ماكرون ولوبان يتبادلان الاتهامات في مناظرة تلفزيونية ساخنة

تبادلت مارين لوبان مرشحة اليمين المتطرف لانتخابات الرئاسة الفرنسية الاتهامات مع منافسها إيمانويل ماكرون المنتمي لتيار الوسط حول العديد من القضايا خلال مناظرة تلفزيونية مساء الأربعاء 3 مايو قبل الجولة الثانية من الانتخابات المقررة يوم السابع من مايو.


واختلفت رؤى المرشحين حول مستقبل فرنسا والعملة الأوروبية الموحدة يورو وسُبل مكافحة الإرهاب.


ودخل الاثنان المناظرة بينما كان ماكرون 39 عاما مُتقدما في استطلاعات الرأي على لوبان 48 عاما مرشحة حزب الجبهة الوطنية بفارق 20 نقطة مئوية. وينظر للانتخابات الحالية على أنها الأهم في فرنسا منذ عقود.


وفيما يخص لوبان كانت المناظرة التي استغرقت ساعتين ونصف وشاهدها ملايين الأشخاص آخر فرصة كبيرة لإقناع الناخبين ببرنامجها الذي يتضمن التضييق على المهاجرين غير القانونيين والتخلي عن اليورو وإجراء استفتاء على الانفصال من عضوية الاتحاد الأوروبي.


لكن وفقا لاستطلاع رأي أجراه مركز إيلاب لصالح تلفزيون بي.إف.إم.تي.في قال 63% ممن شاهدوا المناظرة أن ماكرون كان أكثر إقناعا من لوبان وهو ما يشير إلى أنه المُرشح الأوفر حظا للفوز بالانتخابات المقررة يوم الأحد المقبل.


واتسمت المناظرة بالحدة ولعبت لوبان على خلفية ماكرون كمصرفي ووزير اقتصاد سابق ووصفته بأنه وريث الحكومة الاشتراكية المنتهية ولايتها ومرشح "العولمة الجامحة".


وحذر ماكرون من سياسة لوبان الرئيسية المتمثلة في التخلي عن اليورو ووصفها بأنها خطة قاتلة من شأنها إطلاق حرب عملات واتهمها بعدم تقديم حلول للمشاكل الاقتصادية في فرنسا مثل البطالة المُزمنة.


وكان أكثر المناقشات حدة تلك المتعلقة بالأمن القومي وهي قضية حساسة في بلد قُتل فيه أكثر من 230 شخصا على يد متشددين إسلاميين منذ عام 2015.


وكان ماكرون هاجم سياسة لوبان الرئيسية المتمثلة في إلغاء اليورو والعودة إلى الفرنك وضغط عليها فيما يتعلق بكيفية تنفيذ ذلك عمليا. واتهمها أيضا "بالترنح" و"بعدم وجود استعدادات" بشأن هذه القضية.


وأظهرت لوبان تراجعا على صعيد قضية اليورو في الأيام القليلة الماضية ويعارض حوالي ثلاثة أرباع الشعب الفرنسي التخلي عن اليورو ويقول المحللون إن هذه السياسة قد تكلف لوبان فقد أصوات الناس الذين يخشون تناقص قيمة مدخراتهم.


ومناظرة أمس الأربعاء هي أول مناظرة لجولة إعادة يظهر فيها مرشح لحزب الجبهة الوطنية وهو ما يشير إلى الشعبية التي نجحت لوبان في تحقيقها للحزب من خلال تحسين صورته التي ارتبطت في الماضي بكراهية الأجانب.


وكان متوقعا أن يشاهد المناظرة ما يصل إلى 20 مليون شخص من إجمالي 47 مليون ناخب.