المفاجآت في قضية سفاح التجمع تتوالى| ارتكب جرائمه ببث مباشر عبر «الإنترنت المظلم»

سفاح التجمع
سفاح التجمع

■ كتب: محمد عطية

رغم مرور أسابيع قليلة من كشف جرائمه إلا أن المفاجآت مازالت تتوالى من خلال التحقيقات وغيرها في قضية «كريم سليم» والمعروف لنا جميعًا الآن بـ «سفاح التجمع»، تفاصيل أكثر إثارة سوف نسردها لكم داخل السطور التالية.

ظهرت اعترافات «كريم» بالتعجب وعلامات استفهام عديدة لمتابعي قضيته خصوصًا لأفعاله الشاذة والمشينة والغريبة؛ حيث تبين أن المتهم كانت بدايته للممارسة السادية والتلذذ بتعذيب الفتيات خلال ممارسة الرذيلة، البداية كانت في ولاية «نيوجيرسي» بالولايات المتحدة الأمريكية، بتعاطي أنواع مختلفة من المواد المخدرة، وممارسة الألعاب الجنسية العنيفة المصرح ببيعها بالمحلات هناك، حيث اشترى خلال تواجده هناك دمية جنسية مارس معها الجنس بعنف وسادية، ومن هنا كانت بدايته في التلذذ بتعذيب فتيات الليل خلال ممارسة الرذيلة معهن، كما اعترف بإعطاء ضحايا مواد مخدرة مذهبة للوعي ثم يقتلهن وتصوير تلك المقاطع باستخدام هاتفيه، كما كشفت أقواله أنه كان لديه كلب «بيتبول» اسمه «كوبي» يربيه إلا أنه عاشر الكلب جنسيًا ثم خنقه ومزق جسده وقطعه قطعًا صغيرة وأجرى بثا مباشرًا بمتابعة أشخاص آخرين على «الدارك ويب» أثناء معاشرة الكلب جنسيًا وتقطيع جسده.

كما لم ينكر «كريم» ما جاء في أقوال «حنان» والتي كانت تستقطب الفتيات والنساء له حيث كان يميل للنحيفات وذلك لم يكن السبب الأساسي للتلذذ بهن وإنما جاء الاختيار من أجل سهولة حملهن في حقيبة السفر بعد قتلهن، وإمكانية نقل الضحية الخفيفة عن طريق وضع الحقيبة بشنطة السيارة، وسهولة حملها وإلقائها بالصحراء، حيث تبين من تفريغ الفيديوهات الموجودة بذاكرة الكاميرات التي وضعها في غرفة نومه وكذلك داخل سيارته لتسجيل أفعاله وممارسته غير الطبيعية والشاذة أنه مارس الرذيلة بطريقة سادية مع ضحيته الأخيرة متلذذًا بتعذيبها، ثم كتم أنفاسها باستخدام كيس بلاستيك حتى فارقت الحياة، ليس هذا فقط وإنما عقب الانتهاء من ممارسة الرذيلة مع ضحيته بدأ مرحلة شاذة جديدة حيث أظهرت الفيديوهات أنه مثل بجثة الضحية بربط عنقها بـ «كرفتة» ثم ربطها في باب الغرفة، وربط نفسه بحزام جلد ومارس الرذيلة مع جثتها ثم نزع «الكرفتة» من عنقها ووضع قدميه على رقبتها وخنقها حتى خرجت الدماء من فمها، ثم جامعها مرة أخرى، ليتبين ترويج تلك الفيديوهات بعد عمل مونتاج لها على «الدارك ويب»، ليس فقط بل وإجراء بث مباشر أثناء تعذيبه لضحاياه وممارسة الرذيلة معهن ومع جثثهن، كما تبين أن المتهم كان يميل لطرق أفكار شاذة في بعض الاحيان أثناء ممارسة الرذيلة مثل تبديل الأدوار مع الفتيات عن طريق بعض الأدوات الجنسية التي جلبها معه من أمريكا.

تبين ايضًا من ضمن المفاجآت إن «ز» نجل «كريم» ظهر في العديد من مقاطع الفيديو المعثور عليها مع المتهم في اللاب توب والفلاشة والهواتف المحمولة والذي أكد ظهور الابن كان مقترنًا بأوقات ارتكاب الجريمة وأنه كان متواجدًا في مسرح الجريمة، كما ظهر بتلك المقاطع بعض الأدوات المستخدمة في الواقعة وهي عبارة عن قناع وجه أبيض في أسود اللون، وحقيبة سفر كبيرة الحجم داكنة اللون، ورابطة عنق داكنة اللون، وماكينة حلاقة يدوية ابيض في لبني اللون.

كما كشفت إحدى المفاجآت أن «كريم» وهو في عمر الـ 18 سنه وعندما كان يمكث في أمريكا تورط بجريمة اغتصاب مما جعله يسافر إلى مصر هربًا.

