حفر طاهر أبو زيد أو مارادونا النيل اسمه في سجل الشرف للكرة المصرية، وتربع علي عرش الساحرة المستديرة لفترة من الزمن، فها هو ابن محافظة أسيوط يخوض رحلة طويلة من التعب و الكفاح ليقطف ثمارها بعد ذلك ويصبح أسطورة من أساطير الكرة المصرية.
كان قدر طاهر أبو زيد أن يتم اكتشافه في سن الـ 11 عاما لينضم إلي صفوف النادي الأهلي نظرا لموهبته الكبيرة، شق أبو زيد طريقه وأحرز الكثير من البطولات والنجاحات مع النادي الأهلي والمنتخب الوطني، إلي أن قرر الاعتزال عام 1992.
برع الرجل في مجالات عديدة تدور كلها في فلك الرياضة و السياسة، وهذا هو ما دفعني للكتابة عنه، فأنا يستهويني قصص النجاح المتعددة الأوجه، فلها طعم خاص و لصاحبها قدرات مميزة.
بمجرد اعتزاله، حاز علي ثقة جماهير القلعة الحمراء ليتم إنتخابه عضوا في مجلس الإدارة لدورتين متتاليتين في عصر صالح سليم، لكنه لم يترشح علي قائمة المايسترو وآثر أن يقدم نفسه للجماهير كمستقل، وقد كانت مواقفه في مجلس الإدارة معبره عن استقلاليته.
خاض أبو زيد تجربة الإعلام كمقدم برامج لفترة امتدت لأكثر من 8 سنوات، وهي مهنة تتطلب مهارات خاصة، و يشترط فيها القبول لدي الجماهير، وبذلك يكون طاهر أبو زيد قد طرق بابا أخر من أبواب عالم كرة القدم.
في فضاء السياسة، انضم مارادونا النيل إلي حزب الوفد كعضو في هيئته العليا، ومارس العمل السياسي قبل ثورة يناير مرتكزا علي شعبيته الجارفة و شخصيته القوية. كما خاض انتخابات مجلس النواب عام 2010 ولم يحالفه الحظ في معركة انتخابية شابها الكثير من العوار علي مستوي الجمهورية، ولكنه استطاع أن يحصل علي عضوية البرلمان بعد ذلك بخمس سنوات، لينضم إلي قائمة الرياضيين الذين نالوا شرف تمثيل الشعب المصري.
بعد ثورة 30 يونيو وفي خضم الأزمة وحالة عدم الإستقرار في ربوع مصر كلها، حلف طاهر أبو زيد اليمين الدستورية أمام الرئيس المؤقت عدلي منصور كوزير للرياضة في حكومة الدكتور حازم الببلاوي، ليضيف بذلك نجاحا آخر إلي مسيرته ويصبح أول لاعب كرة قدم يتم تعيينه في منصب الوزير في الأربعين سنة الماضية أن لم يكن في تاريخ مصر.
لدي طاهر أبو زيد مجموعة من الشركات يديرها بعقلية رجل اللأعمال، رجل أعمال بنكهة رياضية و حس سياسي و خلفية رسمية، وليس أدل علي تعدد قدرات أبو زيد من استطاعته النجاح في عالم المال والأعمال وهو عالم بعيد تمام عن كل ما سبق وذكرناه من مجالات في هذا المقال.
مسيرة حافلة ومتنوعة للاعب و الإعلامي والسياسي والوزير طاهر أبو زيد، استطاع خلالها أن يذوق طعم الكفاح والنجاح في أكثر من طريق، ويحرز أكثر من هدف في مرمي الحياة.
