مصر تعتمد أول عقار يمثل الخط الثاني لعلاج سرطان المعدة

المؤتمر الصحفي لإطلاق عقار جديد
المؤتمر الصحفي لإطلاق عقار جديد

 

أعلنت إحدى شركات الأدوية، إطلاق عقار راميوسيروماب الذي يعد أول عقار يستخدم كخط ثاني لعلاج سرطان المعدة يتم اعتماده في وكالات الدواء الدولية وفي مصر.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي، عقد اليوم الخميس 28 سبتمبر، على هامش المؤتمر الدولي لأورام الجهاز الهضمي والكبد وأورام المسالك البولية، والذي يعد إحدى فعاليات الجمعية الدولية للأورام.


ونظرًا للحاجة الطبية الشديدة لعلاج هؤلاء المرضى وفي ظل خطورة المرض، قامت هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية  FDA، بتخصيص إجراءات استثناءيه للتعجيل بمراجعة الأبحاث العلمية التي تم إجراءها وتم اعتماده، علمًا بأن هذه الإجراءات يتم تخصيصها فقط للأدوية التي تنجح في علاج الأمراض النادرة والتي تقدم قيمة علمية وإكلينيكية كبيرة مقارنةً بالعلاجات المتاحة، وحصل راميوسيروماب على اعتماد هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية، في إطار برنامجها لمراجعة الأدوية ذات الأولوية "الإجراءات السريعة"، وذلك بالإضافة إلى اعتماد وكالة الأدوية الأوروبية EMA  له.


صرح أستاذ طب الأورام ومدير وحدة الأبحاث في قسم الأورام بكلية طب جامعة القاهرة ياسر عبد القادر: "مازال سرطان المعدة خامس أنواع السرطان الأكثر انتشارًا على مستوى العالم، وعلى الرغم من انخفاض إجمالي معدل الوفيات نتيجة انخفاض معدل الإصابة بالمرض، ما زال سرطان المعدة ثالث الأسباب الأكثر انتشارًا للوفاة المبكرة بسبب السرطان على مستوى العالم. ونظرًا لخطورة الإصابة بالمرض وارتفاع معدل الوفيات، يسرنا أن نتمكن الآن من منح المرضى خيارًا علاجيًا جديدًا نجح في تحقيق نتائج إكلينيكية ملموسة".


وقال أستاذ ورئيس قسم طب الأورام بكلية طب جامعة الزقازيق د. فؤاد أبو طالب:"يعد سرطان المعدة مرضًا شديد الخطورة، حيث أن معدلات الشفاء أو البقاء بعد التشخيص بالإصابة تعد ضئيلة جدا. في مصر، إذا قمنا بتطبيق معدلات الإصابة حسب العمر بناء على التعداد السكاني لسنة 2013 والتوقعات المستقبلية الخاصة بزيادة السكان، سنجد أن التوقعات تشير إلى زيادة تراكمية في عدد حالات سرطان المعدة، والتي سترتفع من 1.7% من إجمالي حالات الإصابة بالسرطان عام 2013 لتصل إلى 2.6% عام 2025 "أي زيادة بحوالي 1.5 ضعف" و5.1% عام 2050 "أي زيادة بحوالي 3 أضعاف"، وبالنسبة للعلاجات الحالية،ففاعليتها محدودة، أما اليوم، فسوف يمنح راميوسيروماب قيمة إكلينيكية إضافية للمرضى، وذلك من خلال طريقة عمله كعلاج موجه ليسد فجوة العلاجات الحالية."


وصرح أستاذ علاج الأورام و مدير مركز الابحاث بكلية طب جامعة عين شمس د. هشام الغزالي، ورئيس الجمعية الدولية للأورام "هناك مجموعة مختلفة من الأعراض المصاحبة لسرطان المعدة. وعادة ما تكون أعراض لا نوعية ولكن الكشف المبكر مهم للغاية، حيث يبلغ معدل بقاء المرضى على قيد الحياة 71% في المرحلة الأولى من الإصابة بالمرض، مقارنةً بالمرحلة الثانية التي يبلغ معدل بقاء المرضى فيها 57% فقط.


وتشمل الأعراض المصاحبة التعب، والشعور بالانتفاخ بعد الأكل، أو الامتلاء بعد تناول كميات بسيطة من الطعام، والحرقة الشديدة والمستمرة في فم المعدة، وعسر الهضم الشديد، والغثيان المستمر بدون سبب، وآلام المعدة، والقيء المستمر، وخسارة الوزن دون السعي لذلك".




