العصا السحرية 2012- ص 11:22:29 الخميس 03 - مايو وائل البحيري لا أدري أيجب أن أقف دقيقة حداد على كل من سالت دماءه على هذه الأرض والتي لم تعد تحتمل مزيدا من الدماء تراق علي أرضها بيد أبنائها بعد أن سفك بمحض إرادته وإرادة المال والشيطان الذي دفع له المال  ليقتل أخيه. أم يجب أن أقف عاما كاملا حدادا مواسيا من مات ابنه في أحداث لم نتخيل يوما أن تحدث على أرضنا هذه والتي عشنا عليها سنينا طويلة لم نر فيها كل هذا القدر من الكره والبغض والمقت الذي تحمله القلوب ولم نعهده فينا يوما. قاتل الله هؤلاء الذين دفعوا شبابنا إلى هذه الهاوية بعد أن زرعوا فيهم أفكار لا تمت للثورة الطاهرة البريئة بصلة. الثورة المصرية قامت ولم يستخدم أحد من أبنائها رصاصة واحدة ولم يستخدم شبابها سلاح واحد صغير أم كبير. أما الآن وبعد أن قامت الثورة وظهر وخرج كل من كان يوما مختبئا أو تائها أو نائما وأصبح ثوريا مدافعا عن الثورة. ولكن أية ثورة التي نتحدث عنها ؟ هل هي ثورة الجياع التي من خلالها قامت لكي تشبع رمق من قتلهم أباطرة الحكم سنينا طويلا جوعا وفقرا؟؟؟ أم هي ثورة المثقفين الذين حجر الحكام البائدين على فكرهم وحريتهم بقولهم لا تعمل لا تقول لا ترفض ؟ أم أنها للمنتفعين الذين استفادوا دوما من النظام البائد وعندما تزحزحت الأرض تحت أقدامهم تحولوا بقدر قادر إلى ثوريين يمتطون صحوة الثورة ويحضروا مع الجميع؟ أم هي ثورة ساكني القبور الذين أودعهم النظام السابق الجحور والقبور وطمس فكرهم وأسكنهم السجون سنينا طويلا .. أصحاب اللحى والذين يقال عنهم السلفيين والمتدينين؟ تمعنت في هذه الأنواع من الثوار، فوجدت أنه لم يستفد من الثورة حتى الآن إلا المنتفعين وأيضا الذين يتشدقون بأنهم أصحاب دين والذين لم يلتفتوا حتى الآن لقول الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم : عن أبي أمامة قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ..وحسنه الألباني ) . مجرد المراء وليس القتل وزعزعة الاستقرار والتسبب في قتل الأبرياء من أجل سلطة أو حكم . عن المنتفعين حدث ولا حرج ففي كل زمان ومكان ستجدهم، أما من يقال عنهم أصحاب الدين فسامحهم الله قتلوا أبنائنا مع سبق الإصرار والترصد( من وجهة نظري ) ومن وجهة نظرهم أن الهجوم على أصحاب السلطة الحاليين لأنهم فاسدين واجب مقدس ويجب الوقوف في وجههم والذهاب إلى مقارهم و الاعتصام وغير ذلك من الأفعال. لكن ألا توجد وسيلة أخف من ذلك، يمنع بها وقوع أبنائنا فريسة للبلطجية والقتل وسفك الدماء الطاهرة ؟ .. ألا توجد طريقة تدعو بها إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة؟؟ .. لماذا تعطوا من قامت الثورة ضده الفرصة في إثارة الرعب والفزع بين أبناء الشعب بإطلاق زبانيته ضد شعب برئ ليقتل ويسفك فيهم ولا تجد لهم رادع؟. الكل الآن يسعى للسلطة وكأن بيده عصا سحرية سيقلب بها الحال في لمح البصر. الفلول لأنهم فلول يحبون السلطة..  يحبون الجاه ..يحبون البروباجاندا وتسليط الأضواء .. هذه حياتهم لا يستطيعون العيش بدونها ولا أجد منهم أحد أثق فيه لأن الثقة انعدمت في هذا الزمن. أصحاب الوجوه الجديدة يريدون أن تكتب أسماؤهم في التاريخ المصري مع توت عنخ آمون و رع وحسني مبارك عبر بوابة حكم الدولة المصرية ذات السبعة آلاف سنة، أو أنهم يريدون أن يكتبوا في سيرتهم الذاتية أنهم استطاعوا عبور الشروط الخاصة للترشح لرئاسة دول مصر العظمى في يوم من الأيام. أصحاب اللحى أو أمراء المؤمنين الجدد لا أدري لما يتشبثوا بهذا القدر من القوة بالسلطة، أعتقد أنهم سيطلقون على رئيس مصر القادم "أمير المؤمنين" جشع غريب وغير مبرر للسعي وراء سلطة الكل يعرف أنها ستصيب من يتولاها اللعنة، إن لم يمت يوما مقتولا بعد أن يحدث ضده انقلاب عسكريا. وسألت نفسي سؤال بعد أن رأيت من يريد أن يقيل الحكومة وتتعالى الأصوات ويكتب الإعلام أن من يمتلكون مجلس الشعب بجدرانه يمتلكون الشعب ويريدون أن يقيلوا الحكومة ولا أدري لماذا كل هذا، مع العلم أن الحكومة في خلال أيام قليلة ستحل تلقائيا مع الرئيس الجديد . هل من يسببون لنا كل هذا الاستقرار بيدهم عصا سحرية سيستطيعون حل كل المشاكل الذين سببوبها واطلقوا علينا كلاب جهنم من بلطجية وأفاقين ؟؟؟ .. إذا كان معهم العصا وجعلوني أراها بعيني فيا أهلا بهم ولنوليهم أمراء للمؤمنين كما يريدون.