مؤتمر «الاستجابة الطارئة».. إجماع عربي لإنقاذ غزة وإسرائيل المتهم الأول

الدمار في قطاع غزة
الدمار في قطاع غزة

في محاولة للخروج بحل إنساني للكارثة التي حلت على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بسبب الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة منذ ما يقرب من 8 أشهر، اجتمع رؤساء وقادة 75 دولة على رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأردن بدعوة من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني..كما شارك مدراء 75 منظمة إغاثية وإنسانية في المؤتمر الذي عقد تحت عنوان " الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة"، وفي التقرير التالي نرصد أبرز التصريحات التي ألقاها الرؤساء خلال كلمتهم، وأبرز الحلول التي وضعوها من أجل خروج قطاع غزة من الواقع الإنساني المؤلم الذي تعيشه.


 

 

واقع مُخجل للضمير الإنساني العالمي

إقرأ أيضا| إحلال السلام والتعايش.. نص كلمة الرئيس السيسي خلال لقائه بنظيره الأذري

من جانبه أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن أبناء الشعب الفلسطيني في غزة ينظرون إلينا بعين الحزن والرجاء، وأن مصر حذرت من خطورة الحرب بغزة والتداعيات في مدينة رفح الفلسطينية، وأضاف أن أبناء الشعب الفلسطيني الواقعين تحت حصار معنوي ومادي مُخجلُ للضمير الإنساني العالمي يتطلعون إلى أن يقدم اجتماعنا اليوم لهم أملاً في غد مختلف يعيد لهم كرامتهم الإنسانية المهدرة وحقهم المشروع في العيش بسلام ويسترجع لهم بعض الثقة في القانون الدولي وفي عدالة ومصداقية ما يسمى بالنظام الدولي القائم على القواعد.

 

ووجه الرئيس السيسي الشكر لمملكة الأردن على استضافة المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة، وجهودها لإنهاء الحرب وتخفيف الأعباء الناتجة عن الحرب ومحاولة تخفيف الأعباء الإنسانية الفادحة الناجمة عنها، كما وجه الشكر إلى جميع الدول التي استجابت للدعوة لحضور هذا المؤتمر المشترك الذي تشرف مصر بالرئاسة المشتركة له.

التداعيات الجسيمة للعمليات العسكرية

إقرأ أيضا| القصف الوحشى مستمر.. وحصيلة الشهداء تتجاوز 37 ألفاً

وشدد الرئيس على أن مصر حذرت مراراً من خطورة الحرب وتبعاتها والتداعيات الجسيمة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية التي أدى المضي قدماً بها إلى إقامة وضع يعوق التدفقات الإغاثية التي كانت تدخل القطاع بشكل رئيسي من معبر رفح

 

ورحب الرئيس بقرار مجلس الأمن وبالقرارات الأخرى ذات الصلة وشدد على الوقف الفوري والشامل والمستدام لإطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح كافة الرهائن والمحتجزين على نحو فوري والاحترام الكامل لما فرضه القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني من ضرورة حماية المدنيين وعدم استهداف البنى التحتية أو موظفي الأمم المتحدة أو العاملين في القطاعات الطبية والخدمية في القطاع.

 

وطالب الرئيس بإلزام إسرائيل بإنهاء حالة الحصار والتوقف عن استخدام سلاح التجويع في عقاب أبناء القطاع وإلزامها بإزالة كافة العراقيل أمام النفاذ الفوري والمستدام والكافي للمساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة من كافة المعابر وتأمين الظروف اللازمة لتسليم وتوزيع هذه المساعدات إلى أبناء القطاع في مختلف مناطقه والانسحاب من مدينة رفح.

 

قرارات مجلس الأمن 

إقرأ أيضا| في حرب غزة.. وقف إطلاق النار الدائم «ممنوع» والمُستدام «كسر هوة الخلاف»

وأكد الرئيس على ضرورة توفير الدعم والتمويل اللازمين لوكالة الأونروا حتى تتمكن من الاضطلاع بدورها الحيوي والمهم في مساعدة المدنيين الفلسطينيين والعمل على تنفيذ قرارات مجلس الأمن المعنية بالشأن الإنساني بما فيها القرار رقم 2720 وتسريع تدشين الآليات الأممية اللازمة لتسهيل دخول وتوزيع المساعدات في القطاع.

