«زنزانة»| الثانوية العامة .. الخبراء: ممارسة الهواية المفضلة ترفع الضغوط

زنزانة الثانوية العامة
زنزانة الثانوية العامة

حضر عيد الأضحى بفرحته ، لكن هناك بعض الأسر مازالت حبيسة الثانوية العامة ، تقضى العيد بفرحة ليست مكتملة كالمعتاد بسبب وجود أحد أفرادها داخل خندق الثانوية العامة وما تشكله من هاجس للأسر المصرية الأباء والأمهات والأبناء .

مع دقات عقارب بدء أول أيام الامتحانات الأساسية لطلابنا فى الثانوية العامة السبت القادم 22 يونيو بامتحان اللغة العربية اخترنا أن نضع بين السطور معايشة حقيقية لعدد من الأسر التى تعيش داخل «زنزانة» الثانوية العامة لنستمع لحكاياتهم وتجاربهم ونضع روشتة النجاة على يد الخبراء للهروب من هذا الشبح ونجيب على السؤال الأهم: كيف تنقذ ابنك أو ابنتك من فخ ليالى الامتحانات المرهقة وكيف تتعامل معه نفسيا حتى تسليم ورقة الإجابة فى اليوم الأخير؟ .

البداية كانت مع إيمان هاشم - ولية أمر الطالب معتز «الشعبة العلمى - رياضة» تقول عن تجربة نجلها: معتز قدم لنفسه كل ما يستطيع من مذاكرة فى كل مواد شعبته، وأنها ووالده دائما ما يشجعانه ويحفزانه فى محاولة منهما لابعاد الضغط العصبى والتوتر عنه أثناء إجازة عيد الأضحى .. وتضيف أنها دائما تردد معه الآية القرآنية « فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّى لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ من ذكر أو أنثى « حتى تقوى ثقته فى نفسه لكن حقيقى الثانوية العامة مرهقة لكل أفراد الأسرة..

وعن الأنشطة المختلفة التى يمكن أن تقلل عليه الضغوط تقول إيمان: أول أيام العيد تناول معنا الوجبة التى يحبها الفته واللحمه وذهب إلى النادى حيث رياضة السباحة التى يمارسها منذ صغره وذلك لأخذ قسط بسيط من الراحة «يفصله» - على حد قولها - ثم يعود مرة أخرى للمذاكرة بشكل قوى استعدادا ليوم ٢٢ يونيو.

اقرأ أيضا| توافد المواطنين على حدائق القناطر الخيرية في آخر أيام عيد الأضحى

أما إسراء عبد العزيز - ولية أمر فتتحدث عن معايشتها للثانوية العامة قائلة إنها وضعت نظاما لابنتها ياسمين أثناء فترة إجازة عيد الأضحى المبارك يبدأ بالنوم فترة لا تقل عن 8 ساعات والنوم مبكراً والاستيقاظ مبكراً أفضل لمزيد من التركيز بالإضافة إلى التخلى عن كل الأمور والمشاكل الفرعية والموبايل ومنطقة الراحة والكسل، وتستكمل أنه كان لابد من خلق حافز قوى وطاقة إيجابية متواصلة حتى تكون درعا ضد الطاقة السلبية والأفكار المحبطة التى تتعرض لها ابنتها أحيانا بسبب التوتر والضغوط، أما على مستوى الأسرة فتقول: نحن نعيش فى حالة طوارئ حقيقية والثانوية العامة نالت من تفكيرنا و فرحتنا ووقتنا.

المناخ المناسب

أما عن حكايات الطلاب واستعدادهم للامتحانات خلال إجازة عيد الأضحى المبارك فيقول الطالب أحمد ابراهيم - أحد الطلاب - إنه استعد لامتحانات الثانوية العامة خاصة من الناحية النفسية، مضيفا أن أسرته تشجعه بكل الأشكال وتعلم أنه اجتهد وتسعى دوما لتوفير المناخ المناسب وخلال إجازة العيد منحته فرصة ممارسة هواياته الشخصية والذهاب للعب كرة القدم .

أما الطالب أحمد سالم فيقول: الأسرة تقف إلى جوارى بشكل كبير لكن حالة التوتر من الصعب التغلب عليها خاصة مع قرب بداية الامتحانات لكن لدى قناعة بقيمة ما قدمت من مجهود على مدار العام من أجل تحقيق التفوق وباعتذر لأسرتى على كم الضغوط المعنوية والمادية لأنهم يعيشون فى نفس الحالة وكأنهم طلاب لديهم امتحان كل يوم.

