خيم الظلام على الأرض الزراعية ووسط نسمات الهواء العليل وتمايل الزراعات وانطلاق أصوات ميكروفونات المساجد معلنة عن صلاة العشاء جلس العشيق داخل الغرفة بأحد الأراضي الزراعية في انتظار عشيقته. راودته الأحلام بلقائها وإقامة علاقة محرمة كما تعودا ولم يكن يعلم أن نهايته اقتربت وستكون على يديها هي وزوجها. انتفض العشيق من مكانه عندما شاهدها تقترب من الغرفة تمشي على استحياء بينما أخفت ملامح وجهها بالإيشارب الأسود ليخترق بريق عينيها الظلام، استقبلها بترحاب غير مسبوق وبلهفة العاشق وما أن حاول الاقتراب منها فوجىء بها تدفعه على الأرض ليرقد مستسلماً بابتسامة علت وجهه معتقداً بأنها شراسة الشوق والحب المحرم.  توقفت أنفاسه وازدادت دقات قلبه، اختفت كل المعاني والمشاعر من على وجهه، عندما انهالت على رأسه بعصا غليظة، لتنفجر الدماء وتغطي وجهه، وقبل أن يحكم قبضته عليها بادره الزوج والذي كان مختبئاً خلف الغرفة بعدة طعنات في أماكن متفرقة من الجسد والرقبة بسكين كان بحوزته بينما يسقط على الأرض غارقاً في بركة من الدماء.   وبنظرات يشوبها الدهشة واللوم لعشيقته التي تحجر قلبها، تشابكت أيدى الزوجان وسابقا الرياح خشية أن يراهما أحد وتوجها إلى المنزل، معتقدين عدم كشف أمرهما، وأثناء مرور أحد أهالي القرية اكتشف جثة المجني عليه.  على الفور تم تشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواء محمود يسري مدير أمن القليوبية، وقاده العقيد حسام الحسيني، مفتش المباحث، والمقدم صلاح عبد الفتاح، رئيس المباحث، وبإشراف اللواء عرفة حمزة مدير إدارة البحث الجنائي، تمكن النقيبان محمود عقل وحازم الخيال من ضبط المتهمين بعد أن أكدت التحريات أن الزوجة كانت على علاقة غير شرعية بالمجني عليه، وأن الزوج خشي من الفضيحة واتفقا معها على استدراجه والتخلص منه.  اعترف المتهمان، أمام العقيد لطفي فتحي مأمور المركز بالجريمة وأرشدا عن مكان الدراجة البخارية والهاتف المحمول الخاصة بالمجني عليه بعد أن ألقيا بهما في إحدى الترع. تم تحرير محضر بالواقعة وأحيل إلى النيابة التي تولت التحقيق.