حب مستحيل 01/12/2011 10:56:52 ص فريدة عبد الستار كان لقاؤنا الأول في غاية الغرابة، فقد كان المطر يهطل بغزارة وأنا أمشي في منطقة محطة الرمل بالإسكندرية, وفجأة إصطدم بي شخص يركض وهو يحمل أشياء كثيرة، إختل توازني وكدت أسقط علي  الأرض، وهمهمت غاضبة لأخذ حقي منه حينما تعثرت قدماه, وسقطت كل أشياؤه علي الأرض، وتبدل موقفي وحاولت جاهده أن أساعده وأوقف السيارات وأمنع المارة من سرقة أشيائه فجأة ترك كل شيء وأخذ يمشي ناحية البحر،كنت في قمة الغضب وركضت وراءه وهو يمشي بسرعة كما لو كان جن يطارده وفهمت أنه ينوي الإنتحار، وتشبثت به, هذا الشاب الذي لا أعرفه وإحتضنت بيدي هذا الشاب الذي ضاق به العالم  ووقعت في حبه دار بيننا حديث طويل شهدت عليه أمواج البحر، عرفت وقتها أنني أحببته شاب مكافح يدرس في الجامعة المفتوحة, مسؤول عن أمه المريضة, وعن إخوته الصغار ويعمل  طوال اليوم في وظائف مختلفة إنه رجل بحق.. والآن بكل مقاييس العقل نحن لسنا لبعضنا البعض, فأنا ابنة أسرة متوسطة الحال, ولكن بالنسبة لظروفه نحن في منتهي الثراء، وأنا أتفوق عليه من ناحية التعليم والمظهر ولكني أحبه ..وأخاف من هذا الحب الذي ولد في لحظة واحدة وبات خارج السيطرة, وكل يوم أنجذب إليه أكثر وأكثر..أراه كل يوم ولا أري في الدنيا غيره..إنه يفهمني ويسمعني ويحتويني ويعجبني في كل شيء..من المستحيل أن ابعد عنه ومن المستحيل أن أتزوجه!.ماذا أفعل؟ سيدتي أقدر مشاعرك النبيلة جدا علي الرغم من أنني أشك في حقيقة كونها حبا حقيقيا، فأحيانا تختلط علينا العواطف فلا نميز بين الشفقة والعطف والحنان والحب، هناك خيوط واهنة تفصل بين هذا وذاك، أتمني أن تنتظري قليلا حتي تهدأ فورة مشاعرك وحتي يجتاز هذا الشاب ظروفه العصيبة، أتمني أن لاتضعي نفسك في أزمة وهمية لن أتركه ولن أتزوجه لا تفكري بهذه الطريقة، أنت لست أمام إختيار حاسم الآن، إهدئي قليلا والزمن وحده كفيل بأن يثبت لك ماإذا كانت مشاعرك هذه هي الحب الحقيقي الذي نقابله مرة واحدة في العمر، أم أنه مشاعر إنسانية عارضة ، أرجوك أن تتركي  الإجابة عن هذا التساؤل للأيام فمن يدري ربما كان هناك قلبا آخر ينتظر منك أن تمنحيه الحياة