نحن مقبلون على تغيير وزارى جديد نأمل ويأمل كل المواطنين من الحكومة الجديدة أن تضع قضية الأسعار وضبط آليات السوق أمام ناظريها، خاصة أن الحلول معروفة وأن أجهزة الدولة قادرة على ضبط الأسواق والضرب بيد من حديد على كل من يتاجرون بأقوات الشعب، وتلك قضية جوهرية، وأن نجاح الحكومة الجديدة يتوقف على القضاء على التضخم الذى انعكس بتأثيره السلبى على حياة الناس وعلى سلوكياتهم، كما نأمل فى إحداث طفرة استثمارية فى كل المجالات الإنتاجية والخدمية، بالإضافة إلى الإسراع فى تنفيذ التأمين الصحى وتطوير التعليم.
طبيعة المرحلة ستحتاج إلى وزراء سياسيين من الطراز الأول يتفهمون الأبعاد السياسية والاجتماعية لقراراتهم ويستطيعون التعامل مع الواقع الجديد بكفاءة خاصة أن الوزارة الحالية قد شهدت العديد من الوزراء الذين كانوا على مستوى عال من الخبرة فى تخصصاتهم، ولكن كان ينقصهم الحضور الجماهيرى والتصرف فى المواقف السياسية وأن يكون لديهم الفهم الكافى لبرنامج الحكومة.
أما عن المستوى الخارجى فنحن فى ظرف دقيق، فالحدود الشرقية لمصر تشتعل والتهديدات باجتياح الحدود الشرقية ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية التى تتصدى لها مصر بكل قوة مازالت مستمرة، وتلك تهديدات تستلزم منا أعلى درجات اليقظة والجاهزية على المستوى الدبلوماسى بالتوازى مع الاستعداد العسكرى، وحتى الآن فإن الجهود المصرية قد أحبطت المخططات الصهيونية، ونأمل تكثيف الجهود فى المرحلة القادمة حتى لا تندلع النار، فالمثل المعروف أن الحرب تبدأ عندما تفشل الجهود الدبلوماسية، وهذا يلقى مسئولية مضاعفة على الدبلوماسية المصرية للوصول إلى حل للصراع الفلسطينى- الصهيونى.
تلك بعض التحديات التى تواجه الحكومة الجديدة والتى نأمل أن تكون قادرة على إيجاد حلول لكل هذه المعضلات التى تضغط على الداخل وتأتينا من الخارج.
