حروف ثائرة

«الأخبار» ومصر!

محمد البهنساوى
محمد البهنساوى

«الأخبار هى مصر» جملة نرددها داخل المكان الأغلى الذى أمضينا فيه عمرنا ، صالة تحرير محبوبتنا وفاتنتنا ومالكة قلوبنا ، لا نقصد الجريدة المطبوعة إنما الأخبار اللمة والعيلة والعشرة والمعاملة.


فالأخبار يا سادة هادئة هادرة ثائرة طيبة ، تكسوها روح الفكاهة وتنعكس بصفحاتها بأقلام أشهر ساخرى الصحافة المصرية والعربية ، بسيطة سهلة سلسة تتوارى القيود الرسمية لصالح المبادئ الإنسانية السائدة بالأسر المصرية ، فعلاقات العمل بها تشبه الأسرة .. والعائلات المصرية وهى أشد وطأة وأقوم قيلاً فى ضبط العمل ، فالرئيس لا يفكر فى العقاب اللائحى بقدر التعنيف العائلى للمخطئ ، والمرءوس لا يخشى الخصم بقدر نظرة لوم أو تعنيف أبوى من مديره ، نعشق تراب دارنا مثلما يعشق المصريون ثرى مصر ونفس الغيرة لنفديهما بالمال والأهل والولد.


وجريدتنا ومنذ انشأها العملاقان مصطفى وعلى أمين ترتبط بهموم واهتمامات المصريين ، لذلك تربعت وما زالت بالقمة توزيعاً وتأثيراً بمصر والعالم العربى ، وأذكر خطواتى الأولى ببلاط صاحبة الجلالة من بابها الشعبى دارنا أخبار اليوم وجريدتنا الأخبار ، علمونى أن انحاز للمواطن البسيط وأضع نفسى مكانه بكل حرف أسطره ، فنحن صحافة شعب لا لسان سلطة ، نتحرى الصدق ونلقى أى انفراد جانباً إذا مس أمن وأمان وصالح وتماسك وطننا وأمتنا العربية وهمومها ، ولن أنسى ما حييت مواقف فخر كثيرة عايشتها لجريدتنا ، منها سعادتى بالمشاركة فى موقفها من الحرب الأمريكية الغاشمة على العراق الذى صاغه أستاذى وصاحب الفضل والبصمة على الجميع الراحل العظيم جلال دويدار ، وكما كان فخرى وجريدتنا ترفع فى المظاهرات المناهضة للعدوان بينما يحرقون صحف الموقف الباهت ، واحتفظ بنصف كلمة لأحد أهم رموزنا الراحل العبقرى أحمد رجب وهو يهين السفير الإسرائيلى الذى ألح بطلب لقائه ورفض الأستاذ تعبيراً عن رفض المصريين وسط هرولة الكثيرين وقتها لسفارة تل أبيب.
وفى عيدها الـ٧٣ فخور بانتمائى لتلك الدار وأهنئ زملائى فى جريدتنا المحبوبة وعلى رأسهم الأخ والصديق الغالى المتميز الدكتور أسامة السعيد رئيس التحرير ، وتحيا الأخبار وتحيا مصر.