صديقتي.. ولگن! 10/12/2011 09:50:51 ص نــــــوال مصطفي إذا أحسست برغبة في الكلام والبوح.. أو شعرت بحاجة إلي صديق مخلص تودعه أدق أسرارك. إذا كنت تبحث عن حل لمشكلة تؤرقك..فاكتب إلينا.. وستجدنا دائما في انتظار رسائلك الخاصة جدًا   سيدتي.. أنا في مشكلة كبيرة رغم أنني لست طرفاً بها، ولا أعرف ماذا أفعل ولا كيف اتصرف حيال المهزلة التي رأيتها بعيني.. وإليك قصتي أنا شابة في عمر الثامنة عشرة، لي صديقة حميمة تعرفت عليها في أول يوم لي بالجامعة، جذبتني إليها أخلاقها الطيبة وروحها المرحة وحبها الشديد لي، كنا »شلة« تتكون من حوالي سبع فتيات، ومرت السنة الأولي لنا في الجامعة وقد توطدت علاقتنا بشكل قوي. في السنة الثانية تعرفت صديقتي علي شاب، بدا لي من الوهلة الاولي انه مستهتر، وبدأت تنسلخ عن أقرب صديقاتها وأولهم أنا. حاولت كثيرا أن اتحدث إليها، وأن اقنعها بأنه من حقها أن تفعل ما تشاء، لكننا أيضا ـ صديقاتها ـ لنا حق عليها، كانت دائما تنهرني وتقول لي إنني لايجب أن اتدخل في حياتها الخاصة. تركتها، كنت أراها بالصدفة، وكانت كلمات النصح تقف في حلقي، أريد أن انطق بها في وجهها لكن يمنعني حيائي، فهي بالفعل تغيرت منذ تعرفت علي هذا الشاب، لم تعد صديقتي الوديعة التي رأيتها في أول يوم لي في الجامعة، ومن الوارد أن تحرجني بكلمة لا اتحملها. كل هذا لا يعنيني طالما هي طلبت مني ذلك، فأنا علي يقين انها تعيش نزوة وستذهب لحالها، لكني رأيت العلاقة تتطور، فهي أصبحت ملازمة له في أي وقت وأي مكان، تأتي إلي الجامعة وترحل معه في سيارته الخاصة. لم أعد احتمل ان أري هذا الشاب المستهتر يلعب بها، وأنا أعرف ان نهاية مأساوية بانتظارها لذلك قررت ان أفاتحها، وقد كان. هنا كانت الصدمة الكبري، عندما بدأت في الدفاع عنه باستماتة، وعندما شعرت أنني أحاصرها من كل اتجاه اعترفت لي بأنها تزوجته عرفيا! لم أعرف ماذا أفعل؟ في البداية لم أصدق، لكنني استعدت كلامها إلي أذني وتساءلت: كيف يمكنها ان تقول شيئا كهذا إلا إذا كان حقيقة؟ كيف ارتضت لنفسها ارتكاب هذه الجريمة التي يرفضها العقل والمنطق و الدين؟ اما سؤال لك سيدتي فهو: ما التصرف المثالي لحالتي؟ هل أحاول أن اقنعها بأن ما حدث شئ بشع؟ لكن ما النفع إذا كانت الفأس وقعت في الرأس وانتهي الأمر، هل أخبر أهلها بما حدث؟ ربما يقتلونها فعلا، أو قد تصاب أمها المريضة بأزمة تفقد علي أثرها حياتها. بالله عليك سيدتي.. دليني ماذا أفعل؟ الحائرة »ك.م« الكاتبة: صدمة ـ فعلاً ـ ومصيبة أيضاً تلك التي أوقعت صديقتك نفسها فيها! زواج عرفي من زميلها في الجامعة؟! بعد كل ما كتبته علي هذه الصفحة من مصائب الزواج العرفي، ومخاطره؟! وبعد عشرات المسلسلات والأفلام التي أضاءت الضوء الأحمر، وحذرت الشباب من الوقوع في هذا الشر المبين. إنها في غفلة، ونزوة، وقلة عقل، وسوف تفيق من كل هذا علي كابوس هائل يدمر حياتها، فهذا الشاب سوف يتسلي بها طوال سنوات الجامعة، و عندما يتخرج، ويبدأ في رسم طريقه للمستقبل سوف يتخلي عنها ويتركها تجتر آلامها، ودموع ندمها علي ما فعلته بنفسها، وما أهدرته من كرامتها وكبريائها. أما أنت، فقد فعلت ما عليك فعله. نصحتها، ووجهت نظرها إلي أن ما تفعله بنفسها خطأ جسيم، وحاولت أثناءها عن الاستغراق في هذا الطريق المخيف والمستقبل الأسود، لكنها لم تستمع إليك، واستمعت إلي صوت الهوي والنفس الامارة بالسوء، وتمادت في انفلاتها حتي تزوجت من زميلها في الكلية عرفياً من وراء أهلها، وهي خطوة رهيبة تخطوها وهي مغيبة، فاقدة التقدير، والوعي. أنت فعلت الصواب، وليس عليك أن تحملي نفسك ما لا طاقة لك به. أنت نصحت، وحذرت، وحاولت منعها من ايذاء نفسها، لكنها لم تستجب، فماذا عليك ان تفعلي اكثر من ذلك؟! أما نصيحتي لك. فهي أن تدعي لها أن يهديها الله، وتعود لعقلها ورشدها وتحاول إصلاح هذا الخطأ الرهيب الذي ارتكبته في حق نفسها وأهلها واحبائها. فالزواج العرفي في هذه الحالة حرام دينيا، وغير مقبول اجتماعياً.. لأنه نوع من العلاقة السرية غير الشرعية، تختبئ وراء ورقة وهمية مكتوب عليها زواج عرفي.. لا تتضمن اي نوع من الالتزام بين الزوجين ، ولا تنص علي أي حقوق للزوجة، وتفتقر إلي أهم ركن من أركان الزواج الشرعي وهو الإعلان. صديقتي.. لا تجلدي نفسك، ويكفي ما فعلته لإنقاذها حتي الآن. ولا أنصحك بابلاغ أهلها لأن رد فعلهم غير محسوب كما ذكرت أنت. فقط ادعي لها أن يوقظها الله من هذه الغيبوبة قبل أن تخسر كل شئ..!