والصحة والزراعة كونها سهلة الاختراق وما فعلوه كان مجرد ترقية عناصرهم إلى مراكز أعلى داخل هذه الوزارات.