وأوضح د. هشام الغزالي أن عاملي الخطورة الأساسيين للإصابة بسرطان المعدة هما تاريخ الإصابة بالارتجاع المعدي المريئي والسمنة. وتشمل عوامل الخطورة الأخرى: النظام الغذائي الذي يحتوي على الكثير من الملح والطعام المدخن، وتناول كميات قليلة من الفاكهة والخضروات وتناول الطعام الذي يحتوي على فطر "ألفاتوكسين"، ووجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان المعدة، والعدوى ببكتريا المعدة الحلزونية، والتهاب المعدة طويل المدى، وفقر الدم الخبيث، والتدخين، والتهاب المعدة السليللي.


ونوه د. محمد عبد الله، أستاذ طب الأورام الإكلينيكي بكلية طب جامعة القاهرة: "تعتمد خيارات العلاج على مرحلة تطور المرض، وصحة المريض وما يفضله بوجه عام. ويعتبر الاستئصال الجراحي للورم هو العلاج الشافي الوحيد لسرطان المعدة، بينما يهدف العلاج الدوائي إلى إطالة فترة بقاء المريض وتحسين جودة حياته، وذلك إذا كانت حالته تسمح بتناول هذه العلاجات."




وأوضح مدير القسم الطبي الثاني "طب الأورام والجهاز الهضمي" في مستشفى فولفسبورج الألمانية، بجامعة هانوفر الطبية د. نيلز هومان، "إن عقار راميوسيروماب المعتمد من هيئة الأغذية والأدوية
الأمريكية، في إطار برنامجها لمراجعة الأدوية ذات الأولوية "الإجراءات السريعة"، يتم استخدامه كعلاج أحادي او ثنائي مع عقار باكليتاكسيل، والذي اعتمدته وكالة الأدوية الأوروبية بعد ذلك، و قد تم اعتماده لعلاج هذا النوع من الأورام السرطانية في المرضى البالغين المصابين بسرطان المعدة المتقدم أو السرطان الغدي الذي يصيب مكان التقاء المعدة والمريء بعد تقدم الحالة المرضية أو الانتكاسة بالرغم من إتباع العلاج الكيميائي كخط أول".




مشيرًا إلى أن عقار راميوسيروماب لا يعتبر علاج كيميائي ولكنه من العلاجات الموجهةالحديثةالتي تعمل على تثبيط نمو الأوعية الدموية المغذية للورم وبالتالي منع أوالحد من نموه و انتشاره.




وأوضح د. هومان "بناءً على نتائج دراستين كبيرتين في المرحلة الثالثة: کAINBOW  و REGARD والبيانات الخاصة بأكثر من 3000 مريض شاركوا في هاتين الدراستين، حقق عقار راميوسيروماب، سواء أحادياً أو بإضافته لعقار باكليتاكسيل، نجاحًا كبيرًا في إطالة متوسط معدل البقاء عمومًا للمرضى بالمقارنة بالعلاج الكيميائي، فقد سجل راميوسيروماب نتائج إكلينيكية غير مسبوقة خاصة بالاشتراك مع عقار باكليتاكسيل، حيث اعتبرته هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية أول علاج ينجح في الوصول إلى هذه النتائج كخط ثاني لعلاج سرطان المعدة بالإضافة إلى تحسين حياتهم وحالتهم في رحلتهم مع المرض".




قال د. سمير شحاتة، أستاذ ورئيس قسم طب الأورام الإكلينيكي بكلية طب جامعة أسيوط: "بعد تسجيل راميوسيروماب في مصر، تعد الخطوة الثانية هي الدعم الفعال لهذا التطور العلاجي، وذلك لتحسين جودة حياة المرضى ورفع معدلات البقاء عن طريق تنظيم لقاءات وورش عمل لتثقيف شباب الأخصائيين، ومن خلال تضافر الجهود لحشد الأطباء ووزارة الصحة والمنظمات المجتمعية للمشاركة في هذه اللقاءات." وأضاف:"وبعد أن كانت العلاجات السابقة تتطلب حجز المرضى بالمستشفى لتلقي العلاج، جاء هذا العقار الموجه ليسمح للمرضى باستكمال حياتهم بشكل طبيعي قدر الإمكان".