كما أكد الرئيس السيسى على أن الحلول العسكرية والأمنية لن تحمل إلى منطقتنا إلا المزيد من الاضطراب والدماء فالسبيل الوحيد لإحلال السلام والاستقرار والتعايش في المنطقة يكمن في علاج جذور الصراع من خلال حل الدولتين ومنح الشعب الفلسطيني حقه المشروع في دولته المستقلة القابلة للحياة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية والتي تحظى بالعضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

لا مكان آمن في غزة

إقرأ أيضا| ضرورة التوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار وحماية المدنيين

في السياق ذاته أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أنه لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية على سكان القطاع من المدنيين من الأطفال والنساء، مشيرًا إلى أن مدى الاستجابة للمساعدات في القطاع غير كاف.

وقال الملك عبدالله الثاني، إن الوضع في غزة كارثي وصعب للغاية وخصوصا عقب العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح الفلسطينية، مشددا على ضرورة العمل الدولي من أجل إنفاذ المساعدات للقطاع بشكل كاف ، وأضاف أن المجتمع الدولي اليوم في حاجة للتحرك الفوري لتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية والإغاثية للأهالي القطاع، مؤكدا أن مؤتمر الاستجابة الطارئة يهدف إلى تعزيز هذه الجهود.

وأكد أن تاريخ البشرية أمام منعطف حاسم والضمير المشترك يتعرض لاختبار حقيقي بسبب الكارثة الإنسانية في غزة، مؤكدا أن إيصال المساعدات الإنسانية في غزة لا يمكن أن ينتظر التوصل لوقف إطلاق النار أو أن يخضع لأجندات سياسية من أي طرف.

 

إنسانيتنا على المحك

وأعرب الملك عبدالله الثاني عن شكره للرئيس السيسي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش على تنظيم هذا المؤتمر المهم، وتابع قائلًا: "إنسانيتنا ذاتها على المحك على مدى 8 أشهر ودون توقف ظل سكان غزة يواجهون الموت والدمار الذين فاقت درجتهما أي صراع آخر منذ أكثر من 20 عاما.. شبح المجاعة يلوح في الأفق والصدمة النفسية حاضرة دائمة وستبقى آثارها لأجيال قادمة".

وأضاف أن كل في مكان في غزة عرضة للدمار وادت العملية العسكرية في رفح إلى تفاقم الوضع المتردي وتم تهجير ما يقارب المليون من سكان غزة قسرا مرة أخرى وحرمانهم من الوصول إلى الغذاء والمأوى والدواء وحتى أولئك الذين نزحوا مرارا بحثا عن الأمان يتم استهدافهم فلا يوجد مكان آمن في غزة.


أفق سياسي واضح


إقرأ أيضا| الأمم المتحدة: إسرائيل فى قائمة «العار» لقتلة الأطفال

بدوره قال الدكتور أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة تتفاقم بشكل مروع، مشيرًا إلى عدم تحقيق قانون 2720 الذي يسمح بإدخال المزيد من المساعدات للقطاع، وأكد أن مستقبل قطاع غزة مرتبط بمستقبل القضية الفلسطينية، وذلك من خلال أفق سياسي واضح ومسار لا رجعة فيه يؤدي إلى تجسيد الدولة الفلسطينية على كامل حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

 

وأكد أبو الغيط أن كل خطوة تُتخذ اليوم يجب أن تكون إضافة إلى هذا المسار، وكل جهد يُبذل من أجل الدعم الإنساني للفلسطينيين أو ترسيخ واقع الدولة الفلسطينية بتوسيع رقعة الاعتراف بها، يهدف إلى استقرار المنطقة والعالم.


هجمات شرسة وفرض التهجير

إقرأ أيضا| مستقبل غزة مرتبط بحل القضية الفلسطينية

في السياق ذاته قال نائب رئيس الوزراء الباكستاني ووزير خارجيتها محمد إسحاق دار، إن إسرائيل لا تلتزم بقرارات الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن ولا حتى محكمة العدل الدولية، بل واستمرت في هجماتها الشرسة وفرض التهجير القسري والتجويع والتطهير العرقي، ورفضت حل الدولتين وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة.