كما ظهرت طليقته منذ أيام تستغيث بل وفجرت مفاجأة أن والدته هي السبب بل وطالبت بابنها الذي حرمت منه قرابة الـ 3 سنوات تقريبًا، وكما اظهرت العديد من المفاجآت وكشفت الكثير عن حياته السابقة، حيث نشرت نصًا: «ابنك القاتل المتسلسل وأنا الوحيدة التي استطاعت الهرب منه»، واضافت متسائلة:»أين ابني الذي اختطفتموه مني»؟!

كما قالت «لبنى» طليقة «كريم» ووالده «ز» أنها تعرفت عليه أثناء ما كان يعمل في مجال رسم «التاتو» في مدينة الغردقة وتعرف عليها هناك، ثم نشأت بينهما علاقة حب وعرفت أنه كان متزوجًا منذ فترة وزوجته توفيت اثر أزمة قلبية، ثم اقتربا من بعضهما أكثر حيث شاركها «كريم» في مشروع لرسم الوشوم إلا أنه لم يمض كثيرًا فيه وبات الفشل هو نهاية المشروع، لكن علاقتهما أصبحت أقوى لتنتهي بالزواج ثم يتوجهان للعيش في إحدى المحافظات، حيث أن «لبنى» وجدت عملا بإحدى المدارس الخاصة هناك، ثم حاولت وقتها أن تسحب «كريم» معها لتعليم اللغة الإنجليزية التي يتقنها بشكل كبير كنوع من زيادة الدخل لهما كون أنه لا يعمل وقتها وبالفعل نجحت في ذلك، لكن لم يستمر «كريم» كثيرًا وتركها لكثرة افتعال المشكلات بجانب أن  المدرسة استغنت عنه بسبب تعاطيه للمخدرات، رغم كل ذلك مرت الأيام بينهما في حب ومودة حتى حملت منه، إلا أن الحياة بينهما انقلبت رأسًا على عقب خصوصًا بعدما أصبح «كريم» يصرف أمواله ويأخذ منها أموالا كونه أصبح يتعاطى المواد المخدرة بشراهة أكثر من الأول، بل وظهرت له ميول شاذة وغريبة كتصوير «لبنى» أثناء العلاقة الحميمة، حتى باتت الحياة بينهما شبه مستحيلة فبدأت «لبنى» تفقد وزنها بسبب مشاجراتها الدائمة ومعاناتها النفسية مع «كريم» التي وصلت في بعض الأحيان بالتعدي عليها أكثر من مرة، وعندما فاض بها الكيل تدخل الأهل للانفصال دون أي مشكلات لكنه هددها وقتها بالقتل لو فكرت في الأمر مرة أخرى، لكنها هربت برفقة ابنها خوفًا من قتلها إلا انه لم يصمت بل وهددها في حالة عدم ظهورها وعودتها له سيتهمها بالزنا مستغلاً صورها الخاصة واتهمها بخيانته مع شخص آخر، وبالفعل رفع ضدها قضية زنا، لكنها نجحت في الحصول على البراءة في تلك القضية، إلا أنه بعد مدة من الزمن تواصل معها والد «كريم» وطلب منها المساعدة برؤية حفيده ووافقت على طلبه لكنه أخذ ابنها ولم يرده إليها مرة أخرى، بالإضافة أن «كريم» عرف وقتها مكان اختبائها وعاد لمطاردتها من جديد، فهربت إلى مسقط رأسها ايرلندا ومن هناك رفعت قضية طلاق.

◄ اقرأ أيضا: الأربعاء.. أولى جلسات محاكمة سفاح التجمع

■ جرائمه

تعود بداية القضية المدونة حاليًا برقم 296 لسنة 2024، كانت أثناء مباشرة رجال شرطة بورسعيد عملهم تلقوا بلاغا بالعثور على جثة فتاة مجهولة الهوية ملقاة بصحراء بورسعيد بالقرب من أحد المستشفيات جنوب بورسعيد، سرعان ماتحرك رجال المباحث إلى موقع البلاغ وبالفحص تبين أن الجثة لفتاة من مواليد 1997 وبها آثار «خنق حول الرقبة» وأن السبب المرجح هو»إسفكسيا الخنق»، بجانب وجود آثار تعذيب وسجحات مختلفة مثل الكدمات والخدوش والجروح وآثار ضرب بكرباج.

في الوقت نفسه تلقى رجال شرطة الإسماعيلية بلاغا مماثلا بالعثور على جثة فتاة مجهولة الهوية ملقاة بصحراء الإسماعيلية؛ حيث انتقل رجال المباحث لمكان الجثة، وبالفحص تبين لهم آثار «خنق حول الرقبة» وأن السبب المرجح هو»إسفكسيا الخنق»، بجانب وجود آثار تعذيب وسحجات مختلفة مثل الكدمات والخدوش والجروح وآثار ضرب بكرباج.

