الهوية والمواطنة.. الكل واحد أمام القانون| الدولة واجهت مخطط التقسيم ورسخت قيم العدالة والمساواة

 د. وسيم السيسى -  د. عاصم الدسوقى
د. وسيم السيسى - د. عاصم الدسوقى

فى ظل إرادة سياسية وممارسات فعلية وواقعية، عززت الدولة المصرية من المفهوم الشامل للمواطنة والوحدة الوطنية من خلال ترسيخ قيم العدالة والمساواة والحوار البناء والتسامح والعيش المشترك ومواجهة التعصب والأفكار المتطرفة، فضلًا عن دعم التمكين السياسى للأقباط داخل المؤسسات المختلفة للدولة والمشاركة المجتمعية فى العمل الأهلى والتنموى. 

سنت الدولة القوانين التى تتيح حرية ممارسة الشعائر الدينية وبناء دور العبادة، إلى جانب الاهتمام بالمشروعات الدينية والتراثية والحضارية والثقافية كونها أيقونات تاريخية فريدة تعكس الهوية الوطنية للجمهورية الجديدة ومكانة مصر فى مختلف الأديان السماوية، وهو ما جعل أرض الكنانة فى طليعة الدول التى قدمت للعالم تجربة متميزة فى التعايش بين النسيج الوطنى.

وتعظيم القيم الإنسانية ونشر ثقافة التعددية والتى لاقت إشادة واسعة من المجتمع الدولى والمحلى.

وحققت الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، التعايش والتفاهم بين كافة الأديان، وهو ما ظهر من خلال افتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح فى العاصمة الإدارية الجديدة إلى جانب مسجد الفتاح العليم، ليعكس إرادة سياسية حقيقية لترسيخ مبدأ المواطنة، بالإضافة إلى تأكيد الرئيس الدائم على المواطنة والحقوق المتساوية للجميع هى قيم ثابتة تمثل نهج الدولة المصرية تجاه جميع المواطنين.

وهو ما ترسخه الدولة من خلال ممارسات فعلية وواقعية فى جميع مناحى الحياة فى مصر لتعظيم تلك القيم الإنسانية من السلام والمحبة وعدم التمييز لأى سبب ونشر ثقافة التعددية وحرية الاعتقاد. وشهدت السنوات الأخيرة إنجازات كثيرة على أرض مصر فى كل مكان وفى كافة المجالات، منها إصدار الدولة قانونًا لبناء الكنائس، والذى كان بعيدًا عن المصريين عشرات السنين، والذى صدر فى 2016، صار بناء الكنيسة هو عمل له قانونه وفعالياته و صورته.

وصار عملًا من أعمال السيادة فى مصر، وقامت الدولة بتطوير مسار العائلة المقدسة، وتخصيص لجنة خاصة بذلك تهدف إلى تحويله لمسار عالمى يجذب السائحين من كل دول العالم وكذلك تطوير المنطقة المحيطة واستفادتها اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا.. تحسن وضع مصر فى المؤشرات الدولية الخاصة بالمواطنة، وإلى جانب ما سبق، تحسنت نقاط مصر فى مؤشر الاستقرار السياسى وغياب العنف الصادر عن البنك الدولى ، فيما أشارت اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية عام 2023، إلى خروج مصر من قائمة الدول المثيرة للقلق للعام السابع على التوالى. وقامت الدولة بجهود فى بناء وترميم الكنائس تطبيقا للقانون رقم 80 لسنة 2016، بشأن تنظيم بناء وترميم الكنائس، فى إطار تفعيل المادة 235 من الدستور.

اقرأايضا| قرارات جديدة لـ«الأعلى للجامعات».. المستشفيات جاهزة للموجة الثالثة لكورونا

حيث تم تشكيل اللجنة الرئيسية لتقنين أوضاع الكنائس فى يناير عام 2017 وتم تقنين أوضاع 2900 كنيسة ومبنى تابع. ارتفعت نسبة تمثيل المسيحيين بمجلس النواب ليصبح عددهم 37 نائبا مسيحيا فى مجلس 2023، بعد أن كان 5 نواب مسيحيين فى مجلس 2012، بجانب زيادة تمثيل المسيحيين بمجلس الشيوخ، حيث أصبح عددهم 24 نائبًا مسيحيًا فى مجلس 2023 ومن جانبه، قال الدكتور وسيم السيسى، عالم المصريات، إن ثورة 30 يونيو، حققت مقولة نابليون بونابرت، « قل لى من يحكم مصر، أقول لك من يحكم العالم»: وأضاف أن مصر كانت تتعرض لمجموعة من المؤامرات التى كانت تهدف لتقسيمها إلى 4 دويلات، مؤكدًا أن ثورة 30 يونيو نجحت فى هدم هذا المخطط .

وأوضح د.وسيم أنه لو بقى الإخوان فى الحكم لتحولت مصر لدويلات صغيرة وتغلب عليها الطابع الطائفى، وطالب بضرورة تعليم الطلاب قيم الهوية ومعانى التاريخ المصرى. ويؤكد المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقى أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان، أن ثورة ٣٠ يونيو كشفت حقيقة تيارات الإسلام السياسى، وأسقطت القناع الزائف الذى كانوا يتسترون وراءه، لكن هذا لا يعنى اختفاء جماعة الإخوان للأبد، قائلا: «ستظل هذه الجماعة فى ممارستها التحريض ضد مصر ومحاولة ترويج الأكاذيب والشائعات خاصة أن استراتيجيتها تعتمد على التخفى والاختباء وقت شعورها بالخطر، ثم تعيد تجميع أنفسها للظهور مرة أخرى»، وأضاف أن 30 يونيو أحبطت المخطط الأمريكى بشرق أوسط جديد.  وبشأن المحافظة على الهوية المصرية الوطنية والثقافية قال الدسوقى، لابد من تدريس مناهج تاريخ مصر، خاصة التاريخ السياسى والثقافى.

وأضاف د.عاصم، أن مصر عبر التاريخ قد استقبلت شعوبًا مهاجرة إلى وادى النيل لما اشتهر به من خصب ونماء وكانت كل مجموعة تأتى إلى مصر بعاداتها وتقاليدها تبدأ فى تشكيل ثقافة فرعية تخصها من حيث العادات والتقاليد ولكن بالتدريج تندمج فى ثقافة المجتمع.  وطالب الدسوقى، بضرورة عمل برامج تدريس توعوية لترسيخ مفهوم الحفاظ على الهوية الوطنية والثقافية تدرج فى المناهج الدراسة بجميع المراحل التعليمية،