تصدت لمخططات خفافيش الظلام وشاركت فى طفرة تنموية غير مسبوقة

«القوات المسلحة».. يد تحمي وأخرى تبني

صورة موضوعية
صورة موضوعية

شكلت ثورة 30 يونيو لحظة فارقة في تاريخ مصر الحديث، وأثبتت أن القوات المسلحة ستظل درع الوطن وسيفه، والحصن الأمين للشعب المصري، والمساند لتطلعاته وطموحاته..

فخلال السنوات الأولى التي أعقبت ثورة 30 يونيو، وقفت بالمرصاد لمخططات خفافيش الظلام، وأجهضت المساعى الخبيثة لجماعة الإخوان الإرهابية لنشر الفوضى وزعزعة استقرار الوطن، وحققت العمليات العسكرية للقوات المسلحة إنجازات عديدة في القضاء على البؤر الإرهابية، لا سيما في مناطق مختلفة من أرض سيناء.

وبالتوازى مع الحرب على الإرهاب، شاركت على مدى السنوات العشر الماضية في تنفيذ العديد من المشروعات التنموية التى أحدثت طفرة تنموية وحضارية غير مسبوقة.

ارتكزت القوات المسلحة على التلاحم الشعبي والاصطفاف الوطني لمجابهة التحديات، بداية من تثبيت دعائم الدولة ومن ثم الانطلاق فى البناء والإنجاز، وبذلك واصلت الدولة المصرية فى أعقاب ثورة 30 يونيو مسيرتها فى البناء والإنجاز من خلال العديد من المشروعات القومية العملاقة، مثل: قناة السويس الجديدة، وبناء ملايين الوحدات السكنية، وعشرات المستشفيات والمطارات، والأنفاق العملاقة تحت قناة السويس، والموانئ والمصانع الكبرى، مما حقق نهضة عمرانية غير مسبوقة من خلال تنفيذ أكبر شبكة طرق وكبارى فى كل أنحاء مصر، وتحديث شبكة السكك الحديدية.

كما شهد قطاع التعليم قفزة نوعية من خلال التوسع فى إقامة العديد من الجامعات الجديدة، والتوسع فى بناء المدارس، إضافة إلى التطور الذى شهده قطاع الإسكان من خلال بناء العديد من المدن الجديدة وعلى رأسها: العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين والمنصورة الجديدة، والعديد من المدن الأخرى وإقامة تجمعات سكنية حديثة بديلة للعشوائيات.

وتم إطلاق استراتيجية التنمية المستدامة مصر 2030 التى تضمنت 12 محورًا رئيسيًا، شملت: التعليم والابتكار والمعرفة والبحث العلمى والعدالة الاجتماعية والشفافية وكفاءة المؤسسات الحكومية والتنمية الاقتصادية، وكذلك التنمية العمرانية والطاقة والثقافة والبيئة والسياسة الداخلية والأمن القومى والسياسة الخارجية والصحة، وحسنت هذه المشروعات القومية حياة المواطنين فى كل القرى والمحافظات، بالاضافة الى اطلاق العديد من المبادرات الرئاسية مثل: إنهاء قوائم الانتظار ومبادرة 100 مليون صحة التى قضت على فيروس سى وغيرها من المبادرات الصحية الأخرى، إضافة الى مشروع تكافل وكرامة لرعاية الأسر الفقيرة، وإقامة مناطق جديدة بديلة للعشوائيات وغيرها من المشروعات الاجتماعية التى عملت على توفير فرص العمل ومواجهة البطالة.

 ريادة إقليمية ودولية 

جسدت ثورة 30 يونيو الريادة الإقليمية والدولية لمصر، فقد أصبحت تمارس دورًامؤثرًا فى استقرار الوطن العربى ومنطقة الشرق الأوسط، فهى الدولة العربية الأكثر كثافة سكانية، ولديها أقوى جيش عربي، وهو ما يكسبها ثقلًا ونفوذًا على المستوى الإقليمى والدولي.

