نخل .. حامية الحجاج

التاريخ كنوزه الثمينة فى أرض الفيروز
التاريخ كنوزه الثمينة فى أرض الفيروز

يخفى التاريخ كنوزه الثمينة فى أرض الفيروز، وتأبى الرمال ورياح الصحراء أن تطمس آثارها، وفى مدينة نخل، لا تزال أطلال قلعة نِخِل الأثرية التي بناها السلطان المملوكي قنصوه الغوري عام ١٥١٦م، تحتفظ بعظمتها حيث تطل شامخة من أعلى هضبة بارزة في بلاد التيه.

وقد ازدهرت منطقة نخل في العصر الإسلامي، عند افتتاح طريق الحج المصري أواخر الدولة الأيوبية، وجاء ازدهارها باعتبار أنها المحطة الرئيسية في تمويل وتزويد قافلة الحج بالمؤن وتوفير سُبل الراحة والأمن، وظلت نخل مركزًا في قلب سيناء وعاصمتها القديمة، والتي تضم قلعة نخل.

 

وقال الدكتور سامي صالح البياضي، الباحث المتخصص فى مجال الآثار، إن نَخْل مَجمع لتلاقي وافتراق عدة طُرق برية معروفة ومشهورة منذ قديم الزمان، بعضها كانت دروبًا داخلية، وأُخرى كانت خارجية، أولها، طريق العَرَب الأنباط التُجاري فيما بين البتراء والعَقَبَة والقُلْزُم السُّوْيْس، وثانيها طريق الحُجاج المسيحيين من بيت المقدس وغَزَّة على الساحل الشامي إلى دير طُوْر سَيْنَاء الشهير بدير سانت كاترين.

اقرأ أيضا| مزار سياحي بسيناء .. تفاصيل تطوير قلعة نخل

وثالثها، طريق الشام المشهور في المصادر التاريخية باسم طريق صَدْر وأَيْلَه صلاح الدين الحربي بوسط سَيْنَاء.

ورابعها طريق الحاج المصري، فقد كانت نَخْل المَنهل الثالث من المَناهِل الكُبرىَ على طريق الحَاجَّ المِصْري في سَيْنَاء بعد بِرْكة الحَاجَّ وعَجْرُود.
ويقول د.سامي عبد المالك، إن الأهمية الأثرية لمنطقة سيناء، ترجع لأنها تحتوي على أكبر سجل عسكري في العالم قاطبة بما يتواجد بها من قلاعٍ وحصون، والتي ارتبطت مواقع إقامتها بمُحاذاة الطرق التاريخية، حيث بلغ عددها ١٣ قلعة، وهذه القلاع، تذكير بأهمية سيناء المصرية من الناحية الجغرافية والاستراتيجية، وبأنها مفتاح رئيسي من مفاتيح المنطقة العربية لمحاذاتها للبحر المتوسط وآسيا الصغرى ودول المشرق العربي.

وتُعد قلعة نخل من أهم القلاع المشرفة على طريق الحجاج القديم، حيث لم يعد للمخافر والمراكز التي كانت تقوم بتأمين الحجاج المسلمين بقايا سوى هذه القلعة، وقد جَدَّد القلعة السلطان أحمد الثالث سنة (١٧٠٥م) في العصر العثماني، ولها أيضًا موقع استراتيجي، حيث كان يوجد في كل زاوية برج للحراسة، وبناؤها من حجر منحوت، ولها بوابة عظيمة بالحديد ثم دهليز بطول خمسة أمتار. 

وأوضح أن "قلعة نخل"، سُميت بهذا الاسم لنعومة رمالها، وكانت عاصمة سيناء قديمًا.. حيث كانت بمثابة المحطة الرئيسية فى تزويد وتمويل قافلة الحج بالمؤن وتوفير سُبل الراحة والأمن، حيث تقع إلى الجنوب من مدينة العَرِيْش على مسافة 156 كيلو مترًا، وعن مدينة القاهرة إلى الشرق بمسافة 274 كيلو مترًا، وعن مدينة السويس على مسافة 120 كيلو مترًا.

من ناحيته أكد اللواء دكتور محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء، أنه يُجرى تنفيذ مشروع تطوير للقلعة لتكون ضمن خريطة المزارات السياحية بسيناء.. حيث يُجرى التنسيق مع هيئة الآثار والمحافظة بشان تنفيذ مشروع التطوير وتحديد مدة التنفيذ ورصد الاستثمارات المطلوبة للمشروع، وذلك لوضع تصور بشان تطوير المنطقة ورفع كفاءتها، لإحياء معالمها الأثرية وإدراجها على خريطة المزارات الأثرية.