 

وشدد أن دولته تدين الانتهاكات الإسرائيلية وشعب باكستان يقف بكل قوته مناصراً للشعب الفلسطيني في هذه الأوقات والمحنة. وأكد على تقديم كل المساعدات الإنسانية الممكنة لأهل غزة منذ أكتوبر الماضي، والاستمرار في تقديم هذا الدعم. وأوضح أن باكستان كدولة شقيقة ومسلمة تلتزم بالقرار الأممي 2035 الذي يدعو إلى الوقف المباشر لإطلاق النار، وأيدت باكستان المقترح المقدم من الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونتمنى أن يكون وقف إطلاق النار مستداماً، وتيسير عمليات وصول وتوزيع الدعم الإنساني في قطاع غزة، وحماية كل أطياف شعب فلسطين.

تجاهل الحقوق الفلسطينية

إقرأ أيضا| حركة فتح: واشنطن تشارك في العدوان الإسرائيلي على غزة

ويعاني الشعب الفلسطيني من، بحسب نجيب ميقاتي، رئيس وزراء لبنان، امتدادات حرب غزة على أرضه قتلاً وتهجيراً وتدميراً، موضحًا أن نهج التدمير الذي تتبعه إسرائيل لا سابق له في التاريخ، مشيرًا إلى أننا نراه أيضًا وبشكل يومي في لبنان على أرض الجنوب الذي ارتوت بدماء الشهداء والجرحى.

وناشد ميقاتي، دول العالم بالتدخل بكل قوة لوقف ما يحدث بعد 75 عامًا من تجاهل الحقوق الفلسطينية، على أمل أن يكون قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735 الذي صدر أمس، والذي رحب به باسم دولة لبنان، يمثل الخطوة الأولى نحو الاستقرار من أجل الوصول إلى السلام.

 

وأكد أن دولة لبنان تعتاد أن تستشعر الوجع العربي لأننا أهل وأسرة، مشيرًا إلى أنه دفع أثمانًا باهظة في أرواح أهله، فضلًا عن تدمير بنيته التحتية، موضحًا أنه مستعد اليوم لإغاثة مصابي غزة وتجهيز كوادر طبية لإسعاف المصابين، خاصة الأطفال في مستشفيات لبنان تعبيرًا عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني.

مستعدون لاستلام القطاع

إقرا ايضا| البيان الختامي لقمة المنامة: لا للتهجير القسري للفلسطينيين من غزة والضفة

وخلال كلمته في المؤتمر أكد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إنه على مدار يومي 26 و27 من الشهر الماضي في بروكسل، عرضت الحكومة الفلسطينية برنامجها للإغاثة وإعادة الخدمات الأساسية للإصلاح المؤسسي والاستقرار المالي والاقتصادي.

وأكد عباس،أن الحكومة أعلنت استعداداتها لاستلام مهامها في قطاع غزة، كما هو في الضفة الغربية؛ بما في ذلك معابر القطاع، واستعدادها المتواصل للتنسيق مع الدول والمنظمات الدولية ذات العلاقة.، ودعا جميع الحاضرين في هذا الاجتماع لدعم برامج المساعدات الإنسانية المقدمة لهذا المؤتمر.

وأوضح عباس أن مسؤولية مجلس الأمن وأطراف المجتمع الدولي كبيرة في الضغط على إسرائيل لفتح جميع المعابر البرية لقطاع غزة وتسليمها للحكومة الجديدة لإدخال جميع المواد الإغاثية والطبية وخدمات الأساس، وشدد على ضرورة مواصلة الجهود لوقف إطلاق النار بشكل فوري ودائم وانسحاب جميع قوات الاحتلال من قطاع غزة، لفتح المجال لقيام دولة فلسطين.

نزوح مستمر بسبب الاعتداءات الإسرائيلية

وحول الأوضاع في غزة، قال أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة «مر أكثر من 8 أشهر على بداية حرب غزة، ومازال هناك اختطاف للرجال والنساء والأطفال»، لافتا إلى أن المعاناة الفلسطينية مستمرة، والقتل الذي يحدث في غزة لم يسبق له مثيل.

وأضاف «جوتيريش»، أن هناك 1.7 مليون شخص، أي 75% من الكثافة السكانية في غزة نزحوا مرات ومرات بسبب الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية، مؤكدا: «لا يوجد أي مكان آمن في غزة».

وأكد أنّ الظروف في غزة قاهرة والواضع الحالي يتفاقم، حيث لا يوجد دعم بالمستشفيات، كما أن أكثر من مليون شخص في غزة ليس لديهم أي مياه صالحة للشرب ويواجهون الجوع، مضيفا: «هناك 50 ألف طفل يتطلبون تلقي العلاج بسبب سوء التغذية، وبالرغم من كل هذا فجميع المساعدات الإنسانية تُمنع من الدخول».