كما أن استقرار نظام الحكم فى مصر يكتسى أهمية لدى الدوائر السياسية الغربية فى منطقة تموج بالفوضى والتوترات فيما بين دولها والصراعات الداخلية كنتيجة مباشرة لما أُطلق عليها «ثورات الربيع العربي» فى عام 2011، فضلًا عن الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى المزمن والذى بلغ أشده منذ أحداث 7 أكتوبر 2023.

وقد نجحت الدولة المصرية فى استعادة مكانتها العالمية باعتبارها إحدى الدول المحورية فى المنطقة، وشريكاً استراتيجياً لغالبية القوى العالمية الكبرى، وبالتالى لا يمكن تجاوز دور مصر المؤثر، وهو ما ظهر فى فعاليات إقليمية ودولية عديدة خلال السنوات الماضية.

 تطهير سيناء 

قدمت القوات المسلحة سجلًا حافلًا بالتضحية والفداء والشجاعة والإقدام سواء لحماية إرادة الشعب ومقدراته، أو لمواجهة الإرهاب، وقامت القوات المسلحة بتطهير البؤر الإجرامية فى سيناء من تلك العناصر، وقدم أبناء القوات المسلحة أرواحهم فداء لرفعة وحماية الوطن، واستطاعت القوات المسلحة القضاء على الإرهاب، حيث قامت بتنفيذ عمليات عسكرية ضخمة فى شمال سيناء للقضاء على العناصر الإرهابية التى تم زرعها هناك وتضييق الخناق عليها تمامًا، وتجفيف مصادر تهريب السلاح عبر الأنفاق بجانب تأمين الحدود تماماً والسيطرة الكاملة عليها.

كما أحبطت القوات المسلحة العديد من عمليات التهريب للأسلحة عبر الحدود الغربية بإحكام السيطرة عليها ومنع تسلل الجماعات الإرهابية، بالإضافة إلى عمليات السيطرة على كامل الحدود والسواحل المصرية الأمر الذى أربك حسابات الأعداء وأفشل جميع المخططات، واستطاعت القوات المسلحة من خلال جهود مكافحة الإرهاب القضاء على البؤر الإرهابية فى شمال سيناء، حتى عادت الحياة إلى طبيعتها.

وفى الوقت الذى كانت الدولة المصرية تعمل فيه على البناء، وتحقيق نهضة تنموية، كانت القوات المسلحة تحارب الإرهاب المتسلل إلى سيناء منذ سنة 2013 ليروع المواطنين ويقتل الأبرياء، وكانوا يخططون لبناء إمارة إرهابية فى سيناء، ولكن بعزيمة الأبطال تحطمت آمالهم وتمّ القضاء على الإرهاب بجميع صوره وأشكاله وعادت الحياة فى سيناء لطبيعتها آمنة ومستقرة بتضحيات رجال القوات المسلحة.

 رفع الكفاءة القتالية 

وشهدت القوات المسلحة فى جميع أفرعها ووحداتها تطورًا ملموسًا، مما رفع الكفاءة القتالية من خلال تزويدهما بالأسلحة والمعدات والمهمات،وتم عقد صفقات أسلحة ضرورية، وقد شهدت السنوات الماضية طفرة غير مسبوقة فى منظومات التسليح لمواكبة أحدث المستويات العالمية جعلت القوات المسلحة نموذجًا يحتذى حيث كانت التحديات الخارجية والداخلية كبيرة.

ومنذ أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئولية، أخذ على عاتقه تطوير قدرات القوات المسلحة وتحديث منظومتها العسكرية المختلفة فى جميع الأفرع الرئيسية لحماية الأمن القومى من أى تهديد، حيث قامت القيادة العامة للقوات المسلحة بدعم قدرات القوات المسلحة، بالاهتمام بالفرد المقاتل وبإدخال أحدث الأسلحة للقوات الجوية والبحرية والدفاع الجوى، حيث تم الأخذ بمبدأ التنوع فى مصادر التسليح فشهدت جميع الأفرع الرئيسية طفرة فى منظومات التسليح بانضمام العديد من الطائرات الحديثة لتواكب أحدث ما فى الترسانة العالمية.

