"بنت الشاطئ" كاتبة ومفكرة ، أستاذة جامعية وباحثة، أولى الرائدات في الحركة النسائية بمصر و العالم العربي ، وأول امرأة تحاضر بالأزهر الشريف ، ومن النساء اللاتي اشتغلن في الصحافة ،وأول سيدة تنال جائزة الملك فيصل في الآداب الإسلامية ، واستطاعت أن تجتاز الطريق الوعر إلى العلم.

ولدت عائشة عبد الرحمن في مدينة دمياط في 6 نوفمبر 1913، في بيت جدها لأمها الشيخ إبراهيم الدمهوجي، وكان أبوها مدرسا بالمعهد الدينى بدمياط ، فوهب ابنته فى مهدها للعلم ، وبدأت الدروس في صيف سنة 1918م، وهي في سن الخامسة ، ولم يقف العلم حائلاً بينها وبين الحب والحياة، بل عاشت أعظم قصة حب مع زوجها والذي كان أستاذها ذات يوم الدكتور"أمين الخولي" صاحب الصالون الأدبي والفكري الشهير بمدرسة الأمناء ، وأنجبت منه ثلاثة أبناء وأصبحت أماً ،كافحت من أجل التعليم ، ولم تحد عن طريقها فحققت النجاح. حصلت بنت الشاطئ على شهادة الكفاءة للمعلمات عام 1929 وقد كان ترتيبها الأولى، ثم حصلت على الشهادة الثانوية بعدها التحقت بجامعة القاهرة لتتخرج من كلية الآداب قسم اللغة العربية 1939 م وكان ذلك بمساعدة أمها فأبوها كان يأبى ذهابها للجامعة، وقد ألفت كتابا بعنوان الريف المصري في عامها الثاني بالجامعة، ثم نالت الماجستير بمرتبة الشرف الأولى عام 1941 ، واصلت مسيرتها العلمية حتى نالت رسالة الدكتوراه عام 1950 وناقشها عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين .
بعد أن أنهت تعليمها قررت أن تعمل، و بالطبع كاد الأب أن يرفض، ولكن أقنعه البعض بترك عائشة تعمل في التدريس، وعملت مدرسة بمدرسة البنات في طنطا .
وكانت علاقة عائشة بالصحافة قد توطدت منذ أن نشرت "الأهرام" مقالاتها عن الريف المصري وقضية الفلاح سنة 1935 ،فضمها "جبرائيل تكلا" صاحب الجريدة بتوصية من "أنطوان الجميل"، إلى أسرة تحرير الجريدة ، و كانت تكتب باسم مستعار وهو "بنت الشاطئ" حتى لا يتعرف والدها عليها.
تركت بنت الشاطئ تراثًا علميًّا كبيرًا زاد على الأربعين كتابًا في الدراسات الفقهية والقرآنية واللغوية والأدبية والتاريخية ومن مؤلفاتها "التفسير البياني للقرآن الكريم"، والقرآن وقضايا الإنسان، وتراجم سيدات بيت النبوة ، الحياة الإنسانية عند أبي العلاء المعري، ورسالة الغفران ، الخنساء الشاعرة العربية الأولي ، و الإسرائيليات في الغزو الفكري .. حصلت بنت الشاطئ على جائزتان من مَجْمَع اللغة العربية؛ الأولى في تحقيق النصوص عام 1950، والثانية في القصة القصيرة عام 1953، وحصلت على الجائزة الأولى في الدراسات الاجتماعية والريف المصري عام 1956، وعلى وسام الكفاءة الفكرية من ملك المغرب عام 1967، ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1973، وجائزة الدولة التقديرية 1978، وجائزة الآداب من الكويت عام 1988، وجائزة الملك فيصل عام 1994.
توفيت عائشة عبد الرحمن " بنت الشاطئ" في أول ديسمبر 1998، وأعلنت وزارة الأوقاف المغربية إقامة سرادق عزاء لها .