أكد سفير مصر لدى روسيا د. محمد البدري، أهمية زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى موسكو للمشاركة في احتفالات عيد النصر، مشيرا إلى التقدير الكبير من قبل الجانب الروسي لدور مصر ومكانتها في المنطقة. وأوضح السفير محمد البدري أن الرئيس السيسي سيكون أول رئيس دولة ممن وجهت لهم الدعوة لحضور الاحتفال، يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ظهر غد السبت 9 مايو، ضمن 17 رئيس دولة أجنبية أخرى، وذلك تقديرا لدور مصر الكبير وقيادتها السياسية على الساحتين الدولية والإقليمية، كما أن الجانب الروسى وافق على أن يمتد اللقاء لمدة إضافية كما يرى الرئيس السيسى. ونوه السفير المصري بتقارب العلاقات المصرية – الروسية بشكل عام، وبتقدير الرئيس بوتين تجاه الرئيس السيسى بوجه خاص، مشيرا إلى أن السيسي أول شخصية يلتقي بها بوتين أربع مرات خلال خمسة عشر شهرا، بداية من زيارة الرئيس السيسى لروسيا حينما كان وزيرا للدفاع، ثم زيارته لمنتجع سوتشى في أغسطس ٢٠١٤، وزيارة الرئيس الروسي للقاهرة في ٩ فبراير الماضي، وأخيرا زيارة الرئيس السيسي الحالية لموسكو. وقال البدري إن روسيا لم توجه الدعوة لحضور الاحتفالات سوى للرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس من المنطقة العربية، مشيرا إلى إن روسيا تعد أول دولة تعترف بثورة يونيو، كما أيدت كل الإجراءات التي اتخذها الرئيس السيسى عقب الثورة، منوهًا إلى أن بوتين أكدد مراراً أن مساندة الجيش المصري لإرادة شعبه غيرت من مصير المنطقة بأسرها. ونفى البدري وجود أي فتور في العلاقات المصرية – الروسية بسبب مشاركة مصر في عاصفة الحزم باليمن، موضحًا أن هناك حوارا ممتدا مع الجانب الروسي حول هذه القضية يتم من خلاله تبادل وجهات النظر، مشيرًا إلى أن روسيا تتفهم وتقيم تماما وجهة النظر المصرية في هذا الشأن، كما أنها قد ساهمت في إجلاء بعض الرعايا المصريين ونقلهم خارج اليمن. وحول العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، أوضح السفير المصري أن حجم الميزان التجاري العام الماضي قد بلغ نحو 5.5 مليار دولار، منها 580 مليون دولار صادرات مصرية، معظمها من المحاصيل الزراعية بنحو 4 مليارات جنيه، مشيرا إلى أن روسيا تعد أكبر مصدر للقمح والسياحة إلى السوق المصرية. وأشار السفير إلى أن هناك مبالغة وعدم دقة في قضية العفن البني بالبطاطس المصرية المصدرة إلى روسيا، مشيرا إلى أنه تم رفع الحظر الذي فرض العام الماضي على 70% من البطاطس، كاستجابة فورية من الجانب الروسي بعد الإيضاحات التي قدمتها مصر، كما أنه يتم حاليا التفاوض على رفع الحظر على بعض الأكواد البسيطة التي تمثل أقل من 2% من الرقعة المصرية من صادرات البطاطس. واعترف البدري بأن الاستثمارات الروسية في مصر تمثل الجانب الأضعف في أضلع العلاقات المصرية الروسية، مضيفًا أنها تحتاج لمزيد من الجهد من أجل الارتقاء بها ليصبح على مستوي العلاقات القوية بين البلدين. وقال البدرى إن الزيارة لن تشهد توقيع أي اتفاقيات مع روسيا كما تردد، مضيفًا أن الحكومة المصرية تقوم بالسير في إجراءات إتمام الاتفاقيات التي وقعت بين الجانبين بالقاهرة خلال شهر فبراير الماضي، مشيرًا إلى أن مصر تحتاج إلى بذل جهد إضافي من أجل جذب الاستثمارات الروسية إلى مصر. وبالنسبة لمدي تأثر السياحة المصرية بتراجع أعداد السائحين الروس بعد أزمة تراجع الروبل الروسى، أشار السفير إلى أن أعداد السائحين الروس كان العام الماضي قد بلغ ثلاثة ملايين ومائة وسبعة وستين ألف سائحا زاروا مصر، مشيرا إلى تراجع السياحة المصدرة من روسيا بشكل عام على مستوى العالم بنسبة 33%، حيث انخفضت من 22 مليون سائح روسي العام الماضي إلى 15 مليونا فقط. وأعلن أنه سيتم إطلاق حملة تسويقية كبرى بالتعاون مع وزارة السياحة من أجل تنشيط السياحة الروسية مرة أخرى، منوها بأنه تم وضع خطة لزيادة الأعداد، والتحرك نحو المدن الروسية الكبرى المصدرة للسياحة بالاتفاق مع وزير السياحة خالد رامي. ورفض السفير تخفيض أسعار البرامج السياحية في مصر، لأنها تعد متدنية للغاية، مشيرا إلى أن أزمة الروبل أثرت على السائح الروسي العادي أكثر من السائح الأكثر إنفاقًا.