"ويليام شكسبير" الشاعر والروائي الإنجليزي أعظم كاتب مسرحي على مستوى العالم حيث عبر في مسرحياته عن النفس البشرية وقام بتحليلها حيث جعلها أشبة بالسيمفونيات الشعرية.

انقسمت حياته الأدبية الى أربع مراحل ،ففي بدايته لم يتسم بالنضج الأدبي والفني ، وكتب في هذه المرحلة مسرحيات عدة تصور الحقبة ما بين 1200 و1550من تاريخ إنجلترا، وتحديداً الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عائلتي لانكستر ويورك، مثل ثلاثيته «الملك هنري السادس»(1590ـ1592)، و«الملك ريتشارد الثالث (1593) .


كما كتب في هذه المرحلة أيضاَ عدداً من النصوص مثل «كوميديا الأخطاء»(1592)، وهي مسرحية هزلية تتبع أسلوب الملهاة الرومانية التقليدية من حيث الالتباس في هوية الشخصيات والتشابه بينها، والهرج والمرج الذي ينتج عن ذلك، و«ترويض الشرسة» (1593) التي ركز فيها على الشخصيات وتصرفاتها وانفعالاتها وسلوكها كخط أساسي للمواقف المضحكة والمحملة بالمعاني في الوقت نفسه، ومسرحية «سيدان من فيرونا» (1594) التي تحكي عـن الحب الرومانسي، و«خـاب سـعي العشاق (1594)، التي قدم فيها صورة سلبية عن الحب وما يرافقه من تغيرات وتحولات في شخصيات وسلوك العشاق وما يصدر عنهم من تصرفات صبيانية.

وفي المرحلة الثانية كتب شكسبير أهم مسرحياته التاريخية ، مثل «الملك ريتشارد الثاني (1595)، و«الملك جون (1596)، و«الملك هنري الرابع (1597) في جزأين، و«الملك هنري الخامس (1598)، كما كتب نصوصه الكوميدية الأكثر مرحاً وتميزاً، مثل ملهاة «حلم ليلة منتصف الصيف (1595) و«الليلة الثانية عشرة (1595) و«جعجعة بلا طحن (1598) و«على هواك (1599)، إضافة إلى «روميو وجولييت» (1595)، و«يوليوس قيصر (1599)، و«تاجر البندقية ت(1596). ويظهر في هذه المرحلة تطور ملحوظ في أسلوبه الذي صار يميل إلى الخصوصية والتميز.

والمرحلة الثالثة أسماها النقاد " مرحلة النضج الأدبي" إذ كتب أعظم نصوصه التراجيدية وتلك التي تقترب من الكوميديا السوداء كما كتب مأساة «هاملت (1601) التي تعد أشهر مسرحياته عالمياً و مأساة «عطيل (1604) وبعض النقاد اعتبر«الملك لير (1605) مسرحية شكسبير الأهم .

والرومانسية تعد المرحلة الاخيرة حيث كتب شكسبير في هذه المرحلة أهم نصوصه الرومانسية، وبدأ آواخر حياته وكأنه يقدم رؤى جديدة متفائلة باستخدامه أدواتٍ ومفاهيم عدة، من الفن والعاطفة وعالم الجن والسحر والخيال،إضافة إلى استخدامه الشعر الغنائي أكثر من أي وقت مضى، مما جعل مسرحياته الأخيرة تختلف كثيراً عن سابقاتها. لذا اتجه بعض النقاد إلى القول بأن المسرحيات الأخيرة تلخص رؤية شكسبير الناضجة للحياة، بينما رأى آخرون أن هذا الاختلاف في أسلوبه وفكره ما هو إلا تغير في الأذواق والتوجهات شهدها المسرح بعد عام 1608. تتحدث معظم مسرحياته في هذه المرحلة عن ألم الفراق بين المحبين ثم اللقاء ولمّ الشمل في رحلة من المعاناة تتعلم الشخصيات فيها من أخطائها وتغير من مواقفها إلى الأفضل من دون صراع.