دماء "آية" لم تجف في قرية عرابي.. ووالدتها: ذهبت لقبر والدها بالكفن بدلًا من الورود
لم تنته عطلة عيد الأضحى، الفرحة تعم قرية عرابي على أطراف الإسكندرية وسط هدوء معتاد في نهار حار، وبينما الأطفال لا يتوقفون عن اللعب والحركة، شقت صرخات "آية" السكون قبل أن ينقطع صوتها للأبد وتسقط جثة هامدة وسط بركة من الدماء.
اقرأ أيضا | طفرة تنموية غير مسبوقة في البنية التحتية في محافظة الإسكندرية
في ديوان قسم شرطة العامرية ثان رن الهاتف ليدون الضابط بلاغًا جاء فيه حدوث مشاجرة بين أطفال جيران بقرية عرابي بدائرة القسم ووجود طفلة متوفاة طعنًا بسلاح أبيض.
دقائق معدودة تحولت معها القرية الهادئة على طريق "الإسكندرية – القاهرة" الصحراوي، إلى ثكنة عسكرية، لتكشف الوهلة الأولى طبيعة القرية ذات البيوت البسيطة غير مكتملة التشطيب والبناء وتؤكد أن الحادث جلل ويخالف تقاليد الأرياف وأصول الجيرة.
بين منزلي الجاني والمجني عليها في شارع ضيق وسط القرية، أحدهما من طابقين، والآخر من طابق واحد من الطوب الأبيض، لا تزال آثار دماء الطفلة "آية مؤمن بسيوني شعوط" 14 سنة، على الأرض لم تجف.
بأي ذنب قتلت؟ الكل يتساءل والبعض شاهد "جريمة الصغار" وهو لا يصدق النهاية المؤلمة، إذ بدأت بمشاجرة عادية بين الطفلين "مازن.ع" 13 سنة، وجاره "عمر.م.ب" 10 سنوات ضرب خلالها الأول الثاني بخشبة.
ووفقًا لـ "محمد شعوط"، عم المجني عليها، خرجت "آية" من منزلها على صوت المشاجرة بين شقيقها عمر وجارهما "مازن" فحاولت التدخل وفض الشجار بينهما إلا أن المتهم سب والدها المتوفي.
لم تتحمل الصغيرة سباب المتهم لوالدها الذي فارق الدنيا قبل رمضان الماضي بعدة أيام، فطلبت منه التوقف عن سب والدها وأخذت أخيها وبينما تقترب من دخول منزلهما طعنها المتهم بسكين في "جنبها" فانحنت من الصدمة والألم فعاجلها بطعنة أخرى في الرقبة أنهت حياتها في الحال.
"بدل من أن تذهب لوالدها بالورود ذهبت إليه بالكفن".. تصرخ والدة "آية" وبينما لا تتوقف عن البكاء والنحيب، تتذكر الحلم الذي حكته لها صغيرتها قبل مقتلها، قائلة: "بنتي كانت متعلقة جدًا بوالدها وقبل وفاتها رأت رؤية أنه بيعاتبها لعدم زيارته له منذ فترة".
وتضيف الأم المكلومة أن ابنتها كانت أعدت الورود والصبار لزيارة قبر والدها ووضعها هناك إلا أنها ذهبت إلى والدها بالكفن بغير عودة، متابعة: "كنا نعطف عليهم هل القتل جزاء الإحسان؟".
ألقي القبض على الطفل المتهم وتحرر المحضر اللازم بالواقعة بقسم شرطة العامرية ثان، وأمرت النيابة العامة بتشريح جثة المجني عليها والتصريح بالدفن عقب انتهاء الطب الشرعي وطلب تحريات المباحث حول الواقعة وسؤال أسرة المجني عليها وشهود العيان.
