قال وزير الصحة د.عادل عدوي إن الحق في الصحة هو حق أساسي من حقوق الإنسان دون النظر إلى مستوى التنمية أو القدرات المالية والاقتصادية للدول والشعوب. أشار الوزير في كلمته - التي ألقاها مساء الخميس 7 مايو - خلال الندوة التي نظمتها وزارة الصحة المصرية تحت عنوان "النشاط المصري الصحي بأفريقيا وانعكاسه على الأمن القومي"، إلى ضرورة تصحيح الاختلالات التي تتعلق بالأوضاع الصحية الأفريقية الراهنة خاصة المتعلقة بإنتاج الأدوية واللقاحات والأمصال اللازمة لمواجهة الأوبئة العالمية. حضر الندوة رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب ، ووزراء الزراعة والإسكان والاستثمار والكهرباء، والتعاون الدولي والنقل والتعليم العالي ووزيرة الصحة الصومالية ولفيف من السفراء الأفارقة. وشدد الوزير على ضرورة التنسيق بين الدول الأفريقية لصياغة أسس وقواعد للنظم الصحية الخاصة بها، والاستفادة من الخبرات المشتركة في التصدي للتحديات والأزمات الصحية الطارئة والعابرة للحدود، والتي تواجه العديد من الدول الأفريقية مما تحملها ضغوطاً غير مسبوقة على نظمها الصحية الوطنية مثل فيروس الإيبولا الذي يهدد العديد منها. ولفت د. عدوي إلى ضرورة إعادة التوازن المفقود مع الدول الأفريقية من خلال التنسيق الجماعي والتحرك المشترك على صياغة الآليات اللازمة لتدعيم قدرة النظام الصحي الأفريقي على مواجهة الأزمات الصحية الطارئة بكفاءة أكثر وفعالية أكبر، بمضاعفة قدرات الإنتاج، والتأكد من أمان وسلامة الأدوية واللقاحات، إضافة إلى ضمان عدالة وشفافية توزيعها، ضماناً لحق كافة الدول والمجتمعات الإنسانية فى الحصول على الرعاية الصحية اللازمة دون تفرقة بين مواطن بدولة نامية أو بأخري متقدمة. كما طالب عدوي بإنشاء مركز أبحاث علمي أفريقي متطور يعمل على مجابهة مخاطر انتشار الأمراض المنتقلة عبر الحدود وتقديم الأبحاث العلمية عن المخاطر الصحية المشتركة، مؤكداً أن وزارة الصحة المصرية تعمل جاهدة على تقديم خبراتها المكتسبة للدول الإفريقية، لتقوية النظام الصحي بها، وزيادة حجم التعاون الاقتصادي والاستثماري مع مختلف دول القارة، خاصة وأن اهتمام مصر الآن يصب ناحية أفريقيا كعمق استراتيجي على كافة المحاور، وأن الاستثمار في أفريقيا أصبح ضرورةً لكافة الأطراف وخاصة في المجال الصحي. وأكد في كلمته أن وزارة الصحة المصرية كانت ولازالت تهتم بأداء دورها في العمق الأفريقي لأن الدعم المصري للخدمات الصحية في إفريقيا من أهم ركائز القوة الناعمة في القارة السمراء ، موضحا أنه برغم كل الصعاب والتحديات فقد قامت الوزارة في عام 2008 بإرسال قافلة طبية إلى السودان و4 قوافل للسودان وإثيوبيا في عام 2009 ، وفي عام 2010 تم إرسال قافلتين طبيتين للسودان وخمس قوافل لأثيوبيا. كذلك إرسال قوافل لأثيوبيا والسودان وبروندي والصومال والكونغو عام 2011 ، مؤكدا أن هذا التعاون لم يكن كافيا، وقد توقف في الأعوام اللاحقة، حتى تم إعادة الحركة الداعمة للخدمة الطبية بأثيوبيا في أوخر عام 2014 بافتتاح المركز المصري الأثيوبي لأمراض الكلى والغسيل الكلوي ، بالإضافة إلى إرسل قافلة طبية لدعم أعمال الحجر الصحي في غينيا الإستوائية أثناء استقبالها لكأس الأمم الأفريقية . وأضاف وزير الصحة أنه أعقب ذلك إرسال قافلة طبية علاجية وتدريبية لأثيوبيا في العام الحالي، كما خلال الأسبوع الماضي تشغيل مستشفى حوادث في كاتشينا بنيجيريا بأيدي مصرية. وأعرب عن سعادته بما تم إنجازه خلال الأشهر الوجيزة الماضية والذي تمثل في المساهمة في أعمال الكشف الوقائي على 15000 زائر لغينيا الإستوائية وفحص 4000 مريض أفريقي ، إجراء 495 عملية جراحية دقيقة ، علاوة على تدريب 250 طبيب وممرض ، ذلك بالتعاون مع الرفيق والشريك المخلص شركة المقاولون العرب. كشف وزير الصحة أن هناك العديد من المشروعات المصرية الداعمة للقارة الإفريقية في مجال الصحة ومنها قوافل طبية عامة وتخصصية وإنشاء مراكز طبية عالية المستوى ، والمساعدة على توفير الدواء المصري ، واستقبال الأخوة الأفارقة للسياحة العلاجية، علاوة على تدريب الكوادر البشرية العاملة في المجال الصحي.