وقامت القوات المسلحة بإنشاء العديد من القواعد العسكرية ومن أبرز القواعد التى تم إنشاؤها فى هذا الإطار: قاعدة محمد نجيب العسكرية، وتعد أول قاعدة عسكرية متكاملة على أرض مصر يتمركز بها تجميع قتالى قوى.

كما افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى قاعدة برنيس وقيادة الأسطول الجنوبى بالبحر الأحمر الذى يمثل نقلة نوعية لقواتنا البحرية تخطيطاً وتنظيماً وتسليحاً، بما يمكنها من إحكام سيطرتها الكاملة على مسرح العمليات البحرى بنطاق البحر الأحمر.

 تنمية سيناء 

شاركت القوات المسلحة بفاعلية كبيرة فى عملية تنمية سيناء من خلال المساهمة فى العديد من المشروعات القومية التى ربطت أرض الفيروز بالوادى والدلتا، وقد بدأت الإنجازات عبر حفر قناة السويس الجديدة، ثم تمّ حفر 5 أنفاق أسفل قناة السويس وهى: نفقان فى الإسماعيلية، ونفقان فى بورسعيد، ونفق فى السويس، مما سهل حركة التجارة وتنقل المواطنين من وإلى إقليم قناة السويس.كما تمّ إنشاء العديد من الكبارى العائمة لربط سيناء بالوادى والدلتا، وتخفيف العبء عن كاهل المواطنين.

 حياة كريمة وطفرة صناعية 

كما ساهمت القوات المسلحة فى مشروعات المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» التى كان لها دور كبير فى الارتقاء بالوضع الإنساني، حيث ساهمت فى تحسين جودة الحياة للمواطنين.بجانب تحقق الأهداف الأممية للتنمية المستدامة، وأسهمت فى خفض معدلات الفقر فى بعض القرى، ونتج عنها تحسن معدل إتاحة الخدمات الأساسية.

وفى القطاع الصناعى تم إنشاء مصانع جديدة لتفتح أبوابها فى كل المجالات بأيادٍ مصرية، مع بناء العشرات من المناطق الصناعية فى كل أنحاء الجمهورية، ومنها: مصانع الغزل والنسيج فى الروبيكي، مدينة الجلود للروبيكي، ومجمع الوثائق المؤمنة فى العاصمة الإدارية الجديدة، مع الاستغلال الأمثل للثروات المعدنية من الحديد والصلب والرمال السوداء والجرانيت والرخام والكوارتز، وبناء أكبر مصنع فى الشرق الأوسط لإنتاج بنجر السكر، وتم إنشاء أول مدينة غذائية صناعية بمعايير عالمية، وهى مدينة سايلو فودز، فضلاً عن دخول عصر جديد فى الطاقة النظيفة، لإنتاج الهيدروجين الأخضر، ومحطات الطاقة الشمسية.

وفى مجال البتروكيماويات، تمّ اكتشاف حقول جديدة للغاز والبترول، وتم تحويل مصر إلى مركز إقليمى لتصدير الغاز، وإنشاء العديد من مصانع البتروكيماويات لدعم الأنشطة الصناعية والزراعية

كما تم إنشاء «قناطر أسيوط»، وبناء العشرات من محطات معالجة مياه الصرف الصحى فى مختلف محافظات الجمهورية، ومن أهمها: محطة معالجة مياه «المحسمة»، ومحطة معالجة مياه بحر البقر، والمشروع القومى لتبطين الترع للمحافظة على مياه الرى والاستفادة منها.وتم تنفيذ مشروعات للإصلاح الزراعي، منها: مشروع لاستصلاح وزراعة مليون فدان فى توشكى، ومشروع مستقبل مصر ضمن مخطط إنشاء «الدلتا الجديدة» بمساحة 2.2 مليون فدان، فضلاً عن المشروع القومى للصوب الزراعية بمساحة 100 ألف فدان صوب زراعية، ومشروع صوامع الغلال بما ساهم فى تأمين احتياجات مصر من الغلال خلال الأزمات، فضلاً عن صروح للإنتاج الحيوانى ومنتجات الألبان، ومجمعات الإنتاج الحيوانى فى الفيوم، وفى النوبارية.