شهدت وزارة القوي العاملة والهجرة خلال فترة تولي الدكتورة ناهد عشري العديد من الأزمات والكثير من الملفات المفتوحة والتي لم تغلق بعد.

وبالرغم من مرور نحو عام علي تولي الوزارة إلا أن هناك ثلاث ملفات لا تزال عالقة ولم تحسمها الوزارة بشكل نهائي وهي المعاشات التقاعدية للمصريين العاملين بالعراق إبان حرب الخليج، كذلك قانون العمل الحالي كذلك أزمة العائدون من ليبيا وأخيراً دخول الوزيرة في أزمة مع اتحاد عمال مصر بسبب المؤسسة الثقافية العمالية.

علي الرغم من قدوم وزير العمل العراقي د. نصار الربيعي إلي القاهرة وإعلانه انتهاء أزمة المعاشات التقاعدية نهائياً وأن الحكومة العراقية وافقت علي إرسال مستحقات المصريين البالغ بـ 60 مليون دولار لنحو 1500 مستفيد بالقطاعين الخاص والحكومي وفقا لما ورد من خطابي البنك المركزي المصري ومصرف الرافدين بالقاهرة إلا أن الملف علي أرض الواقع لازال معلقاً ولم يغلق بعد.

حيث لم ترسل العراق سوي ثلاث حوالات بقيمة 2 مليون دولار ويؤخذ علي الوزارة وجود مبالغ لبعض المستحقين أرسلتها العراق، ولم تستعلم الوزارة عن مستحقيها وينتظر أصحاب هذه الحقوق من الحكومة ممثلة في وزارة القوي العاملة الدخول في مفاوضات جادة وحقيقة مع وزارة العمل العراقية من أجل إرسال باقي مستحقاتهم.

أما ملف قانون العمل فبالرغم من إعلان الوزيرة انتهائها من إعداد القانون بمشاركة كافة أطراف العمل في مصر وإرساله للجنة التشريعية بمجلس الوزراء وأنها تنتظر مجلس النواب القادم لإقراره، إلا أن طرفي الإنتاج الرئيسيين وهما اتحاد عمال مصر وجمعيات رجال الأعمال أعلنا مراراً وتكراراً عدم موافقتهما علي القانون بشكله النهائي وأنهما قدما الكثير من الملاحظات والتعديلات علي مواد القانون ولم يؤخذ بها خاصة فيما يخص التظاهر والإضراب عن العمل وربط الأجر بالإنتاج.

أما الملف الثالث والخاص بالعائدين من ليبيا فبالرغم من إعداد الوزارة لاستمارات حصر لهم ولأموالهم إلا أنها لم تتحرك فعلياً في هذا الملف وتنتظر الوزارة حتى تشكيل حكومة ليبيا للمطالبة بحقوق المصريين ويخشي العائدون من ليبيا مرور 20 عاماً حتى يحصلوا علي حقوقهم مثلما حدث مع أصحاب الحوالات الصفراء للعاملين بالعراق إبان حرب الخليج.

أزمات أخري
كما دخلت الوزيرة في أزمة مع الاتحاد العام لنقابات عمال مصر بسبب المؤسسة الثقافية العمالية بعد أن أوصت لجنة شكلت بمعرفة الوزيرة في إصدار قرار من المجلس الأعلى للجامعات بعدم قبول طلاب جدد في الجامعة العمالية هذا العام بما يمثل ورقة ضغط هائلة علي الاتحاد للموافقة علي انفصال مجلس إدارة المؤسسة الثقافية عن الاتحاد العام وقد وافق مؤخراً علي تعيين رئيس للمؤسسة الثقافية وعميد للجامعة بعيداً مجلس إدارة الاتحاد.

نجاحات
ويحسب للوزيرة المجتهدة ناهد عشري نجاحها في ملف إضرابات العمال وهو الملف الذي أطاح بحكومة الدكتور حازم البيبلاوي رئيس مجلس الوزراء السابق بسبب فشل القيادي العمالي السابق كمال أبو عيطه وزير القوي العاملة السابق في السيطرة علي هذه الإضرابات وزيادة معدلاتها في عهده.

كما نجحت "عشري" في عهدها عدم وضع اسم مصر علي قائمة الملاحظات بمنظمة العمل الدولية المعروفة باسم "القائمة السوداء " بعد تعهداتها للمنظمة بتطبيق معايير الحريات النقابية من خلال قانوني العمل والمنظمات النقابية وإعطاء مصر مهلة حتى انتخاب مجلس للنواب ليقر القانونين.