فى الصميم

بعض العدل.. فى تل السلطان!!

جلال عارف
جلال عارف

فى نفس المنطقة التى شهدت «المحرقة الصهيونية» لأطفال فلسطين فى مخيم تل السلطان عند رفح، جاءت الضربة التى صدمت إسرائيل حين تم تدمير مدرعة كانوا يروجون بأنها الأقوى، واحترق بداخلها ثمانية من الضباط والجنود الذين كانوا يشاركون فى أعمال القتل والتدمير التى لم تتوقف منذ ثمانية شهور.


الضربة جاءت لتزيد مشاعر الإحباط لدى الإسرائيليين من نتائج حرب كانوا يظنون أنها ستنتهى خلال أيام بسحق المقاومة الفلسطينية. فإذا بها - بعد ٢٥٠ يوماً لا تحقق لإسرائيل أمناً ولا تعيد أسرى.. بل تضاعف الهزيمة وتحيل إسرائيل إلى كيان منبوذ من العالم يحاكم بتهمة الإبادة الجماعية ويطلب حُكامه للعدالة الدولية كمجرمى حرب!!
تحاصر المظاهرات الغاضبة نتنياهو وتتضاعف أعداد المتظاهرين وترتفع مطالب إسقاط الحكومة وإيقاف الحرب وعودة الأسرى، لكن نتنياهو ماض فى طريقه ومعه أغلبية برلمانية وحكومة من زعماء عصابات الإرهاب والتطرف وسيظل محافظاً على تحالفه معهم مهما كانت الضغوط، ولهذا سيبقى الطريق إلى السلام الحقيقى مغلقاً حتى تتغير الأوضاع، وسيبقى نتنياهو يناور لكسب الوقت حتى وإن أضاع فرص إنقاذ إسرائيل من الأسوأ الذى سيأتى على يديه حتماً وكما يحذر كل عاقل يرى ما يجرى ويقرأ الواقع بعيداً عن الهستيريا الصهيونية!!
يتجاهل نتنياهو تحذيرات الجميع، لكنه -بعد الآن- لا يستطيع تجاهل قيادة الجيش والأجهزة الأمنية التى سبق لها أن حذرت من استمرار الحرب وتحولها إلى معركة استنزاف مريرة كما يحدث الآن. هذه القيادات كان رأيها أن الحرب لم تعد مجدية وأنها وصلت لطريق مسدود منذ أربعة أشهر على الأقل، لكن نتنياهو رفض الاستماع لذلك وأصر على مواصلة الحرب وأفسد كل الصفقات لوقف القتال.. والنتيجة هى المأزق الذى وصلت إليه إسرائيل، والثمن الذى أصبح فوق طاقتها!!
هل تستوعب إسرائيل الدرس وتذهب لصفقة إنهاء الحرب، أم تشعل باقى الجبهات وتدفع أثماناً لا تستطيع تحملها؟ الجيش أعلن موقفه مراراً وتكراراً، والحكومة تكتفى بأن عنوانها هو نتنياهو وبن غفير، والثقة منعدمة، والفوضى لم تعد مقصورة على لعبة السياسة ومناورات السياسيين؟!