في ذات اللحظة وبعد ورود بلاغين مماثلين لكل مديرية امن، ظن رجال المباحث أنهم من المحتمل أن يكونوا أمام قاتل واحد ارتكب الجريمتين خصوصًا أن علامات القتل والتعذيب قريبة لبعضهما البعض، سريعا وجهت الأجهزة الأمنية جهودها وكثفت التحريات للكشف عن تفاصيل الوقائع وتحديد حجم الجرائم التي ارتكبها القاتل والكشف عن هويته وسرعة ضبطه، وبتتبع كاميرات المراقبة وجمع المعلومات والسير في تفاصيل الحادث لكشف خيوط الجريمة؛ تمكن رجال الشرطة من الوصول لمعلومة مهمة وهي أن القاتل يدعى «كريم» وهو وراء ارتكاب تلك الجرائم وانه كان يستدرج ضحاياه من النساء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والكافيهات والملاهي الليلية، وكانت لديه ممارسات سادية معهن، ويعيش بشقة استأجرها داخل العمارة رقم 279 داخل كمبوند شهير بالتجمع الخامس في منطقة القاهرة الجديدة التابعة لمحافظة القاهرة؛ لتنفيذ جرائمه الجنسية التي وصلت للقتل، وبالتواصل مع مديرية أمن القاهرة، شكلت أجهزة الأمن فرق بحث من مديريات أمن القاهرة والإسماعيلية وبورسعيد بالتنسيق مع قطاع الأمن العام بوزارة الداخلية لعمل فريق بحث، وعلى الفور تم الانتقال إلى الكمبوند وبتفريغ الكاميرات المتواجدة بالكمبوند في محاولة للكشف عن هويات المترددات على المتهم، وبإجراء باقي التحريات التي كانت على مدار الساعة وإعداد عدة كمائن ثابتة ومتحركة تمكن رجال الشرطة من ضبط المتهم وبمواجهته اعترف بارتكاب تلك الجرائم تبين أن المتهم كان على علاقة عاطفية بإحدى ضحاياه وعندما انفصلت عنه سعى للانتقام منها، كما اعترف أنه كان يمارس العلاقة المحرمة مع ضحاياه قبل قتلهن، ثم يحمل جثث الضحايا داخل شنطة سفر ووضعها في سيارته، ثم يتوجه إلى مطعم لتناول وجبة سمك، بعد الانتهاء من تناول وجبته يتوجه بسيارته إلى الطريق الصحراوي ويلقي بجثث ضحاياه هناك وبعد ذلك يعود إلى شقته، وباقتياده لموقع الجريمة وأثناء المعاينة التصورية غافل قوة التأمين ونجح في الهروب باستخدام إحدى السيارات؛ حيث اختبأ بإحدى الحدائق العامة بمنطقة عين شمس بالقاهرة، لكن قوات الأمن طاردته على الفور وتمكنوا من ضبطه خلال فترة قصيرة، وتم اقتياده إلى ديوان القسم، وبفحص هاتفه المحمول عثر على العديد مم مقاطع فيديوهات مصورة لممارسة الرذيلة مع ضحاياه وأعمال العنف ضدهن وكذلك تصويرهن بعد قتلهن، واتضح من مقاطع الفيديو وجود علامات لتعاطي المواد المخدرة، وكن متجردات تماما من ملابسهن، وهناك آثار كدمات وجروح وخدوش، تحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التي بدأت بالتحقيق معه في تلك الجرائم، في الوقت نفسه انتقل فريق من النيابة العامة إلى الكمبوند الذي شهد تلك الجرائم، لإجراء المعاينات، كما أمرت بانتداب خبراء المعمل الجنائي لفحص مسرح الحادث وانتداب الطبيب الشرعي لتشريح جثتي الفتاتين اللتين عثر عليهما في محافظتي بورسعيد والإسماعيلية لتحديد أسباب الوفاة وتوقيتها وكيفية حدوثها ونوعية أداة القتل المستخدمة كما أغلقت الشقة حتى انتهاء التحقيقات، وتولى فريق الأدلة الجنائية رفع الآثار البيولوجية والبصمات الموجودة في مسرح الجريمة لتحديد أسماء المترددين عليها، وكلفت المباحث الجنائية بسرعة إنهاء التحريات، كما يجري البحث والتحري حول الجثث مجهولة الهوية التي عثر عليها خلال العامين الماضيين منذ بدء سفاح التجمع ارتكاب جرائمه.

في الوقت ذاته أمرت النيابة العامة بإحالة «كريم» والمعروف إعلاميًا بـ «سفاح التجمع» لمحكمة الجنايات لمعاقبته فيما نسب إليه من وقائع قتل 3 سيدات المقترن بجرائم إحراز المواد المخدرة وتقديمها للتعاطي والاتجار بالبشر.

;