تحدثنا لعدد من الخبراء وأساتذة علم النفس التربوى لنمنح لطلابنا الطريقة الأفضل للتعامل مع ضغوط الثانوية العامة ويقول دكتور تامر شوقى أستاذ علم النفس التربوى: إن بدء الوزارة امتحانات الثانوية العامة بالمواد غير المضافة للمجموع يأتى من مضمون أن الوزارة تشعر بخوف وقلق الطلاب ويحقق عديدا من الفوائد مثل التغلب على الهلع والقلق المصاحب للامتحانات وحتى يعيش الطلاب أجواء الامتحانات بالإضافة إلى تعرفه على كيفية التعامل مع ورقة الأسئلة والإجابات وكيفية تسجيل بياناته.

وقدم خبير علم النفس التربوى مجموعة من النصائح لأسر طلاب الثانوية العامة منها أن الأمر يتطلب من أولياء الأمور بث روح الثقة والطمأنينة فى نفوس الطلاب فيما يخص الامتحانات وإقناع الطالب بأنه أدى المطلوب منه وزيادة.

وأنهم راضون بمجموعه أيا كان، وتوفير جو من الحب والاهتمام والتعاطف والاحتواء للطالب أثناء الامتحانات، وتجنب مقارنة الطالب بغيره حتى لا يشعر بالإحباط، وعدم فرض توقعات تفوق مستواه التحصيلى.
نفسية وعضوية

وفى السياق ذاته يقول دكتور عاصم حجازى أستاذ علم النفس والقياس والتقويم التربوى المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة إنه يجب التأكيد على أن مصادر الضغوط التى يتعرض لها طلاب الثانوية العامة متعددة ونسبة كبيرة منها تعود إلى الأسرة والمناخ السائد فيها وأساليب التنشئة الاجتماعية المتبعة من قبل الوالدين وشعورهم بالقلق والتوتر وأحيانا الاكتئاب ويضيف أن الأسرة تتحمل جزءا كبيرا من المسئولية عنه حيث إن مقارنة الطالب بغيره والضغط عليه بتوقع مستويات عالية من الأداء تفوق قدراته والسخرية منه والتقليل من مجهوده وعدم تقديره ووصمه بالفشل أو الكسل أو أنه عديم النفع والتركيز على سلبياته وعدم الاعتداد بالجوانب الإيجابية لديه وعدم تحمله المسئولية وإضعاف ثقته بنفسه ـ هذه العوامل وغيرها تصيب الطالب بالهشاشة النفسية التى تجعله غير قادر على تحمل الصدمات والضغوط..

مؤكدا أن الضغوط النفسية لها تأثيرات عضوية وليست نفسية فقط وهذه التأثيرات العضوية قد تؤدى إلى الوفاة إذا لم يكن الطالب متمتعا بقدر كاف من الصلابة النفسية.. ومن هنا يجب ألا يقتصر دور الأسرة على أساليب التنشئة الاجتماعية الداعمة فقط وإنما أيضا تدريب الطالب على مواجهة الضغوط بكفاءة واتخاذ القرارات ومنحه قسطا من الراحة يوميا لممارسة هوايته دون الإفراط فى ذلك، وتحفيز الطالب بشكل دورى.

مضيفا أن الضغوط الامتحانية سمة ملازمة لأى موقف اختبارى وهى فى مستواها المعقول والطبيعى ليست أمرا سيئا لأن مواقف العمل الحقيقية قد تتطلب من الفرد اتخاذ قرارات مهمة فى مواقف صعبة كالطبيب الذى يستقبل حالات حرجة متعددة فى الطوارئ مثلا فإنه يجب أن يتخذ قرارات سريعة وصائبة ومصيرية تحت وطأة هذه الضغوط ويجب أن يكون متدربا بشكل كاف على هذا الأمر..

ولا يوجد فى الإجراءات التى اتخذتها وزارة التربية والتعليم أى إجراء غير طبيعى أو مثير للقلق وإنما جميع الإجراءات التى تم اتخاذها تهدف إلى الحفاظ على الهدوء والدقة والنظام والموضوعية وتكافؤ الفرص، وفى النهاية حاول أن تبعد الضغوط عن طالبك ومهما كانت النتيجة عليك أن تدعمه حتى لا يخسر ثقته فى نفسه.